دراسة بريطانية تكشف : الكلاب أقدم رفيق للإنسان

مجموعة من الكلاب

بينت دراسة حديثة للحمض النووي الخاص بالكلاب، أنها تعد أقدم الحيوانات الوفية للإنسان، مشيرة إلى أن الدراسة أوضحت أن العديد من الأنماط الوراثية للكلاب تشبه إلى حد ما التي لدى البشر.

ووفقاً للمعلومات التي نشرتها شبكة "بي بي سي"، فإن التحليل يكشف أن الإنسان بدأ بتدجين الكلاب منذ 11 ألف سنة إلى نهاية العصر الجليدي الأخير، ما يدل على أن الكلاب دجنت قبل غيرها من الحيوانات. وفق موقع "عربي 21"

وقال الدكتور بونتوس سكوغلاند، أحد القائمين على الدراسة وكبير الباحثين في مختبر دراسات الجينوم في معهد كريك في لندن: "الكلاب حيوانات فريدة من نوعها، فعندما كان الإنسان يعتمد على الصيد في حياته، استطاع تدجين هذا الحيوان المتوحش الآكل للحوم، الذئاب مرعبة في العديد من مناطق العالم".

وأشار سكوغلاند إلى أن الأنماط الوراثية عند الكلاب تشبه إلى حد ما الأنماط الوراثية عند الإنسان، لأن الناس كانوا يأخذون حيواناتهم معهم في ترحالهم. ولكن هناك اختلافات مهمة.

يذكر أن الكلاب الأوروبية الأولى مثلاً كانت متعددة، ويبدو أنها تنحدر من سلالتين منفصلتين، الأولى من كلاب الشرق الأدنى، والثانية من الكلاب السيبيرية.

ولكن في فترة معينة، ربما في بداية العصر البرونزي، طغت سلالة واحدة من الكلاب، وعوضت جميع السلالات الأخرى في القارة، وهذا التحول ليس له مقابل في الأنماط الوراثية البشرية في أوروبا.

وقال أندرز برغستروم، الباحث في معهد كريك: "لو عدنا إلى 4 أو 5 آلاف سنة لوجدنا أن الكلاب في أوروبا كانت متعددة. وعلى الرغم من أن الكلاب الأوروبية اليوم لها أشكال وأحجام مختلفة فإنها من الناحية الوراثية تنحدر من سلالات أقل مما كانت عليه".

وحلل فريق دولي الجينوم الكامل عند 27 رفات لكلاب قديمة مرتبطة بثقافات أثرية متنوعة، وقارنوا هذه الأنواع فيما بينها، ثم قارنوها بالكلاب العصرية.

 وبينت النتائج أن سلالات مثل "ريجبيك" في أفريقيا الجنوبية و"تشيواوا" في المكسيك تحتفظ بآثار الكلاب الأصيلة في المنطقة.

وقال غريغر لارسون من جامعة أوكسفورد إن "الكلب هو أقدم وأقرب شريك للإنسان، إذ يبين لنا استعمال الحمض النووي للكلاب القديمة عراقة هذه الشراكة في التاريخ، ويساعدنا في النهاية في معرفة مكان بدء هذه العلاقة وزمانها".

وقال الدكتور سكوغلاند إن زمان عملية التدجين الأولى ومكانها غير واضحين، ويضيف: "تاريخ الكلاب عرف تغيرات كبيرة إلى درجة تجعلنا لا نعتمد عليه، وهذا هو الجانب المثير في الأمر".

يشار إلى أن كثير من الحيوانات مثل القطط اتخذها الإنسان للرفقة عندما استقر واحترف الزراعة منذ 6 آلاف سنة، وربما كانت القطط تفيده في القضاء على الفئران، التي تجذبها الفضلات المتراكمة في التجمعات البشرية الكثيفة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد