16 عاما على استشهاد ياسر عرفات صاحب الكوفية الشهيرة

الفلسطينيون يحيون ذكرى استشهاد ياسر عرفات

يستعد آلاف الفلسطينيين اليوم الأربعاء لإحياء الذكرى الـ16 لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات ، صاحب الكوفية الأشهر في العالم ، والذي يعتبر الأب الروحي للقضية الفلسطينية.

إحياء ذكرى استشهاد الرئيس عرفات هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة ، بسبب تفشي جائحة كورونا في الأراضي الفلسطينية ، حيث ستقتصر على بعض الزيارات والمسيرات المحدودة في المحافظات ، إضافة الى حملات إلكترونية تستذكر مواقف الرئيس الراحل.

وفي محافظات الضفة الغربية ، أعلنت حركة فتح، عن مجموعة من فعاليات احياء الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد ياسر عرفات حيث سيجري تنظيمها في معظم الضفة الغربية.

وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم ب رام الله ،ان هذه الفعاليات تأتي في إطار وعي شعبنا في كل مكان بالمكانة الوطنية والرمزية النضالية الخالدة التي تتمثل في الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات ومناسبة مهمة يجدد فيها الفلسطينيون وفاءهم لكل شهداء الثورة الفلسطينية.

وأشار الجاغوب إلى خصوصية الظرف الداخلي الذي نمر به من تداعيات فايروس كورونا المستجد ، موضحاً أن برنامج الفعاليات سيتم وفق الالتزام بنصائح وزارة الصحة فيما يتعلق بالتجمعات مع مراعاة الاجراءات الواجب اتخذاها احتياطاً وتفادياً من وقوع العدوى بين المشاركين حفاظاً على سلامتهم.

وفي غزة قال المتحدث باسم حركة فتح إياد نصر إنه لن يتم تنظيم فعاليات على الأرض، نظرًا لانتشار فيروس كورونا، والسعي للالتزام بتعليمات السلامة العامة.

وأضاف :" سيكون هناك حملة إعلامية الكترونية ضخمة، انطلقت منذ الثامن من الشهر الجاري، وذلك للتأكيد على أن ياسر عرفات رمز فلسطيني باقٍ، وحي في وجدان الشعب الفلسطيني".

وأشار نصر إلى أن هذه الحملة الالكترونية ستكون على جميع منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المحلية المختلفة، يتم مخاطبة فيها فضاءات الإعلام العالمية، لافتًا إلى أن جيش كبير من أبناء الحركة وجموع الشعب الفلسطيني تفاعلوا مع الحملة بكل قوة.

وتابع المتحدث باسم حركة فتح في غزة: "كان هناك جملة من البيانات، والإعلانات، والفيديوهات القصيرة، واللقاءات مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ستكون اليوم، ويوم غدٍ، للحديث عن حياة ياسر عرفات، وحضوره النضالي والإنساني والوطني".

وللرئيس ياسر عرفات مكانة خاصة لدى الفلسطينيين بكل أطيافهم السياسية المختلفة ، فهو جزء أصيل من التاريخ الفلسطيني الحديث.

أطلقت عليه مجموعة من الأسماء منها أبو عمار، ومحمد القدوة، فيعد الرئيس الراحل محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، أحد أبرز رموز حركة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي.

وعاش عرفات أغلب طفولته في جمهورية مصر العربية، والتحق بجامعة القاهرة وتخرج منها كمهندس مدني، وانضم إلي اتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيساً له من عام 1952 إلى عام 1956.

اقرأ أيضا/ الجهاد الإسلامي : "أبو عمّار" أسهم إسهاما قويّا في تأكيد الهوية الفلسطينية

وفي 13 نوفمبر 1974، كان أول ممثل لمنظمة غير حكومية يلقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد كان حدثاً فريداً لم تشهده الأمم المتحدة منذ نشأتها، عام 1945. فلأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة يقف رئيس حركة وطنية على منبرها، ليلقي خطاباً، يتحدث فيه عن مطالب حركة التحرير.

وفي نوفمبر 1988، أعلن الرئيس عرفات قيام الدولة الفلسطينية فوق أرض فلسطين وعاصمتها القدس ، كما أصدر المجلس الوطني الفلسطيني قراره بالإجماع، بإعلان قيام الدولة الفلسطينية، بحكومة مؤقتة، ارتكازاً على الحقوق التاريخية والطبيعية للشعب الفلسطيني.

وفي ديسمبر 1988، أعلن ياسر عرفات قبول منظمة التحرير الفلسطينية بوجود دولة إسرائيل وإدانة الإرهاب بكافة أشكاله، وبدأت تأخذ القضية الفلسطينية منعطفاً جديداً تجاه إسرائيل.

وفي الرابع عشر من الشهر نفسه، وقف ياسر عرفات مرة أخرى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في جنيف، ليعلن مبادرة سلام فلسطينية، تحت إشراف الأمم المتحدة، ويؤكد حق جميع الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط في الوجود في سلام، وهذا يشمل فلسطين وإسرائيل وجيرانها.

وفي أبريل 1992، نجا ياسر عرفات من حادث تحطم طائرته فوق جنوب ليبيا، وفي 13 سبتمبر 1993، قام ياسر عرفات، مع إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتوقيع اتفاق سلام في احتفال بالبيت الأبيض، ورفع العلم الفلسطيني في القدس الشرقية.

وفي 20 يناير 1996، في أول انتخابات عامة في تاريخ فلسطين، تم انتخاب ياسر عرفات رئيساً للسلطة الفلسطينية بنسبة 88.1%. وبعد تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء الإسرائيلية، تعثرت عملية السلام.

ظهرت أولى علامات المرض على أبو عمار، في أكتوبر 2004، فقد أصيب بمرض في الجهاز الهضمي، وفقا لما أعلنه الأطباء، وقبل ذلك عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي.

وفي نهاية الشهر نقلته مروحية إلى الأردن، وطائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي بباريس، في 29 أكتوبر 2004.

في الرابع من نوفمبر 2004 بث التلفزيون الإسرائيلي نبأ وفاة الرئيس عرفات سريريًا ، وبعد مرور عدة أيام وتحديدا في الحادي عسر من ذات الشهر تم الإعلان رسميا عن وفاته من قبل المسؤولين في السلطة الفلسطينية.

جثمان الرئيس الراحل ياسر عرفات نقل من العاصمة الفرنسية باريس الى القاهرة ثم الى مدينة رام الله ، حيث كان مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في انتظار جثمانه ، ليشيعوه الى مثواه الأخير ، حيث دفن في مقر المقاطعة بعد رفض إسرائيل دفن الجثمان في مدينة القدس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد