في زمن الارتداد عن قرارت وقف العمل بالاتفاقات مع دولة الاحتلال والعمل بالالتزامات المترتبة عليها ، في زمن العودة للعلاقة مع دولة الاحتلال دون اي ثمن سياسي ذو قيمة او حتى بالتزام واضح بازاحة خطة الضم من برنامج حكومة نتنياهو غانتس ، وفي زمن التعامل مع المقاومة الشعبية من البعض وكانها ترف ومناسبة للاستعراض ، في هذا الزمن الملبد بالغيوم تشرق شمس بيت دجن من جديد لتقدم نموذجا لامكانية نجاح المقاومة الشعبية في تحقيق اهدافها حيث يجبر الاحتلال والمستوطنين على ازالة البؤرة الاستيطانية التي كان من المزمع اقامتها شرقي بيت دجن ، ان هذا النموذج من النجاح ليس الوحيد فعلى طريقه تسير العديد من البلدات حيث حاول المستوطنون اقامة بؤر مماثلة في اكثر من مكان في بيتا وعصيرة الشمالية لكنها ازيلت بهمة المقاومة الشعبية وجمدت كذلك في الخان الاحمر وهي اليوم تواجه مقاومة شعبية شرسة في كما في سلفيت وغيرها ، وهاي هي صباح اليوم تجبر على إزالة البؤرة الاستيطانية التي اقامها مستوطنون على أراضي القرية بعد ما يزيد من شهرين على محاولة تثبيتها ، اليوم يتم ازالة هذا الخنجر المسموم من خاصرة بيت دجن تحت ضغط الحملات الشعبية المتواصلة التي تجلت فيها اروع صور التلاحم والوحدة ليس فقط بين اهالي بيت دجن بل وبتضامن كل شعبنا مع هذا النموذج الفذ الذي يحدد معالم الطريق لنجاح المقاومة الشعبية .
ان هذه النجاحات المتتالية في مواجهة البؤر الاستيطانية وازالتها تضع خارطة الطريق واضحة المعالم لاليات المقاومة الشعبية الفاعلة بعيدا عن الفئوية واشكال الاستعراض، انها نموذج ارتباط المواطن بالارض والاصرار في الحفاظ عليها ،كل التحية لأهالي بيت دجن ولرفاقي الافذاذ في حزب الشعب الذين مثلوا رأس الحربة في هذه الملحمة ، ملحمة الدفاع عن الارض ، ولكل القوى الوطنية والمؤسسات والشخصيات التي ساهمت في الانجاز الوطني الهام الذي يتجاوز حماية بيت دجن واراضيها فقط بل يمتد لحماية الاف الدونمات من الاراضي على تخوم الاغوار التي يجري التخطيط الاستيطاني لعزلها في اطار خطة الضم كل التحية. لهذا الانجاز ومزيدا من الحذر لان الاحتلال لن يصمت وسيعيد الكرة مرة اخرى.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية