أوقاف غزة توضح بشأن حكم الالتزام والاستهتار بالإجراءات الوقائية داخل المساجد

مسجد في غزة في ظل جائحة كورونا - ارشيف

 أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة ، اليوم الأربعاء، أن الالتزام بالإجراءات الوقائية داخل المساجد واجب شرعاً، ومن تمام الصلاة والاستهتار بها من المنكر الذي تنهى عنه الصلاة.

وفيما يلي نص البيان كما نشرته عبر صفحتها على "فيسبوك":

الالتزام بالإجراءات الوقائية داخل المساجد واجب شرعاً، ومن تمام الصلاة والاستهتار بها من المنكر الذي تنهى عنه الصلاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسَّلام على رسولنا الكريم، وعلى آله وصحبه، ومن سار على هديه إلى يوم الدين، وبعد:

يجب شرعاً الالتزام بالتعليمات والقرارات الصادرة عن الجهات المختصة فيما يخص الوقاية من فيروس كورونا ، ومن يستهين أو يستهتر بالأخذ بها في أي مكان يلزمه الأخذ بها؛ فهو آثم شرعاً.

ويتأكِّد وجوبها عند أداء الصلاة في المساجد بحسب قرارات وزارة الأوقاف والشؤون الدينة؛ لأن المُصلي يجب أن تأمره صلاته بالمحافظة على نفسه وعلى غيره، وهذا من المعروف الذي أُمِرَ به، وتنهاه الصلاة عن المُنكر الذي نُهِيَ عنه.

إذ عدم التزام المصلي في المسجد بالإجراءات والتدابير الوقائية والصحية لا شك أنه بفعله هذا قد فعل المنكر الذي هو : "ما تنكره النفوس السليمة وتتأذى به مما حرمه الشرع ونافره الطبع وتعاظم استكباره وقبح غاية القبح استظهاره في محل الملأ"، قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]،ويندرج تحت هذا المفهوم للمنكر الاستهتار بالأخذ بالتدابير الوقائية التي هي ضرورة لحماية النفس وصحة الإنسان.

فيجب على المسلمين أن يحافظوا على أنفسهم بقدر المستطاع من الأمراض، وقد أوجبت الشريعة الإسلامية إنقاذ الأرواح والأنفس من الهلاك، إذ إن الحفاظ على النفس البشرية من مقاصد الشريعة، قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195[ وقال سبحانه وتعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)[سورة المائدة، 32[، وقال رسول الله- الله الله عليه وسلم-: ( لا ضرر ولا ضرار) [رواه ابن ماجة]، ومعناه : أنه لا يجوز للإنسان أن يضرّ بنفسه ولا بغيره، وضرر النفس والغير تأكد من أهل الاختصاص بفايروس كورونا، والعاقل من يلتزم بالواجب الشرعي والصحي، ويحافظ على نفسه وغيره من الضرر والهلاك، ويتعاون مع وزارة الأوقاف في المحافظة على إبقاء فتح المساجد واستمرار الصلاة فيها.

والحمد لله رب العالمين

صادق عطية قنديل
| الأستاذ المساعد في الفقه المقارن كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية |

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد