غزة: مركز حقوقي يحذر من كارثة جراء محدودية الإمكانيات الصحية

تفشي فيروس كورونا في غزة

أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان، اليوم الأحد 29 نوفمبر، بياناً صحفياً مهماً، محذراً فيه من كارثة إنسانية وصحية في قطاع غزة جراء محدودية الإمكانيات الصحية، في ظل تفشي فيروس كورونا .

فيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":

 تشهد محافظات غزة تصاعداً يومياً كبيراً في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19)، وتشكل الحالات الخطرة والحرجة بينها نسبة تقدر بـ(20%). مركز الميزان يعبّر عن قلقه على حياة مليوني شخص في قطاع غزة، في ظل ضعف المنظومة الصحية التي تراجعت جراء الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ العام 2007م، ومحدودية أسرّة العناية الطبية الفائقة وأجهزة التنفس ونقص الأكسجين، ومحدودية مسحات الفحص وعدة التحليل وأجهزة فحص كورونا، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وصحيّة حقيقية تهدد سكان القطاع، ويستدعي التدخل العاجل والفوري لإنقاذ السكان ومساندة القطاع الصحّي.

ووفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة، ارتفعت أعداد المصابين وفق آخر تحديث (السبت الموافق 28/11/2020م)، إلى (19.160) حالة، وارتفع عدد الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس إلى (90) فرداً. وبيّنت الوزارة أن الحالات التي تحتاج رعاية طبية في المستشفيات بلغت (334) بدرجات خطورة مختلفة، وأن نسبة الإشغال بلغت 78% من القدرة السريرية المخصصة لكوفيد 19، وسط تهديدات جدية بنفاذ الأكسجين الضروري إنقاذ حياة المرضى. ويحتاج بعض المصابين إلى (30- 60) لتر/ دقيقة من الأكسجين، وتتوفر لدى القطاع الصحي القدرة على توليد (2200) لتر/ دقيقة فقط، في مستشفى غزة الأوروبي، حيث يتراوح معدل استهلاك الأكسجين في الوقت الحالي إلى (1500-1800) لتر/ دقيقة في المستشفى نفسه، وذلك بسبب زيادة حالات الإصابة شديدة الخطورة والخطرة، والمؤكد أنه في حالة تواصل ارتفاع أعداد المصابين بمعدلات أكبر ستواجه حياة المرضى خطورة كبيرة بالنظر إلى محدودية الأكسجين المتاح.

ويحتاج الجهاز الصحي في قطاع غزة إلى زيادة كميات الأكسجين في المستشفيات بإضافة محطات توليد أكسجين تنتج (3000) لتر/ دقيقة في المرحلة الحالية، ويحتاج ذلك وسائل أخرى للتنفس مثل (CPAP - PPAP - NRM) التي تستخدم في إدارة العنايات المركزة لمعالجة المصابين بالأكسجين، كخطوة علاجية للحالات التي لا تستدعِ الربط على أجهزة التنفس وفقاً لبروتوكولات العلاج المحدّثة. ويحتاج إلى وسائل خاصة بوقاية وحماية الطواقم الطبية. وإلى زيادة عدد الأسرّة الخاصة بالعناية المركزة في المستشفيات بحيث تكون مزودة بأجهزة مراقبة لحالة المريض وأجهزة تنفس. وإلى زيادة أعداد مسحات الفحص، وزيادة أجهزة الفحص (PCR) لزيادة المسحات التي تجريها الوزارة والمقدرة بـ (2500-3000) فحص يومياً، والتي تتأخر نتائجها بسبب محدودية أجهزة الفحص. كما يحتاج إلى توفير الأدوية العامة واللازمة للتخفيف عن مصابي كورونا[1].

وأمام هذه المُعطيات وفي ظل تواصل تصاعد أعداد المصابين بفايروس كورونا فإنه وفي غضون أيام معدودة؛ لن يتمكن النظام الصحي في قطاع غزة من تقديم الرعاية والعلاج للمصابين بالفيروس، لا سيما المرضى وكبار السن والذين يحتاجون للعناية الفائقة على أسرّة المستشفيات.

وتجدر الإشارة إلى أن السيطرة على فيروس كورونا في القطاع أمر مستحيل في ظل الإمكانيات الحالية، ومع وجود أعداد كبيرة من السكان تعاني من الأمراض المزمنة في القطاع، ما يرفع نسبة الخطورة في حال إصابتهم بالفيروس، وبعد إصابة ما نسبته 3.5% من أفراد الطواقم الطبية.

مركز الميزان إذ يجدد تحذيره من كارثة حقيقية تهدد سكان قطاع غزة، فإنّه يؤكد على خطورة استمرار الحصار وممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي أنهك القطاع الصحي ومنع تطويره وتنميته. وتظهر جائحة كورونا حجم الضعف في المنظومة الصحية، الأمر الذي يتطلب سرعة تدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الخدمات الصحية وتعزيز قدرتها على مواجهة الجائحة.

وعليه فإن مركز الميزان يجدد مطالباته المتكررة للمجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لإنهاء حصارها- الذي يعتبر عقاباً جماعياً يجرمه القانون الدولي- وتزويد قطاع غزة بحاجاته ومتطلباته من الوقود والتيار الكهربائي، والعمل على وجه السرعة لدعم القطاع الصحي وتزويده بالمعدات والأدوية واللوازم الطبية المناسبة التي تمكنه من التعامل مع الجائحة وإنقاذ٫ حياة البشر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد