رام الله : جودة البيئة توضح مخاطر النفايات الإلكترونية في فلسطين

نفايات إلكترونية

أوضح رئيس سلطة جودة البيئة جميل مطور، خطر النفايات الإلكترونية في هلى البيئة في فلسطين، مشيرًا إلى أنه جاري العمل على إنجاز خارطة طريق لإدارة تلك النفايات.

جاء ذلك في حديث للمطور لمناسبة يوم البيئة العربي، الذي يُحتفل به اليوم الأربعاء، حيث لا تزال قضية النفايات الإلكترونية والكهربائية تشكل تحديا رئيسيا في الحد من التلوث والإضرار بالبيئة في دولة فلسطين ومثيلاتها من الدول العربية.

وانطلاقًا من الخطر الذي تشكله، تم اعتماد شعار "النفايات الإلكترونية والكهربائية.. واقع وحلول" ليوم البيئة العربي، وتم احياؤه في كافة الدول العربية لتنبيه الساسة وقادة العالم العربي والناشطين البيئيين إلى أهمية القضايا البيئية التي يواجهها العالم العربي، في ظل التحديات والمتغيرات العالمية.

وحذر رئيس سلطة جودة البيئة، من تراكم مئات الأطنان من النفايات الكهربائية والإلكترونية في فلسطين، وقال إنه يتم شراء جزء كبير منها من دولة الاحتلال، ويتم اصلاح جزء من هذه النفايات او تفكيكها لاستخدامها كقطع غيار، وينتهي الجزء المتبقي منها ليباع كخردة أو كنفاية لتجد طريقها دون معالجة إلى المكبات العشوائية أو الصحية.

وبين أن المخلفات الإلكترونية في كل من قلقيلية وطولكرم وجنين تشكل تهديدا بيئيا، حيث يمكنك العثور على مئات الأجهزة الكهربائية أو الإلكترونية المستعملة، والتي تباع في محلات غير مجهزة لهذا الغرض وبأسعار منخفضة، نظراً لضعف القوة الشرائية للمواطن الفلسطيني والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر عليه، مما يضطره للبحث عن مثل هذه الأجهزة، والتي يتم شراؤها واستيرادها بمعظمها من إسرائيل.

وأكد مطور أن النفايات الإلكترونية في منطقة الخط الغربي لمحافظة الخليل تعتبر أكثرها شدة، لكن سجلت سلطة جودة البيئة والمؤسسات الشريكة في المحافظة بعد تشكيلها لجنة لمتابعة هذه القضية، قصة نجاح غيرت من الواقع الموجود الى الافضل، حيث كان يسجل في المنطقة وداخل الحدود البلدية يومياً ما بين 150 – 200 حريق، وبفضل الجهود الحثيثة انخفضت هذه الحرائق إلى حوالي 1 – 2 حريق أسبوعيا.

واشار الى أنه تستخدم عمليات الحرق كأداة سهلة ورخيصة لفرز البلاستيك عن المعادن وهذه سببت آثار مدمرة على الصحة والتربة والمياه والزراعة وأدت لتلويث ٥٠٠ قطعة أرض في محافظة الخليل بالرماد الاسود الملوث بالعناصر الثقيلة.

وبين مطور انه منذ عام 2013 بدأت المؤسسات العاملة في محافظة الخليل بعمل وجهد مشترك مع المجتمع المحلي والناشطين البيئيين في المنطقة لرفض هذه الظاهرة والعمل على الحد منها. وتنفيذ حملات توعية وزيارات رقابة وتفتيش ميدانية وبمساعدة من الشرطة البيئية.

واوضح انه نشأ عن هذا الجهد إنشاء مركز للتوعية والتعليم البيئي في المنطقة، وتنفيذ أكثر من ١٥٠برنامجا توعويا وتثقيفيا وتدريبيا، وأنشطة ممنهجة وغير ممنهجة عن آثار التعامل غير السليم للنفايات الإلكترونية، وإنشاء مركز لتدوير النفايات بشكل آمن بعملية التقشير والفرم، ودعم عدد من المبادرات في سبيل التقليل من خطر هذه الظاهرة، وتجميع الغاز من أجهزة التبريد والتكييف وإعادة استعماله.

واشار إلى أنه تم دعم القطاع للاستثمار في هذا المجال، وتم دعم إقامة منشأة موسى الحروب لتدوير النفايات البلاستيكية الناتجة عن النفايات الإلكترونية، بطاقة إنتاجية حوالي 1 طن يومياً، وترخيص حوالي ٥ منشآت للقطاع الخاص وتقديم التسهيلات لهم للتدوير حسب الاشتراطات البيئية والصحية، وتدريب ١٠٠ صاحب منشأة على إجراءات الصحة والسلامة المهنية والصحية والبيئية. بالإضافة إلى تشكيل وترخيص جمعية تعاونية لعدد من العاملين في هذا القطاع لتأطير وتنظيم عملهم، و إعداد تطبيق It's gold not old لجمع النفايات الإلكترونية، يتم إطلاقه قريباً، وإجراء دراسات وأبحاث عن هذه الظاهرة من حيث الآثار والأضرار والأرقام والمعلومات، إذ نقوم بالعمل على إنجاز خارطة طريق لإدارة النفايات الإلكترونية في فلسطين.

ويحتفل العالم العربي منذ العام 1986 في الرابع عشر من شهر تشرين أول-أكتوبر بيوم البيئة العربي الذي يأتي لينبه الساسة وقادة العالم العربي والناشطين البيئيين إلى أهمية القضايا البيئية التي يواجهها العالم العربي، في ظل التحديات والمتغيرات العالمية. ويتم الاحتفال به للتعريف بالبيئة والتأكيد على أهميتها واعتبارها قضية تنمية وليست قضية بيئية وحسب، كما تعمل هذه المناسبة على تعزيز وعي المواطن العربي بأهمية البيئة وجعلها من ضمن أولوياته واهتماماته.

ويأتي هذا العام يوم البيئة العربي تحت شعار "النفايات الإلكترونية والكهربائية ... واقع وحلول" حيث تطوعت دولة فلسطين بتصميم الشعار لهذا العام ليوم البيئة العربي، إذ تم تزويد إدارة البيئة والأرصاد الجوية والأمانة الفنية بالتصميم لتعميمه على كافة وزارات وهيئات شؤون البيئة في الدول العربية لتداوله من خلال فعاليات إحياء يوم البيئة العربي، للتنبيه إلى نوع مهم من النفايات التي يتم العمل بها وتداولها خاصة بين عامة الناس. وفق وفا

ففي العام 2019 أنتج العالم حوالي 53.6 مليون طن، بزيادة حوالي 21% عن السنوات الخمس الماضية، وتتوقع الدراسة التي أطلقتها جامعة الأمم المتحدة أن يرتفع هذا الرقم إلى حوالي 74 مليون طن. وتقدر كمية المعادن الموجودة فيها كالذهب والفضة والقطع الإلكترونية والكهربائية التي يمكن استردادها بحوالي 57 مليار دولار. ويقدر عالمياً عملية الاسترداد وإعادة التدوير لحوالي 17.4% من إجمالي النفايات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد