رام الله: عقد لقاء وطني حول تطوير المقاومة الشعبية بوجه الاستيطان
شارك قادة العمل الوطني في فصائل منظمة التحرير وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير ومركزية حركة فتح وممثلو لجان الهيئات المحلية في مناطق المواجهة وقادة لجان المقاومة الشعبية، في لقاء عقد في البيرة، اليوم الثلاثاء، حول ضرورة تطوير المقاومة الشعبية وآلياتها في مواجهة مشاريع الاحتلال الاستيطانية وخطة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونائب رئيس الحركة محمود العالول : "ندرك تماما أن الهدف من هذا اللقاء أن ندرس مسألة المقاومة الشعبية وكيف تسير، والمطلوب النهوض بها والشد من عضدها وزيادة المشاركة فيها، في كل مكان، وأنتم تعرفون أن مناضلي المقاومة الشعبية أعدادهم كبيرة وهي تنمو كل يوم في الوطن ومعنا ممثلين عن هذه المواقع وهناك الكثيرين الذين كان من الممكن ان يكونوا بيننا".
وأضاف: "الكل يدرك أن خيارنا كشعب في هذه المرحلة اختيار الشكل الذي له علاقة بالمقاومة الشعبية من أجل مقاومة الاحتلال، والمقاومة الشعبية ليست أمرا جديدا، فهي جزء من تاريخ وتراث شعبنا عبر كل السنوات الماضية، ومن أجل ذلك لدراسة كيف نصعدها ونبتكر اساليب جديدة تساهم في زيادة تأثيرها وفعاليتها".
وتابع: "اليوم نقول للمناضلين بارك الله فيكم على الانجازات الرائعة وصمودكم خلال الفترة الماضية التي حصل فيها كم كبير من الانجازات التي لا يجب الاستهانة بها، ويجب الافتخار بها وأخذها مثلا يحتذى به وتصديره من موقع إلى آخر وهناك معارك ومواجهات دائمة في عشرات المواقع لكن خلال الايام الاخيرة كان هناك انجازات لها علاقة بالقدرة على إزالة بؤر استيطانية وهذه ليست مسألة سهلة على الاطلاق، في وقت يحاول المستوطنون تثبيتها، في بيتا والساوية وفي حلحول وقريوت وخلة حسان في سلفيت، وغيرها من المواقع إضافة إلى المقاومة الدائمة التي تتم في جنوب الخليل وسطها والمقاومة التي نفتخر بها في القدس وفي كل موقع هناك . وفق وكالة وفا
وتابع: "لا بد أن نكون جميعا معا في هذه الخيارات والجميع يدرك أن هذا الخيار في هذه المرحلة وإلا ماذا نصنع وانتم تدركون كم التحديات التي نعيشها كشعب فلسطيني في هذه المرحلة سواء في مواجهة السياسة الأميركية ومواجهة الاحتلال وتدركون جميعا كم الجهد الذي يبذل في مواجهة هذه التحديات سواء على المستوى السياسي التي راينا حصادها وبعضنا لم يكن يتصور ان يتطور الموقف الدولي والموقف الاوروبي إلى هذه الدرجة التي يهدد الاحتلال فيما يتعلق بموضوع الضم، وهذه المواقف الاوروبية الرائعة التي كنا نؤمن ان مواقف الاشقاء تصل الى هذه المواقف".
من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية واصل ابو يوسف: "ربما أنه الآن تتعاظم هذه المهمة في سياق ما اتخذته القيادة من قرارات في أيار الماضي التي عبر عنها الرئيس بان منظمة التحرير التي وقعت الاتفاقات مع الاحتلال هي في حل من كل تلك الاتفاقات والتفاهمات وايضا مع الولايات المتحدة وتعاظم ما يمكن ان يشكل سياسة الضم الاسرائيلية في برنامج نتياهو وغانتس الذي كان يعتقد ان الامور سانحة لضم 30 بالمئة من الضفة والحيلولة من اقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأضاف: "العمل الذي جرى في السياقات السياسية والاتصالات مع المجتمع الدولي وما جرى على الارض بما يعزز المقاومة الشعبية ومقاطعة الاحتلال كل تلك المسارات هي تكامل للجهد الوطن في سبيل افشال سياسة الضم الاحتلالية التي تأتي في سياق صفقة القرن الاميركية الهادفة لتصفية قضيتنا، فهناك اجماع دولي لرفض خطة الضم، وهذا الامر يتعين ان يقابله ويجاريه مسار على الارض من خلال المقاومة الشعبية ، واللقاء اليوم لتعزيز هذه المقاومة التي حققت انجازات على الارض فلا بد ان تتواصل في سياق الجهد المشترك لفصائل منظمة التحرير وكل العاملين في مقاومة الجدار .
من جهته شدد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف على أن مهمات المقاومة الشعبية في المرحلة المقبلة يجب أن تكون رافعة للمستوى السياسي، وان يتم التصدي لعملية الضم من خلال منع انشاء اي بؤرة استيطانية جديدة، وازالة السياج للمستوطنات الرعوية التي يقيمها المستوطنون، والوقوف امام اعتداءات المستوطنين والدفاع عن انفسنا، وتشكيل لجان لمقاطعة الاحتلال ومنتجاته.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي: إن حركة فتح حركة متجددة وان شعبنا لديه القدرة على ابتكار الوسائل المناسبة لإزعاج ومقاومة الاحتلال والتوحد في مواجهة خطط الاحتلال الاستيطانية .
وأكد ان هذا الاحتلال لا يفهم الا لغة المواجهة والقوة، فلا بد من أن يشعر بالخوف والقلق، وهناك طرق كثيرة بالإمكان عملها ميدانيا في سبيل تحقيق اهداف المقاومة الشعبية .
من جهتها اكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ماجدة المصري أهمية المقاومة الشعبية في مواجهة مخططات الاحتلال وتطويرها وضمان ديمومتها.
وعقب إلقاء الكلمات، جرى نقاش معمق لوضع خطة عمل وبرنامج مقاومة تصعيدي للرد على جرائم الاحتلال ومستعمريه، وبحث المجتمعون سبل وأساليب تصعيد المقاومة الشعبية لإزالة البؤر الاستعمارية ودحر المستعمرين منها التي انتشرت في اكثر من 20 منطقة في الأرض الفلسطينية وتفعيل وتصعيد المقاومة الشعبية بشكل عام في كافة الاراضي الفلسطينية ضد الاحتلال.
وخرج المجتمعون في بيان ختامي حمل عنوان "نحو تصعيد المقاومة الشعبية حتى دحر الاحتلال وتجسيد الاستقلال"، وخلص إلى ما يلي:
أولاً: تطوير وتفعيل التنسيق الميداني بين كافة القوى السياسية واللجان الشعبية والمؤسسات ونشطاء المقاومة والعمل على بناء جبهة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية وصولاً للانتفاضة الشاملة.
ثانياً: العمل على تطوير الجهد الشعبي في مدينة القدس المحتلة عاصمة دوله فلسطين وقراها وبلداتها ومدها بكل مقومات البقاء والصمود في وجه سياسات التطهير العرقي التي تتعرض لها واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها رفضاً لمشاريع الأمر الواقع وبكل السبل المتاحة، موجهين التحية لمحافظ القدس عدنان غيث وجميع أسراها.
ثالثاً: إيلاء أهمية كبيرة لأهلنا في مدينة الخليل وتحديداً البلدة القديمة وكافة المناطق المستهدفة فيها بتوفير كل أسباب الدعم والصمود.
رابعاً: تطوير برنامج نضالي كفاحي متصاعد يجمع ما بين الطارئ والنضال الوطني العام بما يشمل الربط الخلاق بين المقاومة الشعبية والسياسية والدبلوماسية والقانونية والتضامن الدولي.
خامساً: اعتبار مقاطعة المنتجات الإسرائيلية محلياً ودولياً ورفض التطبيع جزءً أساسياً من أشكال المقاومة الشعبية التي يجب أن نرفع مستوى الوعي والمشاركة فيهما على كل المستويات.
سادساً: إنشاء موقع إلكتروني متطور وقاعدة بيانات ونشرات إلكترونية دورية بعدة لغات لتصبح مرجعية للمؤسسات المحلية والدولية ومرجعية للأبحاث والدراسات وموقع فعال لنشر فعاليات وبرامج اللجان الشعبية والقوى والفعاليات وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
سابعاً: وضع خطة وطنية لتجنيد أوسع حملات تضامن دولي مع شعبنا ونضاله المشروع على الأرض لكسر قرار الاحتلال بتقييد حركات التضامن مع شعبنا ومنع النشطاء من زيارة فلسطين وذلك عبر التنسيق مع السفارات والجاليات والاقاليم خارج الوطن.
ثامناً: بناء عمق عربي سياسي وشعبي يتبنى نضال شعبنا وحقوقنا المشروعة لتصدي لعمليات التطبيع ويؤسس لتفعيل دور الأحزاب والقوى الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات في اسناد ودعم نضال شعبنا على كل المستويات العربية والدولية.
تاسعاً: رفع درجة التنسيق بين فصائل العمل الوطني وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان واللجان الشعبية ولجنة المقاومة الشعبية في المجلس الوطني والمجتمع المحلي في إطار (اللجان الوطنية للمقاومة الشعبية).
عاشراً: تفعيل دور لجان الحماية والحراسة وتطوير التنسيق فيما بينها وتوفي ما يلزم لحماية الأرض والسكان والممتلكات العامة من اعتداءات عصابات المستعمرين المستوطنين.
حادي عشر: تصعيد الفعل الشعبي المقاوم ضد البؤر الاستعمارية التي يتم اقامتها في الأراضي الفلسطينية وتعميم نماذج المقاومة الشعبية الناجحة كما جرى مؤخراً في عدة مواقع مختلفة.
ثاني عشر: وضع برنامج نضالي شامل شهري ليكون هادياً لكافة اللجان الوطنية للمقاومة الشعبية.
ثالث عشر: وجه المجتمعون التحية للشهداء والجرحى وذويهم وللأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لحملات القمع المتواصلة وأهمية إسنادهم شعبياً بكل الطرق المتاحة، معاهدينهم أن نبقى على ذات الدرب حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
وأخيراً أكد الجميع أن الوحدة الوطنية هي الدعامة الحقيقية والرافعة الأساسية لأبناء شعبنا في كافة مناحي نضالاته السياسية ومقاومته الشعبية وانه لا سبيل أمامنا سوى وحدتنا الوطنية الحقيقية على الارض لنتمكن من التصدي لكافة مشاريع الضم والاستيطان والاستيلاء على مزيد من الاراضي وإقامة البؤر الاستعمارية، وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.