اكثر من 7 اشهر على انتهاء الحرب الاسرائيلية على غزة ، واشهر ايضا على مؤتمر اعادة الاعمار في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، وتعهد المانحين باكثر من 5 مليار دولار لاعمار غزة.
لا ايواء للمشردين تحقق ولا اعادة اعمار تحققت ولا اموال المانحين وصلت، ولا حصار رفع كما ان الامم المتحدة تحولت لاداة امنية اسرائيلية واعادة هيكلة الحصار في اليات مراقبة عقيمة عرقلت ولا زالت تعرقل اعمار غزة واغاثة الناس وتنشيط الحركة الاقتصادية .
لقد قدم الدكتور محمد مصطفى استقالته من مناصبه الحكومية جميعا وبما فيها مسئوليته كرئيس للجنة الوزارية لاعمار غزة، الامر الذي زاد المرحلة تعقيدا، فقد خلت الامور وبات من الضروري على رئيس الوزراء اشغال هذه الفراغات التي اذا ما استمرت فسيشعر العالم بخلل الهياكل الادارية والمهنية للسلطة الفلسطينية وتحديدا في ملف اعمار غزة.
وعليه اتخذ رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدلله قرارا بتكليف الدكتور كمال الشرافي بمتابعة ملف الاعمار بالكامل الامر الذي سيكون له تبعات ادارية وفنية وسياسية ذات علاقة بقدرات الدكتور كمال ورغبته ، بل موافقته على هذا الامر من الاساس.
الرجل يعلم اسباب وحيثيات استقالة الوزير مصطفى ، ومدى التعقيدات التي واجهها الاخير في عمله خلال الفترة السابقة، وهو يعلم ايضا بان هذا الملف مكون من الاشواق والباروود الذي يمكن ان ينفجر في اي لحظة، والمطلوب منه ان يحدد شروطه ومطالبه وهامش الحرية واتخاذ القرار بهدف احداث اختراق على صعيد اعادة الاعمار.
ونرى بانه ان لم يحصل الدكتور الشرافي على ما يمكن ان يؤسس له نجاحا في ادارة هذا الملف، فانه لن يقبل بادرته وسيعتذر عن التكليف، وان قبل به فسيكون عليه العلم بان الامور لن تكون وردية والمطلوب منه ان يستعد لجولات قتال سياسي ومالي وعمل في اطار توازنات بين اقطاب المصالح المحلية والدولية والاقليمية .
دكتور كمال اذا لم تشعر بانك ستدير هذا الملف بما يحقق رضى المدمرة بيوتهم ومصانعهم ومزارعهم وممتلكاتهم، وتعيد لغزة بنيتها التحتية ولاحيائها المياه والكهرباء والصرف الصحي، فانصحك بالا تقبل كرة اللهب التي يمكن ان تحرق كل الورود الجميلة التي زرعتها في حديقتك الخلفية.
ومع حفظ الالقاب للجميع فلقد ذهب مصطفى ويمكن ان يأتي كمال، وختام القول : لا جديد على مستوى اعادة الاعمار.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية