الشيخ التميمي يسرد لحظات وفاة عرفات وتفاصيل الساعات الأخيرة من حياته

الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين السابق

سرد الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين السابق، اللحظات الأخير بحياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الساعات الأخيرة من وفاته وتغسيله ودفنه.

وقال التميمي: "كان المشهد مفزعا عندما رأيت عرفات على سريره في المستشفى بفرنسا"، مضيفا قال لي طبيب فرنسي "إن عدم تجلط دم عرفات بعد ساعات من وفاته سببه وجود مادة سامة".

وفي حوار مع الأناضول، تحدث قاضي قضاة فلسطين السابق، عن تفاصيل شهور الحصار والساعات الأخيرة في حياة الرئيس الراحل وبعد وفاته، قائلا "عاش الرئيس الفلسطيني الراحل محمد عبدالرؤوف عرفات القدوة (ياسر عرفات) حياة مختلفة عن نظرائه من الزعماء، وكذلك كانت تفاصيل وفاته، فقد صُليَ عليه في ثلاث قارات، وشُيع ثلاث مرات، ودُفن مرتين".

مشهد مفزع
ويقول التميمي، إنه لازم عرفات أثناء حصاره بمقر الرئاسة (المقاطعة) في مدينة رام الله مع اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/ أيلول 2000 وحتى مرضه ومغادرته إلى المستشفى الفرنسي بعد تدهور حالته الصحية.

ويضيف التميمي، "بقيت بجوار عرفات في غرفة علاجه بالمشفى الفرنسي حتى فاضت روحه في 11 نوفمبر/تشرين ثاني 2004، وقمت بدفنه في قبر مؤقت بمقر المقاطعة في رام الله".

ويشير إلى أن المشهد الذي لا زال محفورا في ذاكرته هو لحظة دخوله على عرفات في المستشفى الفرنسي قائلا: "عندما دخلت غرفة العناية المركزة رأيته مسجى في سريره وموصولا بأنابيب تغذية وأجهزة عديدة وأسلاك كثيرة في رأسه وأجزاء أخرى من جسده".

ويضيف: "كان المشهد مفزعا (..) رأسه أكبر من حجمه الطبيعي، وعيناه جاحظتان، لكن تمالكت نفسي وجلست إلى جواره مغمض العينين نحو ساعة قرأت خلالها ما تيسر من القرآن الكريم".

ويردف التميمي: "بعد ساعة وقع نظري على كتفه الأيمن وكان مكشوفا ويتحرك لا إراديا، فخرجت للإعلام وقلت إن الرئيس حي بعد أن شاعت أخبار عن وفاته".

ويتابع: "بعدها غاب الرئيس عن الوعي لساعات ثم طرأ تحسن آخر على صحته بشكل فاجأ الأطباء، وأثلج صدور الفلسطينيين"، لكنه يستدرك: "إنها صحوة الموت كما نسميها".

ويقول التميمي: "بقيت إلى جوار عرفات حتى الثالثة والنصف من فجر 11 نوفمبر، وفي لحظة تدهورت صحته بشكل مفاجئ، وتداعى الأطباء، لكنه توفي".
 

قبر خاص

يقول التميمي "القبر (في رام الله) صمم بطريقة تمكننا لاحقا من حمله ونقله إلى القدس ، لتنفيذ وصية عرفات بدفنه هناك، لكن إسرائيل منعتنا من ذلك، فصنعنا صندوقا إسمنتيا بمقابض تسهّل حمله لنقله إلى القدس عندما يتيسر ذلك".

ويردف: "مع وصول الجثمان إلى رام الله، قادما من القاهرة بعد تشييعه بحضور زعماء العالم، تدفق أكثر من مئة ألف مواطن إلى المقاطعة، فلم نتمكن من نقله من الطائرة إلى مكتب الرئاسة حيث ينتظر سياسيون ودبلوماسيون وسفراء لإلقاء نظرة الوداع عليه".

ويتابع الشيخ تيسير التميمي: "لم نتمكن حتى من الصلاة عليه، واضطررنا لنقل التابوت بسيارة إلى القبر مباشرة، وداخل القبر لم أتمكن من دفنه بالطريقة السليمة، فقررت إغلاق القبر على التابوت".

ويشير قاضي قضاة فلسطين السابق إلى أنه "عند الثانية فجرا أعدنا فتح القبر، فأخرجنا الجثمان من التابوت، وصلينا عليه مجددا خارج القبر".

ويلفت التميمي، إلى أنه "حرص على إحضار 50 كيسا صغيرا من تراب المسجد الأقصى، ووضعها في القبر المتنقل لعرفات، قبل أن يغلقه".

ويضيف: "رأسه (عرفات) عاد لحجمه الطبيعي، ووجهه عاد أيضا لحالته الطبيعية مع ابتسامة خفيفة".

ويضيف التميمي، أن المرة الثالثة التي تمت الصلاة فيها على جثمان عرفات كانت "لدى وصوله إلى القاهرة قادما من فرنسا حيث جرت الصلاة عليه في مسجد الجلاء بمصر الجديدة".

ويوضح أنه "جرت لعرفات مراسم عسكرية في فرنسا بالقارة الأوربية، وفي القاهرة بالقارة الإفريقية، وفي رام الله بالقارة الآسيوية"، لافتا إلى أن هذا الأمر "لم يسبق لأحد".

يذكر أن الرئيس الراحل ياسر عرفات توفى إثر تدهور سريع في حالته الصحية، في ظل حصاره لعدة أشهر من جانب الجيش الإسرائيلي في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد