حماس: صفقة وفاء الأحرار مثلت فيضاً من الانتصارات في مجال حرب العقول
أكدت حركة حماس ، صباح اليوم الأحد، في بياناً لها، في الذكرى التاسعة لـ"صفقة وفاء الأحرار"، أن الصفقة "مثلت فيضًا من الانتصارات في مجال حرب العقول والإرادات والصبر وقوة الجبهة الداخلية والتماسك، وكذلك انتصارات في ميدان المواجهة".
وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
في ذكراها التاسعة
صفقة وفاء الأحرار
صفحة مضيئة ومحطة لتجديد الوعد بالحرية لأسرانا الأبطال
لن يكون تاريخ الثامن عشر من شهر أكتوبر للعام 2011 كأي تاريخ، بل كان وسيظل معلمًا عظيمًا ومحطةً فارقةً في مسيرة المقاومة الفلسطينية، محطة تبعث على الفخر والاعتزاز الوطني بمقاومة فلسطينية باسلة، نضجت وتطورت وأبدعت حتى لم يعد بمقدور العدو وصفها بمقاومة الهواة والمندفعين كما كان يحلو له.
صفقة التبادل وفاء الأحرار مثلت فيضًا من انتصارات في مجال حرب العقول والإرادات والصبر وقوة الجبهة الداخلية والتماسك، وكذلك انتصارات في ميدان المواجهة.
وفاء الأحرار مثلت بوابة العبور نحو الحرية لأكثر من 1400 أسير وأسيرة، وسعادة لقلوب ذويهم، وفرحة عمت ربوع فلسطين بل والعالم كله.
لقد سجلت المقاومة نصرًا كبيرًا في المواجهة الأمنية وصراع الأدمغة منذ أسر الجندي جلعاد شاليط، والاحتفاظ به لأكثر من خمس سنوات في بيئة أمنية معقدة، تحت سماء ملبدة بالطائرات والمناطيد والمجسات، مرورًا بمفاوضات أبلت فيها المقاومة بلاء حسنًا ،أكدت أنها مدرسة تنجز ويُتعلم منها، وصولًا لتفاصيل عملية التسليم، وهو ما أربك منظومة الأجهزة الأمنية الصهيونية.
وأثبتت هذه الصفقة قدرة المقاومة على انتزاع حقوق شعبنا وحريته، وإجبار الاحتلال على الانصياع لإرادة المقاومة، وتخطي الاحتلال ما أسماه خطوطًا حمراء كان قد رسمها لنفسه.
إننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وفي ظلال هذه الذكرى نؤكد ما يلي:
أولًا: كل التحية والفخر والاعتزاز لمن كانوا صنّاع ملحمة الشرف هذه، وعلى رأسهم القائد الشهيد أحمد الجعبري، وكل الشهداء الذين قضوا في هذه العملية وبعدها، ووحدة الظل القسامية التي أدت الأمانة على أكمل وجه حتى تحقق الوعد.
ثانيًا: نحيي أبطالنا الأسرى العظماء الذين عضوا على الجرح، وصمدوا كما الأسود في أقبية السجن، ونجدد لهم العهد والوعد بأن حريتهم هي أعظم الأمانات وأسماها، ولن يهدأ للمقاومة بال حتى تتحقق حريتهم جميعًا.
ونحذر العدو من سياساته العنصرية تجاههم، ومن المس بحقوقهم المشروعة داخل المعتقلات.
ثالثًا: المقاومة هي الخيار، وستبقى عند حسن ظن شعبها الذي يلتف حولها ويدعمها بكل ما يملك، تدافع عن كرامته، وتحرس حقة في التحرير والعودة والحرية والحياة والاستقلال.
رابعًا: إن مسار المصالحة ووحدة الكلمة هو ركن أساس في سبيل تحقيق مقاومة فاعلة ومؤثرة، وسيظل خيارًا استراتيجيًا لن نتراجع عنه، حيث مثلت وثيقة الأسرى أساسًا متينًا لوثيقة الوفاق الوطني كقاسم مشترك ومرجعية متفق عليها من كل الفصائل الفلسطينية.
خامسًا: ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني إلى مواصلة تضامنهم مع الأسرى ودعم صمودهم، كما ندعو المنظمات الحقوقية والإنسانية وأحرار العالم إلى فضح انتهاكات الاحتلال وجرائمه ضد الأسرى في سجونه وإمعانه في التضييق على الأشبال والأسيرات والنواب والمرضى، واستمرار سياسة التمديد الإداري، وإلى الضغط عليه للإفراج الفوري عنهم، ولا سيما الأسير البطل ماهر الاخرس وكل زملائه المضربين عن الطعام.
ختامًا، ستبقى صفحة صفقة وفاء الأحرار مضيئة وملهمةً لنا حتى تحقيق الوعد والعهد بحرية الأسرى الأبطال جميعًا.
رحم الله شهداء فلسطين ومهندس وفاء الأحرار الشهيد القائد أحمد الجعبري
الحرية لأسرى الحرية والشفاء العاجل للجرحى الميامين
وتحيّة العزّ والفخار لرجال المقاومة الأوفياء الذين يعملون بصمت ليصنعوا الانتصار الموعود بإذن الله.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
الأحد: 18 أكتوبر 2020 م