رفع يافطة الواقعية السياسية لتبرير توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل يتعارض كليا مع الواقعية الموضوعية والإفادة من الخبرات السابقة لمن وقعوا مع إسرائيل اتفاقيات سلام ، وتبين لهم بأن السلام الموعود أضغاث أحلام بعيدة عن الحقيقة ، ولاعتبارات أخرى لا تعد وتحصى ، وسمات سيكولوجية اليهودي كوشنير المكلف بإدارة عملية السلام الوهمية  و مهندس هذا الاتفاق تشير بأنه يسابق السرعة ذاتها أملا في نجاح حماه  ترامب  في فترة رئاسية ثانية لقيادة أمريكيا وتحقيق مآرب ربحية ذاتية على حساب الامارات ولكوشنير أهداف تجارية خاصة، حيث الامارات مركز لرعاية الابداع العالمي ومركزا لتسويق الصناعات الدولية في جميع المجالات الاستراتيجية والصفقة في مجملها خالية من السلام والامن والأمان ...؟ 


توقيع الاتفاق في زمن الفوضى العربية والاستمرار في السعي لتدمير ما تبقى من مركزية الدولة العربية منذ عام 2011 ونجاح هذا المخطط فعليا ، وللغرابة أن الامارات كانت ومازالت تواجه هذا التدمير بالإسناد اللوجستي والإعلامي من قبل شركاء إسرائيل وأمريكا  يشير الى التناقض والتنافر الغير مرئي والنتيجة هناك حسابات أخرى ستدفع ثمنها الامارات مرا وعلقما.


توقيع الاتفاق مع شخص مثل نتنياهو ، الذي يرى بأن العالم كله على خطأ وهو على صواب ، وشخصيته الشكاكة والتي يعتريها الخوف الدائم من الشراكة مع الاخرين وحتى من أبناء جنسه اليهودي  ومع اليمين المتطرف الذي هو ربيبه، نفسه يقول نتنياهو ( اذا وقف العالم كله ضدي ...فإني لا أبرح مكاني ...لأن العالم كله يمكن أن يكون على خطأ وأنا الوحيد على صواب ) تطبيع وشراكة وسلام مع دونية المتغطرس وانسان فاقدا للسلام النفسي ....كيف...؟ ولماذا ...؟ وما الفائدة ....؟ ، علما بأن نتنياهو يردد ويعبر عن ايمانه بالتلمود ...وبأن العالم كله من غير اليهود " جوبيم " والجوبيم هم العميان  ، ومبصر واحد من اليهود كنتنياهو حجة عليهم كلهم فجميعهم لا يساوي أي قيمة ، إنها عنصرية الدوني المتغطرس ، كيف يمكن أن تجدوا في هكذا شخصية سمات الشراكة والتعاون والأمانة يا قادة البصيرة والحكمة الموروثة عن الراحل زايد آل نهيان ، لا أمل اطلاقا في السلام مع هذا العدواني أريحوا أنفسكم وحصنوا دياركم الامارات العزيزة على قلوب كل العرب والفلسطينيين ، حصنوها من الهلاك والخراب اليهودي ، وازيدكم بأن أمريكيا الوسيط بينكم وبين نتنياهو هي في نظره وعقيدته أيضا " جوبيم " وهي مثل العالم البهيم وشاهدتم عنصريته في التعامل مع رئيس أمريكا السابق أوباما .


التطبيع هدفه الاستراتيجي تدمير دولة الامارات من الداخل ، سيكولوجية اليهودي حاسد ويثيره جمال برج خليفة وجمال الامارات العربية وبنيتها التحتية تستفز مشاعرهم ومهرجانات التسوق تثير الضغينة والدونية في نفوسهم ، أهدافهم استخبارية تدميرية يغتالون كل قيمة جمالية في عالمنا العربي ، وهم أشد الناس عداوة لنا ولكم ، لا يفكرون في التعايش والسلام مع الاخر يربون أولادهم على القتل والحقد والغدر ، يا قادة الامارات  ( إسرائيل لو جملت وجهها القبيح بكل مساحيق التجميل لن تحقق شيئا من الحب في قلوب الإنسانية واحرار العالم صور إرهابها وإجرامها ضد الانسان والأشجار والأحجار وطمس معالم التاريخ المقدس في فلسطين ما زالت سارية المفعول ، أيعقل السلام والتطبيع معها ...؟)


 إسرائيل أخذت كل شيء منا نحن الفلسطينيون ولم تعطينا الا القتل والغدر وهدم بيوتنا فوق رؤوس أطفالنا وسرقة أرضنا ومواردنا وتزوير تاريخنا المقدس وتسقط علينا ارهابها المنظم وتمارس أسلوب لوم الضحية بإتقان في الاعلام العالمي المنحاز لها والذي يتفنن في ممارسة التعتيم وقلب الحقائق والتضليل ( نحن ومآسينا الشاهد الحي لعلكم تبصرون ..؟ ) 


كيف سيتم التطبيع مع إسرائيل وسيعود بالفائدة على الامارات وشعبها الكريم والأصيل ، مع شعب أخر مبرمج ذهنيا على التفوق العنصري ، والتمييز العنصري ، والفصل العنصري ، والتعصب العنصري ؟، ويرى في نفسه شعب الله المختار وله الحق في الفتك بغيره من الشعوب ويسعون إلى إقامة حكومة اليهود المركزية في العالم ، يمارسون الاستعلاء بأبشع صوره ويتعاملون بازدواجية المعايير واستباحة الاخر لتحقيق مصالحهم الذاتية ، أهكذا كيان يتوافق مع السلام والتطبيع والامن المزعوم .....؟  ولكم فينا عبرة .


قبل التوقيع والاحتفال يجب ان تستعينوا بخبراء يقدموا لكم دراسات علمية توضح لكم سيكولوجية الانسان اليهودي وصورة الانسان العربي في العقل الصهيوني ، الصورة المرسومة والمحقونة في العقل اليهودي للإنسان العربي هي ..( العربي المتخلف ، والعربي ممثلا للأغيار، والعربي النزواتي  الهامشي  ، والعربي الانفعالي ، والعربي المحبط والغادر...) كيف يا قادة الامارات ستلتقي سمات الاتزان والعقلانية العربية والاصالة والأخلاق الإماراتية وكرم الضيافة والايثار مع سمات اليهودي المصاب بالعمى الإنساني ولا يرى إلا نفسه .


يا قادة الامارات وشعبها العظيم أنتم " جوبيم " في الشيفرة المركزية للعقل اليهودي والتطبيع القادم لا يبشر بسلام بل ينذر بكارثة على الامارات الحبيبة ربي يحفظها ويرعاها .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد