حماس قصفت وحدة غفعاتـي وأسرت أحد ضباطها خلال دقيقة

غزة /سوا/ شهد قطاع غزة واحدا من أقسى أيام عدوان الجرف الصامد إذ ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة كبيرة في مدينة رفح فور اكتشاف أسر أحد جنوده إذ راح يقصف على نحو عشوائي في كل الاتجاهات فقتل وأصاب مئات المدنيين.

لكن ليس دم المدنيين الفلسطينيين ما يشغل إسرائيل وإعلامها بقدر ما هو مصير بعض جنودها ممن وقعوا في كمين المقاومة الفلسطينية وما زال جيش الاحتلال محتارا بالسؤال هل ي فتح ملفا بالتحقيق بالجرائم في رفح أم لا ؟

ويستدل من تحقيق عملياتي لجيش الاحتلال في حادثة قتل الضباط بناياه شارئيل، ليئيل جدعوني وهدار غولدين وأسر الأخير أن الجيش قصف رفح بـ 2000 قذيفة وصاروخ خلال ساعات. 

وبحسب ما ذكرته صحيفة القدس العربي، أن التحقيق العسكري أشار إلى أن القوة الإسرائيلية وقعت في كمين نصبه عناصر المقاومة الفلسطينية.

ويتضح من التحقيق الذي كشفت عنه إذاعة الجيش الاسرائيلي، أن قوة من وحدة «جفعاتي» مشطت منطقة زراعية مجاورة لرفح بهدف العثور على أنفاق إرهابية.

 وينتقد التحقيق دخول الوحدة منطقة لم تحتل ولم تنظف بعد ودون معدات هندسية مدرعة خلال فترة زمنية اتفقت كل الأطراف على اعتبارها هدنة إنسانية.

ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت و واي نت عن ضابطين من جفعاتي بعد انتهاء العدوان قولهما إن شعورا بالخيبة والإحباط يلازمهما نتيجة طريقة تعاملهما مع هذه الهدنة أي اختراقها. ويعتبر قائد جفعاتي الجنرال عوفر فينتر ضمن شهادته في التحقيق أن دخول قواته منطقة العدو دون قصف عشوائي تمهيدي كان خطأ جسيما.

في المقابل يقر التحقيق الإسرائيلي بنقطة إحباط أخرى تتعلق بقدرة المقاومة الفلسطينية على نجاعة وسرعة تحرك خلاياها التي أسرت ضابطا إسرائيليا. 

ويوضح تحقيق الاحتلال أن خلية فلسطينية هاجمت وحدة غفعاتي بالنار بدفعتين قاتلتين سريعتين، منبها إلى أن علية حماس استغرقت دقيقة واحدة فقط تمكنت فيها من إطلاق النار وأسر الضابط هدار غولدين وجره نحو أحد الأنفاق. ويقول إن غفعاتي ردت بالمثل وقتلت أحد المقاتلين الفلسطينيين وحالت دون أسر المزيد من الجنود. ويتابع التحقيق «عملت خلية حماس بحرفية وهدوء وبموجب تدريبات مسبقة».

لكن التحقيق يتجاهل الجرائم التي وقعت فور هذه العملية في إطار نظام «هانيبعل» القاضي بفتح النار بشكل عشوائي وبكثافة كافية لقتل كل من في المنطقة بمن في ذلك الجندي الأسير نفسه بهدف منع أسره حيا أو ميتا خوفا من اضطرار الاحتلال لمبادلة أسرى.

ويعتبر التحقيق أن إمطار رفح بالنار فور العملية كان من أجل مساعدة القوات الفاعلة في تشويش عملية أسر الجندي وجره. ويعترف التحقيق أن القوات البرية أطلقت في تلك الساعة 800 قذيفة نحو منطقة الأسر، فيما قصفت طائرات الاحتلال الحربية 19 موقعا، بينما قصفت مروحياته ذات المكان بـ 800 قذيفة وقصفت المدافع المكان بـ 260 قذيفة.

ومع ذلك فإن المدعي العسكري في جيش الأحتلال الجنرال داني عفروني ما زال حائرا إزاء السؤال هل يأمر بفتح ملف تحقيق جنائي بالجرائم الكثيرة بحق المدنيين في رفح؟.

بل يعتبر التحقيق الإسرائيلي أن كثافة النيران هذه «معقولة» و «جديرة» نسبيا لحجم الحدث متجاهلا القانون الدولي بهذا الصدد.

 ويفسر التحقيق هذا القصف المجنون بالتوضيح أن جيش الاحتلال اعتقد حتى تلك اللحظة بأن الضابط الأسير ما زال حيا ما يعني محاولته حرمان حماس من بطاقة مساومة استراتيجية حتى بثمن ارتكاب مجازر راح ضحيتها 70 مدنيا ونحو 450 مصابا في رفح مجازر قال فيها جدعون ليفي الكاتب الصحافي والمعلق الإسرائيلي اليساري «من هنا مر المغول الجدد».

 يشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت في الأسبوع الأخير تسريبات وشهادات جنود إسرائيليين عن بسالة المقاومة الفلسطينية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي كان أولى المناطق في قطاع غزة التي يجتاحها جيش الاحتلال بريا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد