مؤسسة فيصل الحسيني تسلم 151 جهاز حاسوب لـ 14 مدرسة منذ انطلاق مشروع اشتر/ي زمناً لمدارس القدس
أكدت فدوى الحسيني المديرة التنفيذية لمؤسسة فيصل الحسيني، أن المؤسسة تمكنت عبر مشروع اشتر/ي زمناً لمدارس القدس من تلبية احتياجات صفوف الثانوية العامة ( التوجيهي ) لأجهزة حاسوب محمولة في 14 مدرسة في المدينة، وذلك بدعم فلسطيني قُدم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة من فلسطينيين في الوطن والمهجر ومن شركات فلسطينية محلية.
وذكرت أنه رغم استفادة 151 طالباً وطالبة ومعلماً ومعلمة، إلا أن الحاجة لأجهزة الحاسوب ما زالت كبيرة ليس للطلبة فحسب، ولكن لمعلميهم ومعلماتهم أيضاً. فحاجة المعلمين/ات لأجهزة حاسوب لا تقتصر على التعليم عن بعد فقط، وإنما هناك حاجة ماسة أيضاً لاستخدام هذه الأجهزة في إطار عملهم اليومي وخلال تعليمهم الوجاهي. وأضافت أن جائحة كورونا كشفت عن هذه الحاجة الماسة لتمكين الكوادر التعليمية من مواصلة التعليم ذي الجودة في مدارس القدس، فيقدر عدد المعلمات والمعلمين الذين لا يملكون أجهزة (حسب دراسات المؤسسة) بـ 36% من المعلمين والمعلمات في القدس.
وفي هذا الإطار، أوضحت إكرام الوحيدي مديرة مدرسة الفتاة الشاملة الثانوية أن المدرسة كانت طوال السنوات الماضية تمتلك فقط 5 أجهزة يتم تداولها ما بين 26 معلمة. مؤكدةً أن حصول معلمات مدرستها عبر المشروع على 7 أجهزة إضافية، سيسهم في تسيير العملية التعليمية بشكل كبير، ولكن ما زالت المدرسة بحاجة للمزيد من أجهزة الحاسوب.
فيما أشارت عليا مطر مديرة مدرسة بنات شرفات، إلى ما عاناه طاقم المدرسة التعليمي بسبب عدم توفر أجهزة حاسوب، مبينة أن الطاقم حاول في البداية الاستعانة بأجهزة قديمة والتي لم تسعفهم، ما أجبرهم على التعليم عبر الهواتف النقالة. وأشارت إلى أن المدرسة حصلت على 4 أجهزة حاسوب حديثة عبر المشروع ستسهم في حل أزمتهم.
وقامت مؤسسة فيصل الحسيني خلال الأيام الماضية، وضمن المرحلة الثانية من مشروع اشتر/ي زمناً لمدارس القدس، بتسليم 7 مدارس ثانوية مقدسية 50 جهاز حاسوب محمول لتصبح مُلكية خاصة للمدارس المستفيدة، منها 21 جهاز حاسوب لاستخدام معلمات ومعلمي المرحلة الثانوية في 5 مدارس، وذلك استجابة لحاجة الطواقم التعليمية وتمكينهم من مواصلة التعليم عن بُعد في ظل الظروف الراهنة.
أما المدارس التي تسلمت أجهزة الحاسوب خلال الأسبوع الماضي، فهي مدرسة الشابات الشاملة الثانوية والتي تسلمت 21 جهاز حاسوب محمول ومدرسة الأميرة بسمة الدامجة الثانوية وتسلمت 8 أجهزة، وذلك لاستخدام طالبات وطلاب الثانوية العامة في المدرستين. فيما تم تسليم أجهزة حاسوب محمول لاستخدام معلمات ومعلمي مرحلة الثانوية العامة في كل من: مدرسة الشابات المسلمات الثانوية (7 أجهزة)، ومدرسة الفتاة الشاملة الثانوية (4 أجهزة)، ومدرسة ذكور طلائع القدس (3 أجهزة)، ومدرسة بنات المسيرة الثانوية (3 أجهزة)، ومدرسة بنات شرفات الثانوية (4 أجهزة).
وقد تمكّنت مؤسسة فيصل الحسيني من توفير هذه الحزمة من أجهزة الحاسوب المحمول على إثر تبرع كل من مجموعة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، وصندوق وقفة عز، وشركة كهرباء محافظة القدس المحدودة، إلى جانب مساهمات عدد من المتبرعين والمتبرعات الأفراد.
ومن ناحية أخرى، أكدت مها الصفدي والدة طالبة في إحدى مدارس القدس، أهمية توفير أجهزة الحاسوب لمدارس وطلبة القدس، خاصة مع وجود عدد من الأخوة الطلبة في المنزل الواحد والذين قد يعتمدون على جهاز خلوي لمتابعة التعليم عن بُعد. وأردفت أن الوضع في القدس صعب للغاية، فمعظم العائلات المقدسية لا تستطيع شراء أجهزة حاسوب لتمكين أبنائها وبناتها من التعلم في ظل تفشي وباء فيروس كورونا. مضيفة أن العائلات تعاني جراء هذا الوضع خاصة فيما يتعلق بأبنائهم وبناتهم من طلبة الثانوية العامة، فهم في مرحلة انتقالية مهمة حيث يستعدون للانتقال إلى مرحلة الجامعة. وأعربت عن تقديرها لهذه المساهمة، مؤكدة أن هذه الأجهزة هي أمانة لدى العائلات يتوجب عليهم إعادتها إلى المدارس بعد الاستفادة منها حتى يستفيد منها المزيد من طلبة القدس غير القادرين على توفير أجهزة حاسوب.
ومع تسليم هذه الأجهزة يصل عدد الأجهزة التي تمكنت مؤسسة فيصل الحسيني من توفيرها منذ انطلاقة المشروع نهاية آب الماضي إلى 151 جهاز حاسوب بعد أن سلمت في الشهرين المنصرمين 101 جهازاً لصالح سبع مدارس ثانوية مقدسية مركزة عملها داخل أسوار البلدة القديمة ومحيطها وعلى المدارس التي تضم الصف الثاني عشر (التوجيهي). وقد استفادت بناء عليه مدارس رياض الأقصى ( الحرم الشريف)، مدرسة بنات النهضة الثانوية، مدرسة الأيتام المهنية، ومدرسة مارمتري، ومدرسة الفرير ومدرسة تيراسنطا في البلدة القديمة ومدرسة بنات الروضة الحديثة. وذلك بعد تبرع مقدّم من بنك القدس، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، بالإضافة إلى مساهمات المتبرعين الأفراد من الوطن والمهجر.
وتواصل المؤسسة استقبال تبرعات الأفراد والمؤسسات عبر مشروع اشترِ/ي زمناً لمدارس القدس والذي أطلقته على إثر ما كشفته دراسات مؤسسة فيصل الحسيني حول احتياجات مدارس القدس سيما في ظل تفشي فيروس كورونا والتحول إلى نظام التعليم الإلكتروني، حيث تبين أن أكثر من 5700 طالب وطالبة إضافة إلى أكثر من 1000 معلم ومعلمة قد لا يتمكنون من الانخراط في التعليم الإلكتروني بسبب عدم امتلاكهم لأجهزة حاسوب.
يُذكر أن مؤسسة فيصل الحسيني أطلقت المشروع من وحي مشروع الراحل فيصل الحسيني "اشتر/ي زمناً في القدس" الذي هدف إلى توجيه اهتمام الداعمين العرب والدوليين إلى دعم قضية القدس وتمكين مؤسساتها من الحفاظ على هويتها العربية المقدسية ومواجهة التحديات التي تحيط بها.