عندما دق ناقوس الخطر في ظل انتشار فايروس كورونا في جميع أنحاء العالم ، كان لابد لنا أن نعي أن هذه الجائحة باستمراريتها من الصعب أن تتوقف بسهولة ، فكان لزاماً  علينا أن نكون أكثر مرونة ، وهنا أخص الشعب الفلسطيني حيث أن التعليم في فلسطين يواجه العديد من الأزمات ، فهذه الجائحة ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ، لأن شعبنا يتعرض للعديد من الحروب والويلات التي تجعل الوصول إلى التعليم التقليدي متعثراً في العديد من الأوقات .

حيث أن العالم اليوم يتطور بشكل سريع بسبب الثورات العلمية والتكنولوجية على جميع الأصعدة ، ويعتبر التعليم أهم هذه المجالات ، فلابد لنا أن نكون أكثر واقعية في التعرف على أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الطالب من أجل البدء في تطبيق التعليم عن بعد بشكل أفضل  في ظل جائحة كورونا (COVID-19 ) ، لنستطيع الوصول الي آلية لتطبيقها من أجل الاستمرار في إيجاد حلول عميقة قد تُحول النظام التعليمي التقليدي القديم إلي تعليم مدمج يشمل المنهاج التعليمي ولكنه يقدم بوسائل وأدوات تكنولوجية مختلفة .

ولكن علينا النظر بشكل أعمق وبعد تجربتي في التعليم عن بعد وجدت العديد من التحديات التي لابد النظر إليها ومتابعتها هي ضعف المهارات الأساسية للقرن الواحد والعشرين  التي يجب  أن يمتلكها الطالب قبل البدء بالتعليم عن بعد ، وهنا أود أن أتطرق لها بشكل مختصر ، وهي كالآتي :

1. مهارة الاتصال والتعاون التي لابد من معرفة ماهي عملية الاتصال وما هي مكوناتها وشروط نجاحها ، وكيفية استخدامها في العمل الجماعي حتى يستطيع الطالب العمل كفريق مع زملائه .

2. مهارة إدارة الأزمات التي لابد من معرفة ما هي الأزمة وكيف تدار على الصعيد الشخصي وفي مجال التعليم ، حتى يصبح قادراً على الاستعداد لما قد يحدث ويستطيع التعامل مع ما يحدث بالفعل في ظل عالم متغير بشكل مستمر ، فعليه أن يكون أكثر مرونة لمواجهة كل هذا التغيير .

3. مهارة التفكير الإبداعي التي تعمل على تغيير نمط التفكير عند الطالب لكي يصبح قادراُ على التفكير بشكل إبداعي لكي يستطيع إيجاد حلول مختلفة للمشكلات التي تواجهه في العملية التعليمية ولكل يكون قادراُ على مواجهة التحديات المختلفة بشكل مختلف .

4. مهارة استخدام الحاسوب والإنترنت تعتبر من أهم المهارات التي يجب أن يكون الطالب قادراً على الوصول إلى المعرفة والمعلومات من مصادرها ، ومن أجل الوصول إلى تعليم ناجح يستطيع الطالب من خلاله تحقيق الهدف العام الذي يسمو وتسمو إليه معايير الجودة العالمية في التعليم .

5. مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار : وهي تعتبر من المهارات الضرورية للطالب الجامعي الذي يجب أن يحلل وأن يفكر بشكل منطقي عند مواجهة أي مشكلة في العملية التعليمية عن بعد أو أي موقف قد يتعرض له في حياته اليومية وإيجاد الحلول بشكل منطقي وعلمي ، والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح والبديل المناسب .

6. مهارة التعلم بالاكتشاف : وهي من المهارات الضرورية في المرحلة التعليمية العليا ، فهي تعمل على إيجاد طالب يسعى إلى اكتشاف المحتوى التعليمي بنفسه واثرائه والوصول إلى قضايا وموضوعات مشابهة للمحتوى التعليمي المطلوب .

7. مهارة التعلم الذاتي :وهي قدرة الطالب على أن يكتسب المعرفة والمهارات والخبرات التعليمية التي تتعلق بالمحتوى التعليمي وغيره بشكل ذاتي ويستطيع أن يميز بين الصواب والخطأ ، فهي من المهارات اللازمة والضرورية للطالب قبل استخدام التعليم عن بعد .

لذلك يجب على الجامعات أن تعمل على تطوير العملية التعليمية وايجاد حلول واضحة من اجل الوصول إلى تعليم عن بعد ناجح قادر على تلبية احتياجات الطلبة في الجامعات  وتحويل المحنة إلى محنة نستطيع من خلالها التطوير ونكون قادرين على التميز في العملية التعليمية ، ويستطيع إيجاد  طالب قادر على مواجهة كل التحديات التي تواجه مسيرته التعليمية  .

 ففي ظل عالمٌ متغير ، حريٌ بنا كمتخصصين العمل على بناء خريج قادر على مواكبة هذه التغييرات التي شملت كل مجالات الحياة ، حتى نستطيع أن نلحق بالدول المتقدمة التي أصبح من أهم سماتها  التقدم التكنولوجي ، لأننا متأخرين بالفعل ، كان لزاماً علينا البدء بتطبيق التعليم عن بعد بجانب العملية التعليمية التقليدية من قبل هذه الأزمة ، فاليوم نبدأ طريقٌ جديد في العملية التعليمية نأمل أن يكون قادر على تحقيق الأهداف التربوية ، فلابد من تكاثف الجهود من أجل إنجاح التعليم عن بعد ومعرفة نقاط القوة وتطويرها ونقاط الضعف ومعالجتها ، والعمل على اكتشاف مواهب الطلبة وصقلها وتطوير مهاراتهم في المجالات المختلفة ، للوصول إلى يل فلسطيني جديد مبدع ومتميز   .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد