اختتام برنامج التطوير الشامل في 15 مدرسة بالقدس
اختتمت مؤسسة فيصل الحسيني، اليوم الاثنين، "برنامج التطوير الشامل في 15 مدرسة في القدس "، وهو أحد البرامج الرئيسة للمؤسسة، الذي بدأ تنفيذه منذ شهر نيسان من العام 2017، بتمويل من الاتحاد الأوروبي ومساهمة من بنك فلسطين.
وعبر رئيس مجلس إدارة المؤسسة عبد القادر الحسينين عن اعتزاز المؤسسة بما حققه البرنامج من نتائج بين صفوف الطلبة والطواقم التعليمية، مشيراً إلى أن البرنامج قد تمكن من تحقيق أهدافه على صعيد المدارس المستهدفة، من تعزيز حصول الطلبة على حقهم في التعليم الجيد، الذي يخلق مجتمعاً ديمقراطياً، يحترم التعددية والمساواة الجندرية وحقوق الإنسان، ويطور طلبة مفكرين وقادرين على اتخاذ قراراتهم، بناءً على المعرفة والبحث العلمي.
وقد أشار تقرير تقييمي لنتائج البرنامج إلى تحقيق أهدافه المختلفة بنجاح. فقد بينت نتائج مسوحات الطلبة إلى ازدياد في أعداد الطلبة الذين يرون أن معظم الطواقم التعليمية تحترم حقوقهم بنسبة 43.4%، وإلى ارتفاع أعداد الطلبة الذين يرون أن مدارسهم تتسم ببيئات ديمقراطية بما نسبته 46.3%، وإلى ارتفاع في أعداد الطلبة الذين لديهم توجهات إيجابية تجاه المساواة بين الجنسين بنسبة 12%. كما أشار إلى تراجع في عدد الطلبة الذين يرون أن مدارسهم لا تتسم بتنويع أساليب التعليم بنحو 11.9%.
ولضمان تعزيز قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة بين صفوف الطلبة، نفذت عبر سنوات البرنامج مسابقات للقراءة أدارتها طواقم المدارس المتدربة على تشجيع الطلبة على القراءة. وقد انعكس نجاح الطواقم في القدرة على استقطاب الطلبة لبرنامج القراءة، حيث شارك في كل عام من أعوام البرنامج ما يفوق الألف طالبة/ة، وقد وصل عدد المشاركين/ات إلى 1620 طالبا/ة.
وأشار التقرير إلى التطور الحاصل في قدرات الطواقم التعليمية في استخدام استراتيجيات تعلم قائمة على البحث العلمي، والتفكير الناقد، وبناء وبرمجة الروبوت، ما انعكس في مشاركة حوالي 300 طالب/ة بشكل سنوي بمسابقات البحث العلمي في العلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، والتاريخ، والروبوت.
وحول تأثير تدريب الطلبة على البحث العلمي، قالت مستشارة العلوم الطبيعية في البرنامج ديمة حلواني: "عادة ما يطبق الطلبة مهارات التفكير الدنيا خلال تنفيذ نشاطات وفعاليات منهاج العلوم، بينما لوحظ عند استخدام أسلوب البحث في تعليم العلوم تطور مهارات الطلبة العلمية بشكل كبير، بحيث أصبحوا قادرين على استخدام مهارات التفكير العليا، وطرح تساؤلات علمية عديدة، منها ما أمكن تنفيذها في بيئة المدرسة، ومنها ما يحتاج لبيئة بحثية متطورة اكثر".
وفي السياق قالت مديرة مدرسة الحصاد النموذجية الأستاذة رانية الحلاق "إن المعلمات المتدربات أصبحن يستخدمن هذه الأساليب الجديدة في التدريس من خلال البحث العلمي بانتظام داخل الصفوف، كما أصبحت أحد معايير تقييم الطلبة أيضًا، وذلك بغرض تشجيعهم على البحث في الموضوعات وطرح الأسئلة.
كما استطاع البرنامج أن يقدم دعما ملحوظا للطلبة الذين يعانون من عسر تعلم، وطيف التوحد، وأن يعزز مبدأ التعليم الجامع، فتم توعية الطواقم التعليمية في 13 مدرسة، وتم وضع خطط تعليم فردية والعمل مع الطلبة وأولياء الأمور والطواقم التعليمية في 7 من المدارس المستهدفة، منها اثنتين تم العمل معهما أيضا لصالح الطلبة الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.
وأشارت مسؤولة مشروع التعليم الجامع في البرنامج ياسمين الباشا، إلى أنه تم تقديم دعم إلى ما مجموعه 180 طالبا/ة يعانون من عسر تعلم على مدار السنوات الثلاث، كما أشارت إلى أن نتائج المسوحات مع الطلبة والأهالي عكست وجود مستوى عال من الرضا لديهم.
فيما أشارت البيانات والفحوصات إلى تطور لدى معظم الطلبة الذين تم العمل معهم على واحد أو أكثر من جوانب العمل الخاصة بالتحصيل الأكاديمي والجانبين الإدراكي والنفسي.
أما في مجال تطوير البنى التحتية للمدارس المستهدفة بهدف إغناء بيئة التعلم المادية، فقد قدم البرنامج 2,044 قطعة أثاث، و448 جهازاً تضمنت أجهزة حاسوب، وأجهزة عرض تفاعلية "بروجكتر"، وأدوات بناء الروبوتات، إضافة إلى ذلك فقد وفر البرنامج ما يلزم من الروايات وأدوات وتجهيزات المختبرات العلمية، وبرامج الحاسوب وشبكات الإنترنت وأنظمة الصوت. فيما قدم تأهيلاً لغرف وممرات القسم الخاص بخدمات التعليم الجامع في مدرسة الأميرة بسمة الدامجة.
كما نتج عن البرنامج أربعة أدلة هدفت إلى تعميم التجربة التدريبية إلى باقي مدارس فلسطين؛ وجاءت الأدلة في مجالات: البحث العلمي في العلوم الطبيعية، والبحث التاريخي، وتفعيل الذكاء الثلاثي في الصف، والتفكير الناقد.
وأفادت المديرة التنفيذية في المؤسسة فدوى الحسيني، بأن ميزانية البرنامج بلغت 1.88 مليون يورو، وتقدمت بالشكر والتقدير لممولي البرنامج الاتحاد الأوروبي، مثمنة دعمهم وشراكتهم للمرة الثالثة مع المؤسسة، في إطار استراتيجية خدمة الطلبة، وتأمين مستقبل القطاع التعليمي في القدس الشرقية، كما ثمنت مساهمة بنك فلسطين الشريك المحلي في البرنامج. وفق وكالة وفا