أوباما: الاتفاق مع إيران لن يهدد إسرائيل
واشنطن / سوا / قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لن توقع اتفاقا بشأن برنامج إيران النووي يمثل تهديدا لإسرائيل وذلك بعد يوم من إعلان مفاوضين في سويسرا التوصل لإطار اتفاق نووي.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض إيريك شولتز للصحافيين مساء امس على متن طائرة الرئاسة الأميركية إن الرئيس باراك أوباما يواصل الاتصالات مع مشرعين أميركيين في شأن الاتفاق المبدئي ويعتزم التحدث مع قيادات الكونغرس الأربعة اليوم الجمعة.
وفي وقت سابق، طالب رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو ، في أعقاب اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، بعد ظهر اليوم الجمعة، بأن يشمل أي اتفاق نووي دائم بين الكبرى وإيران اعترافا إيرانيا بحق إسرائيل في الوجود.
وقال نتنياهو بحسب بيان صادر عن مكتبه، إن "إسرائيل تطالب بأن أي اتفاق دائم مع إيران سيشمل اعترافا إيرانيا واضحا بحق دولة إسرائيل بالوجود”. وأضاف في تصريحات صحافية إنه "آتي إلى هنا في ختام جلسة عقدها المجلس الوزاري المصغر تناولت الإطار الذي تم عرضه بشأن الصفقة النووية مع إيران. الوزراء يجمعون على الرفض القاطع لهذه الصفقة السيئة".
وتابع نتنياهو أن "الصفقة التي تم طرحها ستشكل خطرا حقيقيا على المنطقة والعالم وإنها ستهدد وجود دولة إسرائيل. هذه الصفقة لن تؤدي إلى إغلاق حتى منشأة نووية واحدة في إيران ولن تدمر حتى جهاز طرد مركزي واحد ولن توقف البحث والتطوير الإيرانيين بشأن أجهزة الطرد المركزي المتطورة. هذه الصفقة تمنح البرنامج النووي الإيراني غير الشرعي الشرعية الدولية وستسمح لإيران باحتفاظ البنية التحتية النووية الواسعة النطاق. وهذه الصفقة ستؤدي إلى رفع العقوبات بشكل شبة فوري وهذا عندما إيران تحتل أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط بما فيها باليمن وتهدد بتدمير إسرائيل".
وقال إنه "خلال سنوات معدودة سترفع هذه الصفقة معظم القيود التي فرضت على البرنامج النووي الإيراني حيث تستطيع إيران عندئذ أن تطور قدرات نووية أوسع تتمكن من خلالها صناعة قنابل نووية كثيرة في غضون عدة أشهر".
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الجمعة إن المفاوضات التي أدت الى التوصل إلى الاتفاق النووي الإطاري هي "خطوة أولى" نحو علاقات أفضل بين إيران والعالم وتعهد بالالتزام بما وصفه بأنه اتفاق تاريخي بشرط أن تنفذ القوى العالمية الشق الخاص بها.
وقال روحاني في كلمته إن "مباحثاتنا ليست نووية فقط" مشيرا إلى الأمن الإقليمي والعالمي كمستفيد محتمل من الاتفاق الذي أنهى العزلة الدولية الطويلة لإيران بسبب العقوبات التي فرضت على برنامجها النووي.
وأضاف: "اأامر لا يتعلق بأننا لدينا قضية نووية اليوم ونريد التفاوض مع العالم وتنتهي هذه القضية... هذه خطوة أولى نحو تفاعلات مثمرة مع العالم". وأشار روحاني إلى أن طهران تريد اتفاقا يؤدي إلى تقارب أوسع.
ويمهد الاتفاق المبدئي الذي أبرم يوم الخميس بعد محادثات استمرت ثمانية أيام في سويسرا الطريق لتسوية تهديء مخاوف الغرب من أن إيران تسعى لإنتاج قنبلة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. ويمثل الاتفاق أهم خطوة في سبيل حدوث تقارب بين واشنطن وطهران منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
لكن الاتفاق مازال يحتاج لخبراء للتعامل مع التفاصيل الصعبة لإنجازه قبل الموعد المحدد بنهاية حزيران (يونيو) وقال دبلوماسيون ان المحادثات قد تنهار في أي وقت.
ويتناقض تأكيد روحاني بأن المحادثات تمهد الطريق نحو تحسن العلاقات الخارجية لإيران مع تصريح للزعيم الأعلى آية الله على خامنئي في 21 آذار (مارس) قال فيه إن ايران تتفاوض فقط على الملف النووي. وقال روحاني إن القوى العالمية قبلت قيام إيران بتخصيب اليورانيوم على أرضها وهو أمر كانت تعتبره هذه القوى خطرا على المنطقة.وأضاف أن "هذا اليوم سيخلد في الذاكرة التاريخية للأمة الإيرانية".
وقال: "يرى البعض أنه ينبغي علينا إما محاربة العالم أو الاستسلام للقوى العالمية. نحن نقول إن هناك طريقا ثالثا. يمكننا أن نتعاون مع العالم".