الحساينة: مشهد اغتيال الطفل محمد الدرة لم يزل حاضرا في ذاكرة الشعب الفلسطيني
قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، يوسف الحساينة، اليوم الأربعاء، إن مشهد اغتيال الطفل محمد الدرة لم يزل حاضرا في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وذلك بمناسبة مرور 20 عاما على جريمة اغتياله.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة "سوا":
د. الحساينة:.مشهد اغتيال الطفل محمد الدرة لم يزل حاضرا في ذاكرة شعبنا
قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور يوسف الحساينة، إن مشهد اغتيال الطفولة والبراءة التي جسدها الطفل الشهيد محمد الدرة (بداية انتفاضة الأقصى عام 2000)، ما زال ماثلاً وحاضراً في أذهان وذاكرة شعبنا الفلسطيني وأمتنا وكل الأحرار في العالم، موضحا أن تلك الصورة التي وثقتها الكاميرا، أدمت قلوب كل من ينتمون للإنسانية صدقاً لا شكلاً.
وأضاف د. الحساينة في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء 30/9، أصدره لمناسبة مرور 20 عاما على جريمة اغتيال الطفل محمد الدرة في غزة : لقد أدمت صورة الطفل البريء الشهيد محمد الدرة وهو يحتمي بوالده من الرصاص الصهيوني المصبوب عليهما من كل حدب وصوب، قلوب كل الأحرار في العالم، وأصبح هذا المشهد أيقونة لانتفاضة الأقصى ولمقاومة ونضال شعبنا الفلسطيني المستمر منذ سبعة عقود".
وتابع بالقول: إن مناشدات والده المكلوم وهو تحاصره وابنه الطفل البريء رصاصات الإرهاب المنظم والمدعوم من أمريكا والغرب، لم تشفع لهما عند جنود هذا الكيان المجرد من القيم والأخلاق والضمير".
وزاد د. الحساينة: اليوم تقف الإنسانية حائرة أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وتحديدا الأطفال والنساء والشيوخ من إرهاب وحشي منظم تمارسه إسرائيل المحمية باستمرار بالفيتو الأمريكي والدعم العسكري والمادي لها بلا حدود".
وأكد أن هذه الصورة الإنسانية جسدت نضال شعبنا الفلسطيني في مشهد لن تستطيع كل أدوات الخرافة والتضليل والتزوير الصهيونية أن تغيبه أو تبعده عن المشهد العام؛ لأنها ما زالت مستمرة وبطرق مختلفة تمارسه بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا: ما زال العدو الصهيوني المحتل لفلسطين متمرداً على القوانين والأعراف الدولية، يمارس وحشيته وإرهابه وساديته بحق الأطفال العزل في القدس والضفة وفي غزة التي طال رصاصه وغدره فيها آلاف الشبان في مسيرات العودة".
وقال: إن هذه الصورة وغيرها الكثير، فضحت حقيقة الكيان وداعميه، المعادية للشعوب، والمنفلتة بلا قيود، وفضحت حجم استهتاره بالقيم الإنسانية".
واستدرك د. الحساينة بالقول: رغم أن هذه الصورة الحية والشاهدة على إجرام الكيان الصهيوني وفي مرحلة التطبيع المخزي والمهين، يراد أن يُنكر على الشعب الفلسطيني مقاومته ونضاله المشروع لنيل حقوقه واسترداد مقدساته، في حالة تعكس انقلاب المشهد ليصبح العدو المجرم القائم على القتل والإرهاب والتشريد والعنصرية كياناً طبيعياً وصديقاً، لا بل حليفا لدول المنطقة، في الوقت الذي يتم التخلي فيه عن الشعب الفلسطيني وعن قضيته العادلة، ويُكشف ظهره أمام العدو من أخوة وأشقاء لفلسطين استبدلوا قبلتهم وقدسهم ببقرة بني صهيون".
وشدد على أنه لن يطول الوقت الذي ستكتشف فيه هذه الأنظمة المطبعة المتصهينة أنها مخطئة ومنحرفة "لأن إسرائيل، التي يتسابقون للتطبيع معها قائمة على التمدد والتوسع، وهي رأس حربة المشروع الاستعماري الكبير المعادي لأمتنا، والذي يريد إخضاع المنطقة والهيمنة على مقدراتها".
وأشار عضو المكتب السياسي للجهاد إلى أن "إسرائيل" تسعى إلى إنشاء واقع جيوسياسي محيط بها يقبل اندماجها في المنطقة على حساب حقوق الشعوب وسيادتها واستقلالها، مبينا أن هذه الأنظمة الخانعة سوف تجر أذيال الخيبة على وقع عنصرية واستعلاء وفظاظة ونهم الكيان الصهيوني الطامع في مقدساتها وفي مقدراتها وخيراتها.
واستطرد قائلا: رغم كل السواد والظلم الذي يلف المنطقة، إلا أن شعبنا الفلسطيني وقواه الحية، يثقون في الله أولاً، ومن ثمّ يعولون على المقاومة، وعلى كل الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم، والشعوب المخلصة التي ستقود التغيير" معربا عن اعتقاده بأن المنطقة ستشهد تحولات جذرية كنتيجة حتمية لهذا السقوط المدوي لهذه الدول الفاشلة والمرتهنة للإرادة الصهيو- أمريكية.
وبارك الحساينة تحرك شعوب البحرين والكويت، والإمارات رفضا للتطبيع، لافتا إلى أن ذلك الحراك الشعبي الصادق والغيور على الأمة، يؤسس لمرحلة جديدة من الوعي والتفاعل مع قضية فلسطين، ويؤكد مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية في وجدان الأمة، وكذلك مركزية الكيان الصهيوني باعتباره العدو الأول للأمة جمعاء.