مركز حقوقي يطالب بإغاثة فقراء غزة خلال حظر التجوال

فقراء غزة - مخيم الشاطئ

طالب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان اليوم الأحد بدعم وإغاثة الفقراء ومحدودي الدخل خلال فترة حظر التجوال في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاما.

نص البيان كما وصل وكالة سوا الاخبارية

المركز يطالب بدعم وإغاثة الفقراء ومحدودي الدخل خلال فترة منع التجوال في قطاع غزة المُحاصر منذ 14 عاماً

يتابع المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل حالة الطوارئ المعلنة التي أعلنتها السلطات في قطاع غزة وفرض منع التجوال منذ مساء يوم الاثنين 24/8/2020، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد إصابة 145 مواطناً بفيروس كورونا داخل القطاع و37 مواطناً من العائدين من الخارج، توفي منهم 3 مواطنين.   ويحذر المركز من تدهور كارثي في الأوضاع المعيشية لسكان لقطاع غزة، الذي يرزح تحت وطأة الحصار الإسرائيلي منذ 14 عاماً، في حال استمر منع التجوال لفترة طويلة من دون إيجاد آليات لحماية الفقراء والعاطلين عن العمل وعمال المياومة، ودعم محدودي الدخل الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب حالة الطوارئ، ومنع التجوال.

ويعاني سكان قطاع غزة، قبل إعلان منع التجوال الذي يعتبر ضرورة لحفظ سلامة المجتمع، من تدهور كارثي بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 14 عاماً، حيث تسببت القيود المفروضة على تنقل وحركة الأفراد والبضائع، وحظر تصدير منتجات القطاع، واستهداف القطاعات الصناعية والإنتاجية، وتدمير نحو 70% منها، خلال الأعمال الحربية الإسرائيلية على القطاع، في ارتفاع نسبة البطالة وانتشار الفقر بين السكان.

وقد راكمت جملة الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في ظل حالة الانقسام الداخلي، والتي شملت قطع رواتب مئات الموظفين على خلفيات سياسية، والخصومات على رواتب عموم الموظفين، وتطبيق نظام التقاعد الإجباري والمالي من أزمات القطاع.

وقد تسبب كل ما سبق في رفع نسبة البطالة وانتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني سكان القطاع ارتفاعاً خطيراً في معدلات البطالة، بلغت 46%، بواقع 211.300 عامل عاطلين عن العمل، بينما بلغت نسبة انتشار الفقر بين سكان القطاع 53%، ويُصنف 62.2% من سكان القطاع غير آمنين غذائياً وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقد فاقم حظر التجوال الساري حالياً في تعميق الأزمات المعيشية لسكان قطاع غزة، حيث بات، بالإضافة إلى الفقراء ومحدودي الدخل، آلاف العمال الذين يكتسبون قوت يومهم من الأعمال اليومية، المرتبطة بالمؤسسات والمنشآت التي أُغلقت بسبب حالة الطوارئ ومنع التجوال (المدارس والجامعات ورياض الأطفال، المؤسسات الأهلية، منظمات المجتمع المدني، المعابر، صالات الأفراح، المقاهي، والأسواق الشعبية الأسبوعية)، من دون مصدر دخل يؤمن لهم الحدود الدنيا من احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم الأساسية.

ورافق ذلك، إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يوم الأربعاء 26/8/2020، وقف توزيع المساعدات التموينيّة لنحو مليون و170 ألف لاجئ في قطاع غزة بشكلٍ مؤقّت، وذلك لحين إيجاد طريقة آمنة لتوزيع المساعدات.

كما فاقمت أزمة الكهرباء، الناجمة عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بتاريخ 18/8/2020، بسبب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية توريد الوقود اللازم لتشغيلها، من الأوضاع الإنسانية المتأزمة أصلاً قبل تفشي الوباء داخل القطاع.  فقد ارتفعت ساعات انقطاع التيار الكهربائي لنحو 20 ساعة يومياً عن منازل المواطنين، كما تعمقت أزمة إمدادات مياه الشرب وانقطعت عن آلاف المنازل لفترات طويلة. 

إن فرض منع التجوال وإعلان حالة الطوارئ التي تم الإعلان عنها في قطاع غزة، هي ضرورة واجبة من أجل سلامة المجتمع، وتحتم المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة على المواطنين الالتزام بها.  لكن في المقابل، يقع على الحكومة الفلسطينية واجب ضمان الظروف المعيشية والإنسانية اللائقة للمواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب حالة الطوارئ، وأصبحوا يفتقدون لأدنى مقومات العيش بكرامة.

إنَّ المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وفي ضوء الخشية من تدهور الأوضاع المعيشية والحياتية لسكان قطاع غزة، وخاصة فئات الفقراء ومحدودي الدخل وعمال المياومة، في حال استمر منع التجوال وحالة الطوارئ لفترة طويلة، فإنه:

يرى أن سياسة الحصار الإسرائيلية هي من أوصلت قطاع غزة إلى هذا الوضع الكارثي، ويتحمل المجتمع الدولي المسئولية عن استمرار الحصار لمدة 14 عاماً، لفشله الذريع في اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الحصار، وهو ما شجع إسرائيل على التصرف كدولة فوق القانون وعلى ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

يطالب اسرائيل، كقوة محتلة، بتزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية بأقصى ما تسمح به وسائلها، ومن واجبها على الأخص أن تستورد ما يلزم من الأغذية والمهمات الطبية وغيرها إذا ما كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية.

يطالب الحكومة الفلسطينية بالتدخل العاجل لخلق آليات تضمن حماية الفقراء ودعم محدودي الدخل في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة، بما في ذلك تخصيص موازنات لدعم وإغاثة الفقراء ومحدودي الدخل نتيجة توقف عجلة الإنتاج، ورفع أعداد المستفيدين من برامج الشؤون الاجتماعية وبند المساعدات في قطاع غزة، وذلك بما يكفل تحصين المواطن الفلسطيني وضمان قدرته على مواجهة فيروس كورونا وتداعياته.

يدعو الجهات الخدماتية، وخاصة تلك التي تزود المواطنين بالمياه والكهرباء والاتصالات، بتأجيل الأقساط المستحقة على المواطنين إلى حين تجاوز الأزمة الراهنة، ووقف إجراءات الطوارئ ومنع التجوال في قطاع غزة.

يطالب السلطات في قطاع غزة بتوفير الرعاية اللازمة للمواطنين عند فرض الحجر الإلزامي، وأن تتكفل الجهات الرسمية بتوفير الخدمات الأساسية الضرورية (المأكل والمشرب والمأوى) لهم، في حال عدم قدرتهم على توفيرها.

يطالب السلطات في قطاع غزة العمل بكل الوسائل لمحاربة ظاهرة الاحتكار وغلاء أسعار السلع الأساسية والتلاعب بها.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد