وكالة إيرانية تكشف أسباب اغتيال العالم زاده وعلاقته بالمقاومة في غزة
تحدثت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، عن علاقة عالم النووي الإيراني محسن فخري زادة والذي تم اغتياله الجمعة الماضية من قبل مسلحين مجهولين في طهران، بكلاً من سوريا والمقاومة الفلسطينية في غزة والدور الذي لعبه في هذا السياق.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "مهر"، بأن العالم زادة كان على رأس أهداف إسرائيل المرشّحة للاغتيال، وهناك فيديو شهير لنتنياهو عام 2018 وهو يشير إلى صورة الشهيد وتحتها إسمه يقول فيه "لقد فشلنا في اغتياله وتذكّروا هذا الإسم جيّداً".
وأضافت مهر، أن الحكاية تبدأ قبل ذلك بسنوات كثيرة، وتحديدا إلى عام 2012 أثناء الحرب على قطاع غزة عندما تم قصف تل أبيب لأول مرّة بصاروخ فجر1 من قطاع غزة، وهذه الصواريخ بعيدة المدى كانت بمثابة جرس إنذار، لأنّ إسرائيل اعتبرت أنّ إيران تجاوزت جميع الخطوط الحمراء عبر تزويدها الفلسطينيين بمثل هذه الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى.
وأشارت إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية حمّلت فورا المسؤولية لسوريا ولإيران بتزويد المقاومة الفلسطينية بهذه الصواريخ وبتكنولوجيا تصنيعها، وتردّد في أروقة الموساد ثلاثة أسماء تمّ تحميلهم المسؤولية التقنية المباشرة بوصولها إلى غزة.
وتابعت :" وصلت للاستخبارات الإسرائيلية قبل أشهر معلومات في غاية الخطورة بأنّ إيران وتنظيم حزب الله اللبناني نجحا بتزويد حركتي حماس والجهاد بصواريخ كروز وطائرات مسيّرة نفاثة مُزوّدة بقنابل عنقودية، وكذلك بالتكنولوجيا اللازمة لتصنيعها في غزة، وأن المسؤول الأول عن ذلك هو الشهيد فخري زادة".
وأضافت "وأنه كالعادة كانت سوريا هي الممر لهذه الأسلحة، وهذا يفسر لنا تكثيف الغارات الإسرائيلية على سوريا في الأشهر الأخيرة، والتي كانت تهدف إلى منع وصولها إلى غزة، وهذا يفسر أيضا لماذا بدأت حماس في إدانة الغارات الإسرائيلية على سوريا، وذلك لأول مرة منذ عشر سنوات"
وقالت أن العرب كعادتهم لا يقرأون ولا يتابعون ما يتم نشره في إسرائيل حتى في زمن الإنترنت، ولذلك لم ينتبه أحد إلى المؤسسة الإسرائيلية التي تم إنشاؤها قبل سنوات وتحمل إسم "نيئمان"، وهو إسم وزير علوم إسرائيلي سابق.
ولفتت إلى أنه ومنذ سنوات تتم متابعة ما يتم تسريبه من هذه المؤسسة التي تهتم بمتابعة أي تطور علمي وتكنولوجي في الوطن العربي والعالم الإسلامي وخصوصا إيران، وقبل عامين تقريباً صدر تقرير يتحدث عن إيران بأنها أصبحت قوّة تكنولوجية وعلمية عظمى تتفوق على عدد كبير من الدول المتقدمة علميا في الغرب ، وأيضا ذكر التقرير إسم الشهيد زادة.
ونوهت إلى أن أكثر ما يلفت النظر في هذا التقرير أنّه يذكر بأنّ إيران وبإشراف زادة نقلت هذه التكنولوجيا المتقدمة للمقاومة، حتى لا تظل تحت رحمة الظروف المتغيّرة التي قد تمنع تدفق الأسلحة لها من طهران.
وقالت "هنا أخطر الأسرار التي تكشف متى تم اتخاذ قرار اغتيال العالم فخري زادة، على أن يتبعه عمليات اغتيال أخرى، واستهداف القدرات العسكرية لإيران ولمحور المقاومة بأكمله".
وأضافت بأنه من الواضح أنّ توقيت عملية الاغتيال في الوقت الذي يستعد فيه ترامب لمغادرة البيت الأبيض، تهدف من ورائه إسرائيل لدفع إيران للرد رداً قويا يؤدي إلى مواجهة موسّعة تؤدي إلى خلط الأوراق، وتمنع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وأشارت إلى أن القيادة الإيرانية بذكائها وحنكتها السياسية لن ترد برد متهور وانفعالي، بل سيكون الرد مدروساً بعناية وبدقّة، بحيث يكون بطريقة مشابهة لجريمة الاغتيال وبدون ضجيج، وسيكون مؤلما لكن دون أن يؤدي إلى حرب كبرى لا ترغب بها إيران في مثل هذه الظروف الدقيقة التي يستعد فيها ترامب للذهاب إلى الجحيم.