هل تُقدِم اسرائيل على قصف المفاعلات النووية الايرانية؟
تل أبيب/سوا/ استبعد المحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في الوقت الراهن، خاصة وأن الدول العظمى تتجه لتأييد الاتفاق. مؤكدا أن إسرائيل ستواصل جهودها الاستخبارية لتعقب التزام إيران بالاتفاق.
وفي مقالته لصحيفة هآرتس الاسرائيلية، الاثنين، أكد أن الدور الإسرائيلي في هذه الدراما، التي لم تحدث فيها تطورات مثيرة حتى الآن، ينحصر في إطلاق التوبيخات الكلامية من صفوف المشاهدين للمسرحية.
وقال هرئيل، إنه ما زال الوقت مبكرا قليلا لأن نقدر بصورة مؤكدة ما إذا كان سيوقع حقا اتفاق المبادئ بين الدول العظمى وإيران بخصوص لجم البرنامج النووي الإيراني وما سيتضمنه بالضبط.
وأشار إلى أن المحادثات دخلت في مرحلتها الأخيرة، وبدأت آلات الضجيج الإعلامي ساعات إضافية للتأثير على المفاوضين بهدف محاولة التأثير على الصيغة النهائية للاتفاق، رغم أن الطرفين يظهران رغبة قوية للوصول إلى الاتفاق وتفاؤلا معينا بخصوص احتمالات تحقيقه. وما زال ممكنا حدوث تغييرات اللحظة الأخيرة.
وأكد المحلل الاسرائيلي هرئيل، أن نتنياهو في مشاجرته مع إدارة أوباما أضاع الفرصة للتأثير المباشر على صورة الاتفاق عن طريق الرئيس أوباما، وبقيت لديه ورقتان: تحذيرات علنية بالخراب، وضغوط سياسية غير مباشرة بواسطة الجمهوريين في الكونغرس.
وشدد هرئيل على أن إسرائيل لديها أسباب موضوعية للقلق إزاء الاتفاق الآخذ في التبلور، ولكن يبدو كالعادة أنه من المفضل أن نأخذ هذه التحذيرات بصورة متناسبة.
وأول مجالات الخطر بحسب هرئيل، يتعلق بالقدرة التي ستبقى في أيدي إيران وفي الأساس بخصوص الوقت الذي تحتاجه من أجل الاندفاع إلى الأمام، منذ اتخاذ إيران قرار خرق الاتفاق إلى حين أن يصبح لديها كمية كافية من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية لإنتاج قنبلة واحدة.
وتابع بأن المسألة الأساسية الأخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات الاقتصادية بالنسبة لطول الفترة التي يستمر فيها الاتفاق ساريا. إسرائيل معنية بأن يتم رفع تدريجي للحصار الاقتصادي على إيران وبوتيرة بطيئة قدر الإمكان، وأن التقييدات على برنامجها النووي تستمر طوال الوقت.
والنقطة الثالثة تتعلق بتجاهل الدول العظمى للنشاطات الإيرانية الحالية في المنطقة. ففي الشهرين الأخيرين فقط زادت إيران نشاطاتها في العراق وأوجدت لنفسها وجودا عسكريا حقيقيا على الحدود السورية واللبنانية مع إسرائيل، وساعدت المتمردين الحوثيين في جهودهم لإسقاط النظام في صنعاء والسيطرة على الحركة البحرية عبر مضيق باب المندب، وفقا لـ هرئيل.
وأضاف أنه لا تكمن المشكلة في أن كل هذه الأمور لا يتم التطرق إليها بتاتا في المفاوضات في لوزان، ولكن في إطار السياسات المليئة بالتناقضات التي تديرها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإنها تضع يدها في يد إيران في الحرب ضد داعش في سوريا والعراق، في الوقت الذي تساعد فيه استخباريا في الهجمات الجوية لدول المعسكر السني ضد المتمردين في اليمن.