غزة: "المنظمات الأهلية" تطالب بتوحيد التشريعات وتهيئة الأجواء لإنجاح الانتخابات
أكد ممثلو المنظمات الأهلية ب غزة ، اليوم الأربعاء، أن منظمات المجتمع المدني قدمت مقترحاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات، كما طالبت بتوحيد التشريعات وتهيئة الأجواء لإنجاح الانتخابات العامة الفلسطينية المقبلة.
وقال مدير مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات عارف جفّال، في بيان وصل وكالة "سوا" الإخبارية نسخة عنه: إنه لا يوجد توافق في المجتمع المدني حول ما إذا كانت المصالحة قبل الانتخابات أم العكس، معتبرا أن المصالحة عبر الديمقراطية وصندوق الاقتراع قد تكون أقوى من المصالحة عبر المحاصصة.
وأشار جقّال إلى أن حوارات المصالحة في القاهرة تناولت دائما تشكيل الحكومة كأولوية تسبق الانتخابات.
وشدد على ضرورة أن تقوم منظمات المجتمع المدني بإعلاء الصوت، وإيصال رسائلها للأمناء العامين والحكومة الفلسطينية والرئيس عباس، "خصوصا في ظل عدم وجود أي رقابة على السلطة التنفيذية، بعدما حلت المحكمة الدستورية المجلس التشريعي".
كما أكد مدير مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات على أهمية تعديل قانون الانتخابات، بما لا يمس جوهره، وتوسيع رقعة المشاركة الشعبية في الانتخابات، من خلال إقرار نسبة كوتا للنساء 30 في المئة، وتشجيع الشباب على المشاركة.
من جهته، أكد رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة، أن تنظيم الانتخابات في أقرب وقت ممكن يشكل فرصة لمشاركة جيل فلسطيني لم يشارك في أي انتخابات، وآخرها تم تنظيمها قبل 15 عاما، مشددا على أنها استحقاق دستوري وقانوني، ويجب العمل على انجاحها، كي لا يتفاقم الوضع الفلسطيني ويزداد تعقيدا.
وقال أبو سعدة: "يجب أيضا التوافق حول محكمة الانتخابات، مشيرا إلى توافق سابق بأن تفصل المحكمة في غزة في القضايا الانتخابية الخاصة بقطاع غزة، وأن تفصل نظيرتها في الضفة في القضايا الخاصة بالضفة الغربية".
وتابع: يجب دفع عملية الانتخابات إلى الأمام، وتذليل أي عقبات أو عراقيل تعترض طريقها، "بخاصة بعدما فقدت المؤسسات الفلسطينية شرعيتها، وعدم وجود أي رقابة على السلطتين التنفيذيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وعبّر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر عن أمله أن تكون الدعوة إلى تنظيم الانتخابات جدية، ما يتطلب توفر شروط نجاحها، المتمثلة في توحيد المؤسسات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، كي لا يطعن أي طرف من الأطراف في نتائجها والتهرب منها.
وأضاف: "هناك عقبة متمثلة في تنظيم الانتخابات في مدينة القدس المحتلة، متسائلا إن كانت سلطات الاحتلال ستسمح بذلك أم لا، مشيرا إلى أنه كان هناك توجه سابق بأن يُصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً يحدد فيه موعد تنظيمها، وعلى المجتمع الدولي الضغط على حكومة الاحتلال للموافقة على تنظيمها في القدس".
وشدد أبو سعدة على أهمية وجود دعم عربي وإقليمي ودولي لتنظيم الانتخابات، مشككا في توفر هذا الدعم، خصوصا بعد تطبيع عدد من الدول العربية مع الاحتلال، وفشل الجامعة العربية في ادانته، وعدم توفر أي ضمانات من قِبل الاتحاد الأوروبي لتنظيمها والاعتراف بنتائجها، في وقت يعيش فيه العالم أزمات جائحة كورونا ، وينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي سيتم تنظيمها مطلع الشهر المقبل.
وأكد مدير شبكة المنظمات الأهلية بغزة أمجد الشوا، أن الانتخابات العامة استحقاق طال انتظاره، معرباً عن أمله أن تتوفر الإرادة السياسية لتنظيمها، بخاصة عقب عقد لقاء الأمناء العامين الشهر الماضي في بيروت، "وفي انتظار عقد لقاء أخر لهم قريبا".
واعتبر أن على منظمات المجتمع المدني العمل من أجل تنظيم الانتخابات وفق التمثيل النسبي وانجاحها، وعدم تحويلها الى مناورة، والنزول إلى الشارع والحديث للمواطنين بأن الانتخابات تمثل مخرجا لمواجهة صفقة القرن .
وطالب ممثلو منظمات أهلية وأكاديميون خلال جلسة حوارية نظمتها شبكة المنظمات الأهلية في غزة عبر تطبيق "مايكروسوفت تيم" بعنوان "الانتخابات فرصة لإحياء الديمقراطية وتحقيق المصالحة"، بضرورة الإسراع بإصدار مرسوم إجراء الانتخابات العامة بشقيها الرئاسي والتشريعي والتوافق حول قانون موحد لتنظيم الانتخابات العامة وفق التمثيل النسبي الكامل، داعين إلى تهيئة البيئة والأجواء الإيجابية لإنجاح الانتخابات العامة.
وأعرب المشاركون عن أملهم في أن تشكل الانتخابات مدخلاً حقيقياً لإعادة اللحمة الوطنية وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني وسلطاته الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.