نجاح تجربة زراعة طماطم سوداء في غزة
تمكن طاقم زراعي من زراعة طماطم سوداء في مزارع مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة ، وذلك في إطار تجارب علمية ، بعد استقدام أربعة أصناف جديدة من الطماطم السوداء من فرنسا من أجل دراسة مدى ملاءمتها للظروف الزراعية في القطاع.
ويوضح الباحث في المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة د. ميسرة مخيمر، أن الأصناف الأربعة زرعت في نفس ظروف زراعة الطماطم التقليدية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها تعيش في نفس الظروف البيئية والزراعية من حيث الأسمدة والمياه والوقاية والرش والحرارة والرطوبة.
ويقول مخيمر، خبير بيولوجيا النبات، لصحيفة "فلسطين" المحلية : "خرجنا بنتيجة أن صنف الطماطم الكرزية السوداء هو الأكثر ملاءمة لظروف الزراعة في قطاع غزة"، مضيفًا: "هذا الأمر يمكن أن نبني عليه برنامجنا التهجيني مستقبلًا، وهي عملية تقييم للأصناف التي أدخلناها".
ويلفت مخيمر إلى أن "ثلاثة أصناف أخرى للأسف الشديد كان لديها حساسية ومشاكل أخرى كنقص الكالسيوم والتشوه الفسيولوجي ولم تنجح زراعتها".
وينبه إلى أن الطماطم الكرزية السوداء مثل أي صنف آخر من الطماطم السوداء، يمتاز باحتوائه على مادة الأَنثُوسَيانين، وهي مواد عضوية لونية، وتعد من مضادات الأكسدة.
ويوضح مخيمر أنه "إضافة إلى احتوائها على الأنثوسيانين هي كذلك تحتوي على صبغة الكاروتين والتي تعتبر أيضا مضادة للأكسدة"، مشيرا أن مادة الأنثوسيانين موجودة في الطماطم الحمراء في سيقانها وأوراقها ولكنها غير موجودة في الثمرة الحمراء.
أما بخصوص الطماطم السوداء تتركز مادة الانثوسيانين في الثمرة نفسها، وهي مادة تعد ذات تأثيرات مضادة للبكتيريا والفيروسات وتعزز من جهاز المناعة للإنسان، وفق مخيمر.
ويذكر أن الهدف ليس الإنتاجية فقط أو إدخال الصنف إلى قطاع غزة، فهذا الأمر ليس جديدًا؛ ولكن الهدف هو البدء ببرنامج تهجيني من أجل إنتاج بذور فلسطينية من خلال تهجين هذا الصنف مع أصناف محلية أخرى، قد تكون بلدية أو أصناف أخرى متوفرة في الأسواق.