جيش الاحتلال الإسرائيليّ يُجري تدريبات واسعة بالجولان

القدس / سوا/ لوحظت في الأسابيع الأخيرة كثافة تصريحات قادة  جيش الاحتلال  حول القوّة الكميّة والنوعيّة للأسلحة والعتاد المتواجد لدى حزب الله اللبنانيّ، وكان الجنرال إيال أيزنبرغ، قائد الجبهة الداخليّة في الجيش الإسرائيليّ رسم سيناريو قاتمًا للغاية، مؤكّدًا على أنّ إسرائيل ستتلقّى أكثر من 1500 صاروخ يوميًا في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله، دون أنْ يتطرّق إلى الدعم اللوجيستي الإيرانيّ، ودون أنْ يُفصح فيما إذا كانت سوريّة ستُشارك في الحرب القادمة.

ولكنّه أكّد على أنّ جيش الاحتلال يستكمل استعداداته للحرب القادمة، مُشدّدًا على أنّ العمق الإسرائيليّ سيتلقّى ضربات مُوجعةٍ ومُؤلمةٍ جدًا، ومُوضحًا أنّ منظومة القبّة الحديديّة، لن تتمكّن من مواجهة هذا الكم الهائل من الصواريخ، لأنّ الجيش قرر نصبها في أماكن حساسّة جدًا، خصوصًا لحراسة القواعد العسكريّة الإستراتيجيّة، علمًا أنّ قادة جيش الاحتلال يُقّرون أنّ كل موقع داخل إسرائيل من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، بات في مرمى صواريخ المقاومة اللبنانيّة.

وعلى وقع التصعيد الكلاميّ الإسرائيليّ بإعادة لبنان 200 عام إلى الوراء في حال تمّت مهاجمة إسرائيل، كُشف النقاب عن أنّ قوات الجيش الاحتلال الإسرائيليّ بدأت بإجراء مناورات عسكريّة في المنطقة الشماليّة على الحدود اللبنانية – السورية، على ما يبدو، استعدادًا لشنّ حرب محتملة في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة، حيث أنّ، و-حسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب- هذه المناورات تأتي لرفع جهوزية الجيش الإسرائيليّ! وتعزيز الجبهة الداخلية.

ومن نوافل القول إنّ احتمالية شن حرب للجيش الإسرائيليّ على أكثر من جبهة تضم لبنان وسوريّة باتت ملّفًا شبه يومي يُعرض على طاولة صنّاع القرار في تل أبيب. يُشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي بدأ المناورات العسكريّة على الحدود الشمالية للجولان العربيّ السوريّ المُحتّل تحت ذريعة التدرب على وضع يشهد تطورا سريعًا.

علاوة على ذلك، لفتت المصادر العسكريّة في تل أبيب إلى أنّ الدولة العبريّة قامت باستدعاء آلاف الجنود من وحدات الاحتياط وطلب منهم التوجه إلى مخازن الطوارئ في الجولان المُحتّل.

وقال موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت)  إنّ الجنود استخدموا في التدريب المذكور الدبّابات الإسرائيليّة المتطورّة والمتقدّمة من طراز (ميركافا)، لافتًا إلى أنّ التدريب جرى تحت "قصف مُكثّف" من الجيش العربيّ السوريّ، إضافة إلى قصفٍ من حزب الله اللبنانيّ. وقال أحد قادة التدريب، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنّ الجيش الإسرائيليّ يتدّرب لمحاكاة عدّة سيناريوهات، لافتًا إلى أنّه يقوم بتغيير استعداداته حسب المستجدّات على أرض الواقع. وتابع قائلاً إنّ الجيش يتدرّب على مواجهة أيّ احتمال، بما في ذلك تدّخل سلاح المدرعات السوريّ.

وكان قائد سلاح المدرعات في الجيش الإسرائيليّ شموئيل أولنسكي قد دعا إلى عدم نعي القوات المدرعة السورية، التي تغدو أكثر تدريبًا بفعل حالة القتال التي تعيشها منذ اندلاع الأزمة بسوريّة، مُشيرًا إلى أنّها لا تزال لاعبًا مهمًا في الشرق الأوسط، برغم التآكل الذي يسببه القتال في قوتها. وفي مقابلة مع موقع (Israel defense) المتخصص في شؤون الأمن، قال أولنسكي: نعلم أنّ سلاح المدرعات السوري أكثر تدريبًا اليوم لأنّه يُحارب. فهو في حال احتكاك داخل الحرب الأهلية، لكن مع ذلك، ثمة تآكل لديه مردُّه القتال المتواصل، إلا أنّه لا يزال قائمًا.

وزاد: لا أعلم كم عدد الدبابات التي خسرها الجيش السوريّ في الحرب الأهلية، فهو يقاتل منذ أربع سنوات، لكن من جهة أخرى، أنت تدرك أنّ القتال يجعل الأفراد أكثر تدريبًا وقوة. المدرعات السورية هي بالتأكيد لاعب جديّ في الشرق الأوسط، ولا حاجة إلى المسارعة إلى نعي الفرق المدرعة وقدرة المناورة البرية للجيش السوريّ. وردًا على سؤال عن دور المدرعات في حرب الصواريخ ضدّ العمق الإسرائيلي، لفت أولنسكي إلى أنّ الجيش السوريّ شهد، قبل الحرب الأهلية، ميلاً نحو نمط الحرب الصاروخية. فهو أغلق وحدات مدرعة وبنى مكانها وحدات كوماندو، كما أنّه تزوّد بصواريخ مضادّة للدروع وبقدرات هندسية، كذلك فقد بنى السوريون منظومة صاروخية مهمة جدًا.

وهذا الميل لا يخص فقط المنظمات شبه العسكرية. لقد شاهدناه في الجيش السوري، لكن مع ذلك، لا يزال تعمل فرق وألوية مدرعة مع دبابات تي 72 مدربة. ورأى أولنسكي أنّ سلاح المدرعات الإسرائيلي استخلص العبر من "حرب لبنان الثانية"، مشيرًا إلى أنّ المناورة البرية التي ستُجريها قواته في (حرب لبنان الثالثة) ستكون أكثر قوة وسرعة مع غلاف كامل من الجمع (الاستخباري) وتفعيل النيران بصورة منظمة ودقيقة. وأضاف: سنرى مزجًا بين الدبابات والمشاة والهندسة.

إلا أن المناورة هي مناورة، وهدفها إظهار القوة من خط الالتحام إلى عمق منطقة العدو،القوة النارية والقدرة على الاستهداف، حسبما ذكر. وغمز جنرال المدرعات الإسرائيليّ من قناة الأصوات التي تدعو إلى تحويل نقطة الثقل في الحروب إلى سلاح الجو قائلاً: في مواجهة التهديدات الحالية، أعتقد أنّه لا مفر من الحفاظ على منظومة بريّة قويّة، ومستعدة جيّدًا من أجل تفعيلها وقت الحاجة وتحقيق نهاية سريعة للحرب. وأردف: لا يُمكن أنْ نخوض معركة استنزاف نارية في مواجهة لبنان، كما حصل مثلا في (الجرف الصامد)، فلبنان وسوريّة ليسا حماس في غزة . وهما لن يتأثرا بلاعبين استراتيجيين، مثل مصر، كما تأثرت حماس. وأوضح أيضًا أنّه في لبنان وسوريّة إذا أردنا أنْ نُحقق نهاية سريعة للحرب، فلن يكون هناك مفر من القيام بمناورة باتجاه مراكز ثقل العدو، ومن سيُنفذ ويقود هذه المناورة هو القوات المدرعة التي تعرف القيام بذلك بسرعةٍ وقوّةٍ.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد