سلاح الجو الإسرائيلي قادر على اختراق منظومة "اس 300"
القدس / سوا / اعتبر محللون عسكريون أنه على الرغم من القلق الإسرائيلي إزاء إعلان روسيا عن رفع حظر بيع منظومة "اس300" الفاعية الجوية لإيران، إلا أنه من الناحية العسكرية بإمكان سلاح الجو الإسرائيلي تجاوز هذه "العقبة" الدفاعية في حال قررت |إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ووصف السفير الإسرائيلي السابق في روسيا والباحث في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، تسفي ماغين، إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن إلغاء الحظر الرئاسي على تزويد منظومة "اس300" لإيران، بأنه "تحد للغرب". وأشار ماغين إلى أن "النشاط الروسي المتزايد في الشرق الأوسط، غايته التعويض على فشل بوتين في محاولته لعزل أوكرانيا عن الغرب، بينما صفقة السلاح مع إيران ستساعد موسكو على إعادة توثيق علاقاتها مع طهران".
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الثلاثاء، أن الإعلان الروسي يثير قلقا في إسرائيل، وأنه أيا كان الطراز التي تريد إيران التزود به، قديما أو حديثا، فإن الحصول على منظومة "اس300" يعتبر ارتقاء في قدرات الدفاع الجوي الإيراني، وخصوصا حول المنشآت النووية.
وأشار هارئيل إلى أن مهاجمة هذه المنشآت ليست واردة الآن "لكن إسرائيل ليست معنية برؤية تراكم الطبقات الدفاعية، لأنه يتعين على إسرائيل الاستعداد أيضا لاحتمال خرق إيران للاتفاق (مع الدول الكبرى) وأن يتبين أنها نجحت في تطوير سلاح نووي. ولذلك فإن هذه المنظومة هي عقبة ينبغي أخذها بالحسبان".
لكن هارئيل شدد على أن "هذه عقبة بالإمكان تجاوزها"، وأشار إلى أن التوجه في سلاح الجو الإسرائيلي هو أن "أي منظومة دفاعية بالإمكان اختراقها في نهاية الأمر، بواسطة التفكير والموارد المناسبة".
ولفت هارئيل إلى أنه على الرغم من وجود منظومات دفاعية جوية لدى سوريا، إلا أنها لم تمنع الغارة الإسرائيلية على المنشأة النووية في دير الزور في العام 2007، كذلك فإن هذه المنظومات لم تمنع الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قوافل أسلحة في سوريا كانت تعتزم نقلها إلى حزب الله في لبنان، خلال السنتين الأخيرتين.
كذلك اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، أنه بإمكان سلاح الجو الإسرائيلي على الدفاعات الجوية من نوع المنظومة الروسية، وأشار إلى تدريبات سلاح الجو على مواجهة "اس300" في أعقاب صفقة بيع إيران منظومة كهذه إلى سوريا.
وأضاف فيشمان أن المسألة بالنسبة لسلاح الجو تتعلق بطراز "اس 300" الذي ستتزود إيران به، لأنه "طالما لم يروا في سلاح الجو هذا الصاروخ خلال تجربة حقيقية وعدم كشف نقاط ضعفه فإنه ينبغي توقع مفاجآت".
لكن فيشمان أشار إلى زاوية أخرى لهذه الصفقة وهي أن "موسكو تربط توقيت الإعلان (عن بيع إيران "اس300") بالأزمة في اليمن، إذ يقف الروس هناك إلى جانب الإيرانيين والحوثيين ويتبعون سياسة صدامية ضد الأميركيين".
وأضاف فيشمان أنه "في روسيا يؤمنون بأن المواجهة هناك ستقود إلى صدام مباشر بين الإيرانيين والسعوديين، وسيؤدي ذلك إلى هجوم سعودي على المنشآت النووية الإيرانية، ولذلك هم (الروس) يمنحون آيات الله منظومة دفاعية جوية حديثة".