الفترة المقبلة ستشهد إجراءات أكثر تشديدًا

محدث: الصحة بغزة: في هذه الحالة سنذهب حتمًا إلى الإغلاق الشامل - شاهد

مجمع الشفاء الطبي في غزة وإجراءات احترازية مع تفشي فيروس كورونا

تحدثت وزارة الصحة في غزة ، في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، عن مستجدات تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة، والحالة التي قد تسمح للوزارة بالرجوع إلى الإغلاق الشامل في القطاع.

وقال مدير الطب الوقائي في غزة مجدي ضهير، خلال مؤتمر صحفي تابعته وكالة "سوا": "منذ تفشي الوباء عالميا عملت وزارة الصحة على تعظيم الجهوزية والاستعداد وتأخير دخول الوباء الى قطاع غزة من خلال سلسلة من الاجراءات والبروتوكولات الصحية من الحجر الالزامي وتجهيز مستشفى الاوروبي وتدريب الطواقم الصحية والفرق المساندة وتجهيز المختبر المركزي".

وأضاف: "بعد تسجيل اولى الحالات داخل قطاع غزة عمدت الوزارة الى تنفيذ خطط واضحة بدأت بالاغلاق الكامل لمدة 72 ساعة بهدف دراسة الحالة الوبائية ومعرفة بؤر التفشي وتحديدها وتحييدها , وموائمة خطط ادارة الازمة داخل مرافق الوزارة اضافة الى تنفيذ برامج التوعية والتثقيف الصحي لدى المجتمع بالالتزام باجراءات الوقاية والسلامة".

وأشار إلى أنه تم اتخاذ جملة من الاجراءات بدءا من الاغلاق الشامل ثم التخفيف التدريجي وصولا الى رفع الاجراءات بهدف التخفيف على المواطنين, مع التوصية بتشديد متابعة تطبيق اجراءات السلامة والوقاية في القطاعات .

وبين أن لدى وزارة الصحة منظومتين لمراقبة الحالة الوبائية وتطورها تتمثل أولها منظومة الاشارة المرورية وثانيها منظومة الانذار المبكر.

وقال إن "منظومة الاشارة الضوئية تعتمد على معدل الانتشار حسب الاحياء والمدن وتقسم المناطق حسب السكان الى مناطق حمراء وصفراء وخضراء , وهذه المنظومة تحدد شكل الاجراءات المتخذه في الأحياء والمدن حسب خطورة الحالة , أما منظومة الانذار المبكر تعتمد على قدرة المنظومة الصحية في التعامل مع الحالات المسجلة خاصة الحالات التي تحتاج دخول للمستشفى وتحتاج عناية مركزة".

وأضاف: "يتيح نظام الانذار المبكر تحديد الفترة الزمنية المتوقع في نهايتها تهديد لقدرة المنظومة الصحية في التعامل مع الحالات فهناك انذار اولي بمدة 60 يوم , و40 يوم أشد خطورة , و20 يوم لا يستطيع القطاع الصحي التعامل مع الحالات ما يعني الذهاب الى اجراءات متدحرجة تصل للاغلاق الشامل لمدة 14 يوم على الأقل من أجل كسر سلسلة الانتشار والعودة بالمنحنى الوبائي الى الانخفاض".

وتابع: "وفق تلك المنظومتين تم تقسيم قطاع غزة الى 94 منطقة سكنية لاتمام المسح العشوائي ومدروس واسقاط الحالات على نظام " جي آي أس " , وتقسيم المناطق حسب منظومة الاشارة الضوئية واتخاذ الاجراءات اللازمة وفق الحالة الوبائية".

فيما قال مدير مكافحة العدوى بالوزارة، رامي العبادلة إنه "مع بداية تفشي الوباء سجلت محافظتي غزة والشمال وبعض الأحياء الصغيرة على انها مناطق حمراء , اليوم نتحدث عن 23 حي سكني مصنف باللون الاحمر ومناطق اخرى صفراء قد تتحول للون الاحمر جراء عدم التزام المواطنيين باجراءات الوقاية".

 وأكمل: "مع بداية فصل الشتاء دخلت معظم دول العالم خاصة في اوروبا وامريكا في الموجة الثانية من وباء كوفيد 19 وتزايد عدد الاصابات والوفيات بمعدلات قياسية ما اضطر تلك الدول للاغلاق الكامل لمدة 3 أسابيع بهدف الحد من انتشار الفيروس".

وتابع نتوقع ان تصل الاصابات الى ذروتها في قطاع غزة خلال فصل الشتاء واشتداد الاصابة بالانفلونزا الموسمية وبالتالي زيادة عدد الحالات المصابة واحتمالية دخولها للمؤسسات الصحية , اضافة الى شدة الاعراض عند مرضى كوفيد 19 مايعني دخول حالات اضافية للمستشفيات وبالتالي زيادة الضغط على المنظومة الصحية ومقدراتها الطبية .

ورأى أن تصاعد المنحنى الوبائي خلال الأيام الماضية سببه عدم الالتزام المجتمعي باجراءات الوقاية أمام ما شهده المجتمع من تخفيف اجراءات الاغلاق , وعدم الالتزام باجراءات الحجر المنزلي ما ادى الى زييادة الحالات المخالطة ووجود حالات غير مكتشفة لم تظهر ليها اعراض .

وشدد على ان العودة للحياة الطبيعية مع عدم الالتزام باجراءات الوقاية يعني زيادة عدد الحالات وبالتالي العودة الى اجراءات الاغلاق الشامل , وهذا ما نسعى الى تجنب الوصول لهذه المرحلة .

واعتبر أن فتح المدارس والمساجد لم يؤثر سلبا على المنحنى الوبائي وزيادة عدد الاصابات , المشكلة داخل المجتمع والاختلاط وعدم التقيد بالممارسات الصحية والوقائية .

وقال إنه في ظل الظروف الحالية ومع تزايد عدد الاصابات تكثف وزارة الصحة من المسوحات العشوائية وحالات الاشتباه والمخالطين للتحقق من الحالة الوبائية في قطاع غزة , هذا الامر شكل ضغط على المختبر المركزي سواء على الكادر أو المواد المخبرية والتي تشهد عجز شديد سيؤثر على اجراء الفحص مستقبلا .

وأردف: "وزارة الصحة والمؤسسات الحكومية تقوم بمتابعة اجراءات حجر المخالطين وعزل المصابين واجراء المسح العشوائي , وتنفذ برامج التوعية بالالتزام باجراءات الوقاية والسلامة , ولن نستطيع السيطرة على منحنى التفشي بدون الالتزام المجتمعي باجراءات السلامة والوقاية".

وأشار إلى أن هناك "3 اصابات من الفئة العمرية المتوسطة هم الآن في العناية المركزة وهو مؤشر خطير وأن الجميع معرض لخطر الاصابة ومضاعفاتها بعكس الاعتقاد الخاطئ بأن فيروس كورونا يصيب فقط كبار السن وضعيفي المناعة 

ونوه إلى أن "الفترة المقبلة ستشهد تغير في الخارطة الوبائية في قطاع غزة في اتجاه زيادة التفشي  , وهذا سيزيد من الضغط على القطاع الصحي والمؤسسات الصحية ما ينذر باجراءات اكثر تشديد وما يتبعه ذلك من تأثيرات اقتصادية واجتماعية".

واعتبر أن "عدد المخالطين حاليا والذين تتابع معهم اجراءات الحجر المنزلي الالزامي بلغ 15 ألف مخالط منهم 9 آلاف مخالط تم تسجيلهم خلال الأسبوع الاول من شهر نوفمبر الحالي فقط وهذا يوضح الزيادة الواضحة في تسجيل الحالات".

وأشار إلى أن 60 % من الاصابات هم من المخالطين المعلومين وفق التقارير الميدانية لفرق التقصي الوبائي والاستجابة السريع.

وقال أيضا: "قبل اسبوع  بلغت الحالات المتوسطة والخطيرة والحرجة 60 اصابة , والآن نحن نتحدث عن 155 اصابة ما يمثل 30 % من القدرة الاستيعابية لوزارة الصحة والمقدرة بـ 500 سرير".

وأضاف: "20 % من الحالات بحاجة الى دخول مستشفى منها 5% حالات خطيرة تحتاج عناية مركزة وهناك 12 حالة حرجة".

وحذر من أنه "في حال استمرت وتيرة الاصابات على هذا النحو فان ذلك يعني استنزاف القدرة الاستيعابية للمستشفيات والذهاب الى التدرج في الاجراءات وصولا للاغلاق الشامل".

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد