صحيفة أمريكية: المد العربي ينقلب على الفلسطينيين

أعلام الإمارات على الطرق الإسرائيلية

نشرت صحيفة أمريكية، اليوم الاثنين، تقريراً تحت عنوان "المد العربي ينقلب على الفلسطينيين"، ذكرت فيه أنه "خلال هذا الأسبوع، من المتوقع أن يلتقي وفدان من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في واشنطن بنظيرهما الإسرائيلي للاحتفال بتطبيع تاريخي للعلاقات".

ويقول كاتب التقرير وهو المحلل السياسي لصحيفة "واشنطن بوست" إيشان ثارور "وبذلك، ستنضم الدولتان الخليجيتان إلى مصر والأردن -اللتين عقدتا اتفاقيات سلام منفصلة منذ عقود من الزمن- باعتبارها الدول العربية الوحيدة التي اعترفت رسمياً بإسرائيل".

ويضيف الكاتب: "ترى إدارة دونالد ترامب وحلفاؤها في واشنطن اللحظة أنها جزء من عملية إعادة هيكلة متنامية في الشرق الأوسط، مع تفكير المزيد من الدول العربية في التخلي عن مقاطعتها الرسمية لإسرائيل"، فيما يحاول ترامب صقل نقاط حواره "بطريقة تُبيّن الكيفية التي سيصف بها ترامب مؤهلات صنع الاتفاقيات الدولية لديه من أجل حملته الانتخابية: كجالب للسلام والازدهار في الشرق الأوسط، مع احتمال انضمام المزيد من الدول العربية والإسلامية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل". وفق موقع صحيفة القدس

وبحسب ثارور، فإن هذا يمثل اختلافاً مهماً عن الماضي، فبموجب شروط مبادرة السلام العربية التي قادتها السعودية عام 2002، ربطت غالبية الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية فعالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تنتشر فيه الشائعات بأن بعض البلدان العربية الأُخرى، بما في ذلك السودان وسلطنة عمان والمغرب، يمكن أن تحذو حذو الإمارات والبحرين، أو أنها تتعرض لضغوط من إدارة ترامب للقيام بذلك.

يذكر أن اجتماع جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي أكد هذه الحقائق الجديدة، فلم يجرِ تمرير قرار لإدانة التحرك الإماراتي قدمه مسؤولون فلسطينيون، وأكد المسؤولون العرب، بمن فيهم مبعوثو دولتي الخليج اللتين ستجتمعان مع إسرائيل هذا الأسبوع، مراراً أنهم ملتزمون بمبادرة السلام العربية ومشروع الدولة الفلسطينية المستقلة.

ويقول ثارور: "لكن الفلسطينيين يرون أن جيرانهم (العرب) يتخلون عن نفوذ كبير في السعي لتحقيق هذه الأهداف، فيما ينسب المسؤولون الإماراتيون الفضل إلى أنفسهم في وقف خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أراضي الضفة الغربية، ولكن نتنياهو وحلفاءه من اليمين الإسرائيلي يجادلون بأن الضم لا يزال مطروحاً على الطاولة".

ويشدد الكاتب على أنه "لا يُعد شعور الفلسطينيين بالعزلة جديداً، فعلى مدى ما يقرب من عقدين من الزمن، راقبوا الحقائق على الأرض وهي تتحول بلا هوادة ضدهم، حيث وسعت إسرائيل المستوطنات وهدمت منازل الفلسطينيين بالجرافات، وشرعت بثبات في بسط سيطرتها على الحياة في الضفة الغربية. وفي غضون ذلك، أقامت مجموعة من الممالك الخليجية علاقات فعلية مع الإسرائيليين، وأقامت مجالات مختلفة من التعاون السري. وعلاوة على ذلك، تمثل حقيقة انضمام البحرين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة علامة على أن الداعم الرئيسي للبحرين، المملكة العربية السعودية، يوافق على هذه المبادرات مع إسرائيل".

ويوضح التقرير أن الرأي السائد بين خبراء شؤون الشرق الأوسط في واشنطن وبعض مسؤولي إدارة ترامب هو أن النخب الملكية في دول الخليج لم تعد تعبأ بمحنة الفلسطينيين، فهي أكثر اهتماماً بكثير بالتحدي الجيوسياسي الذي تشكله إيران وتنجذب إلى فكرة التعاون مع قطاع التكنولوجيا المتطورة في إسرائيل".

ويستشهد ثارور بما قاله جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، للصحافيين يوم الجمعة (11/ 9) الماضي بأن "القيادة في المنطقة... تدرك أن النهج الذي تم اتباعه في الماضي لم ينجح، وأن شعوبها تريد رؤية مستقبل أكثر حيوية وإثارة"، حيث "يبدو أن صفقات الأسلحة تمثل جزءاً من هذا المستقبل الأكثر حيوية وإثارة، فقد أعطت إدارة ترامب إشارة الضوء الأخضر لدولة الإمارات لشراء عتاد عسكري أميركي كبير، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-35، كمكافأة على مبادرات الإمارات مع إسرائيل".

وأثارت صفقة الأسلحة قلق كلٍّ من الإسرائيليين وبعض جيران الإمارات، حيث ينقل تقرير ثارور عن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، قوله في مقابلة في واشنطن يوم الأحد: "لا نريد أن نرى أي تصعيد في المنطقة، ورأينا أن المنطقة بحاجة إلى أن تكون أكثر سلاماً، وأن تركز بقدر أكبر على الازدهار والتنمية بدلاً من شراء المعدات العسكرية... نأمل أن يركز أي شيء قيد الدراسة على الدفاع عن بلداننا فقط، وليس العدوان على دول أُخرى".

ولكن ثارور يشير إلى أن الوزير آل ثاني لم ينتقد الدول العربية الأُخرى لتطبيع العلاقات -"بالنظر إلى عمل القطريين المكثف مع الإسرائيليين ودورهم في التوسط في وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحركة حماس في غزة "- لكنه رفض الاقتراح القائل إن النخب السياسية في المنطقة لا تهتم بحقوق الفلسطينيين، وقال داعماً الهدف القائم منذ فترة طويلة والمتمثل في إقامة دولة مستقلة على طول خطوط عام 1967: "إذا سئمنا من القضية الفلسطينية، فماذا سيكون شعور الشعب الفلسطيني الذي يعاني... يوماً بعد يوم من الاحتلال والقمع، نحن بحاجة إلى إيجاد حل عادل لهم".

وحسب ثارور: "قال آل ثاني إن خطة إدارة ترامب للسلام -التي تتنازل عن جزء كبير من الأرض لإسرائيل ولا تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وفاعلة- ليست أساساً عادلاً للمفاوضات"، وأضاف أن حكومة نتنياهو اليمينية "لم تظهر استعدادها للدخول في حوار بناء مع الفلسطينيين". لكنه كان أكثر حذراً بشأن ماهية الطريق المجدي إلى السلام، وقال إن "الأمر ليس متروكاً لنا ولا للولايات المتحدة لتقرير كيف يبدو هذا السلام".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد