كي مون: اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا هو الحل الوحيد
الدوحة/سوا/ عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه العميق من التوتر المستمر في غزة ، مشيدا بالمبادرة القطرية بإعادة بناء القطاع وحث الجهات المانحة على الوفاء الكامل بالالتزامات التي قطعتها في القاهرة في شهر تشرين(اكتوبر) الماضي.
ودعا الفلسطينيين الى تجاوز انقساماتهم والى ضرورة رفع الحصار عن غزة "مع المراعاة الواجبة للاهتمامات الأمنية المشروعة لإسرائيل".
وأعرب بان كي مون عن القلق من عدم وجود أفق سياسي الى جانب الوضع الراهن على الأرض مما يدعو الى التشكيك في افاق استئناف المفاوضات، الا انه أكد على انه ليس هناك من حل آخر للصراع العربي الاسرائيلي غير اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا وديمقراطيا تعيش جنبا الى جنب في سلام وأمن مع اسرائيل .
جاء ذلك خلال حديث لوسائل الاعلام في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني عقد اليوم على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية الذي ينعقد في العاصمة الدوحة.
وتطرق بان كي مون الي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق وقال ، إن تنظيم الدولة الاسلامية داعش يمثل أحد اكبر التهديدات الأمنية التي تواجه العالم اليوم.
وأضاف أن على المجتمع الدولي ان يتصدى للظروف التي تسمح لمجموعات مثل (داعش) بالظهور والنمو، مرحبا بتحرير تكريت في العراق مؤخرا، غير أنه أعرب عن القلق ازاء تقارير عن ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وتدمير الممتلكات من قبل القوات والمليشيات الموالية للقوات العراقية.
وشجع بان الحكومة العراقية على استعادة سيادة القانون في المناطق المحررة من (داعش)، مشددا على ضرورة التحقيق في التقارير بشأن انتهاكات لحقوق الانسان وداعيا الحكومة العراقية للنظر في تلك التقارير بشكل جدي.
وقال بان إنه يجب التحقيق في الخروقات المزعومة او اي انتهاكات للحقوق ومحاسبة الجناة ، مشيرا الى نزوح أكثر من 5ر2 مليون شخص في العراق، ما الحق الضرر بالأقليات والنساء والاطفال على وجه الخصوص.
واوضح أن حكومة العراق وحكومة اقليم كردستان بدعم دولي تعمل على توسيع نطاق جهود الاغاثة الطارئة "ومع ذلك لاتزال هناك تحديات واسعة وحاجة ماسة لموارد اضافية ".
وحول التطورات الجارية في اليمن، أعرب بان كي مون عن قلقه إزاء التصعيد العسكري قائلا "عارضت بشدة محاولة الحوثيين السيطرة على البلاد بالقوة، انه أمر غير مقبول ، لكنني قلق للغاية بشأن التصعيد العسكري"، وأضاف أن عدد الضحايا من المدنيين يزداد كما تدمر البنية الأساسية العامة.
وقال انه يجب عدم السماح للأزمة الداخلية في اليمن أن تكبر لتتحول الى صراع اقليمي طويل، داعيا الى وقف التصعيد والعودة الى المفاوضات السلمية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن المفاوضات التي تتم بمبادرة من الأمم المتحدة هي أفضل فرصة لمنع اطالة أمد الحرب، مجددا دعمه للمبعوث الخاص جمال بن عمر والجهود التي يبذلها لوقف العنف والجلوس الى التفاوض في اليمن.
ودعا الى مواصلة تقديم العون الانساني لليمن من خلال الشبكات الوطنية والموظفين المحليين.
وقال بان كي مون إن لقاء رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة سينعقد يومي 21 و22 نيسان (ابريل) الجاري لمناقشة قضايا التسامح والمصالحة التي تنظم بالتعاون الوثيق مع مبادرة تحالف الحضارات ، مضيفا انه سيقدم في وقت لاحق من العام الجاري خطة شاملة لعمل الأمم المتحدة حول منع التطرف العنيف بما في ذلك من خلال الحكم الرشيد وسيادة القانون واشراك المرأة والشباب وجميع من يتم استثناؤهم من مجتمعاتنا.
و بشأن الأزمة النووية الايرانية، قال بان كي مون إن الاطار السياسي الذي تم التوصل اليه مؤخرا بين طهران ومجموعة (5 +1) يعتبر تطورا مهما من شأنه ان يمهد الطريق لخطة مشتركة وشاملة للعمل بحلول 30 حزيران (يونيو) القادم وعلى النحو المتفق عليه من قبل الأطراف المتفاوضة.
وأضاف أن مثل هذا الاتفاق ستكون له قيمة تاريخية ويتضمن قيودا كبيرة على البرنامج النووي الايراني وفي الوقت ذاته يسمح برفع العقوبات.
وقال انه يؤمن بقوة بأن حلا شاملا عبر التفاوض حول الأزمة النووية الايرانية سوف يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.