شبكة المنظمات الأهلية تطالب بإشراك النساء والشباب في جهود مواجهة وباء كورونا
طالب باحثون ومسؤولون ونشطاء في منظمات المجتمع المدني الحكومة بإشراك النساء والشباب في وضع الخطط والبرامج والسياسات ضمن كافة الجهود المبذولة لمنع تفشي جائحة " كورونا " في فلسطين.
ودعوا، خلال الورشة التي نظمتها اليوم شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قاعة ريف المدينة بعنوان "أوضاع النساء والشباب في ظل أزمة انتشار وباء كوفيد-19"، بالشراكة مع مؤسسة "فريدريش إيبرت" الألمانية، إلى وضع خطط ومشاريع تساهم في تمكين النساء والشباب وتحسين أوضاعهم من أجل العيش بكرامة وفق الخبر الذي وصل سوا نسخة عنه.
وقدمت مديرة مركز الإعلام المجتمعي عندليب عدوان، والباحث المحامي الشاب رامي محسن ورقتي عمل حول تداعيات الجائحة على النساء والشباب، تضمنت جملة من التوصيات المهمة.
وأشارت عدوان في ورقتها إلى تزايد معدلات الفقر والبطالة خلال الجائحة عن الفترات السابقة، ما ترك آثاراً سلبية جداً على النساء، والأسر التي تعيلها نساء، فضلا عن ارتفاع معدلات العنف والعنف المبني على النوع الاجتماعي، وزيادة معاناة النساء في المنازل ومراكز الحجر الصحي.
وأوضحت أنه تم استبعاد النساء من دوائر صنع القرار والمساهمة في وضع السياسات والخطط الخاصة بمواجهة الجائحة.
وطالبت عدوان "السلطات القائمة على الأمر" في قطاع غزة والأطراف كافة الأخذ في الاعتبار تطوير سياستها وإجراءاتها وآلياتها المتبعة في التعامل مع ظروف الجائحة والحجر الصحي وغيرها، للحد من الصعوبات والإشكالات المنعكسة على النساء في هذه الظروف، مثل تحسين وتطوير التجهيزات في أماكن الحجر الرسمية بشكل يحافظ على كرامة النساء وخصوصيتهن، وتوفير الحاجات والرعاية الصحية اللازمة، بخاصة للنساء المريضات، ويجب إشراك النساء في وضع السياسات وصنع القرار الخاص بمواجهة الجائحة، واللجان العاملة، ولجان الطوارئ والاستفادة من خبراتهن العميقة في إدارة الأزمات من واقع معايشتهن نتائج الأزمة فعليا.
وشددت عدوان على ضرورة تكثيف مؤسسات القطاع الأهلي عملية التنسيق فيما بينها بهدف تكامل الخدمات التي يمكن تقديمها للنساء، وتوزيع الأدوار والمناطق فيما بينها لضمان الجودة وعدم التكرار، ومحاولة تغطية الحاجات المادية والدعم النفسي والرعاية الصحية، وتعميم المعلومات القائمة على خدمات الهاتف لتلقي الشكاوى، وتكثيف حملات التوعية الموجهة للنساء وتقديم الدعم والتوجيهات الضرورية لحماية النساء من العنف المبني على النوع الاجتماعي، وحماية أفراد الأسرة من الإصابة بالوباء.
بدوره، طالب محسن بضرورة تبني الحكومة سياسات وخطط من شأنها الإسهام في تذليل التحديات، التي خلفتها الجائحة على الشباب، بما في ذلك إشراكهم في صوغها وتنفيذها.
وأشار محسن الى تأثير الجائحة على الشباب، ومن بينها ارتفاع معدلات القلق والتوتر والاكتئاب، وتنامي معدلات العنف والعنف الأسري والجريمة، واتساع فجوة الفقر والعوز والبطالة، وتعطل التعليم الوجاهي، وتفاقمت مؤشرات التكيف السلبي، وتهميشهم واقصائهم عن مراكز صنع القرار.
ولفت إلى جهود الشباب ومساهماتهم في مواجهة الجائحة، ومن بينها تشكيل لجان الطوارئ، وتقديم الإغاثة والمساعدة للمتضررين، وتنظيم حملات توعية وخلافه.
وشدد على الحاجة إلى شراكات أكثر فائدة بين الشباب ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية، التي تعمل على أجندة الشباب، حيث لا توجد، حتى الآن، خطط عمل وطنية في شأنها، وبما يسمح بانخراط فعّال للشباب في معالجة تداعيات الجائحة عليهم وعلى المجتمع.
وطالب بدمج الشباب ضمن أولويات عمل منظمات المجتمع المدني، من خلال عملية تشاركية وشفافة وبموارد كافية، وسرعة استعادة زمام المبادرة، وطرح نماذج خلاقة للتضامن والتكافل الاجتماعيين، بما في ذلك وضع الشباب والشباب المتضررين على سلم أولوياتها حين التخطيط لاستراتيجية الاستشفاء، سيما وأن منظمات المجتمع المدني نشأت في سياق تاريخي مختلف، ملَّكها الخبرة الكافية في التعامل مع تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين.
وحض محسن منظمات العمل المدني على العمل الحثيث مع الجهات المانحة، لزيادة اهتمامها بدعم الشباب، واعتماد نسق دعم مشاريعهم الاقتصادية، سيما التي تضررت من الجائحة، بما في ذلك خلق فرص عمل، وإعادة الاعتبار لحملات التعبئة والتأثير للضغط على الجهات الحكومية، لضمان استجابة خططها لقضايا الشباب، سواءً خلال الجائحة أو أي طارئ مستقبلي.
ودعا إلى العمل على الاستثمار في البعد التكنولوجي وتقنيات التواصل عن بعد، لرفع جهوزية الاستجابة لأي طارئ، في ضوء معطيات منظمة الصحة العالمية بأن لا نهاية لوباء "كورونا" قبل اختفاء الفيروس من العالم.
واعتبر أنه من الضروري استلهام التجارب الدولية الناجحة في هذا الصدد، ومن بينها على سبيل المثال إطلاق "هاكاثون الشباب الفلسطيني" على غرار "هاكاثون" مركز الشباب العربي؛ بوصفه أكبر منصة تصميم مشترك لحلول شبابية، لطرح الأفكار الشبابية ومشاركتها حول آليات دعم التنمية، ومواجهة التحديات والأزمات وتعزيز مساهمة الشباب في إيجاد حلول لقضايا تشغل الإنسان العربي.
وكان مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا افتتح الورشة بالإشارة الى حالات إزهاق أرواح الشباب المرفوضة خلال الأيام الأخيرة، مطالباً بمعالجة أسباب ظاهرة الانتحار.
وشدد الشوا على ضرورة توفير الفرص لمشاركة الشباب في الحياة العامة والسياسية، وإنهاء السبب الرئيس لمآسي الشعب الفلسطيني المتمثل في الانقسام، وجذرها الاحتلال الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة.
وقال إن الاحتلال يؤثر على مختلف مناحي حياة الفلسطينيين بدءاً من الحق في تقرير المصير، وانتهاءً بالحق في الصحة والحركة وغيرها، فيما أثر الحصار سلباً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، والنساء والشباب هم أكثر من يدفعون الثمن.
وطالب المسؤولين بالاستماع لصوت النساء والشباب، وعدم تجميل الواقع، فالأوضاع تدهورت بشكل غير مسبوق ولا يمكن السكوت عليه.
بدوره، قال مدير برامج "فريدريش إيبرت" في قطاع غزة الدكتور أسامة عنتر إن هناك تسع أوراق بحثية تمت بالشراكة مع الشبكة تتحدث عن آثار وتداعيات جائحة كورونا على مختلف القطاعات.
وأشار عنتر إلى الأزمات الخانقة، التي عاشتها النساء والشباب في القطاع، بخاصة أثناء الجائحة، داعيا مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية إلى القيام بالواجبات المنوطة بها تجاه النساء والشباب.