مسؤول فلسطيني: لا أحد يريد تدخلاً عسكريًّا في غزة ولكن!!

رام الله / سوا / قال القيادي الفلسطيني جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إنه لا أحد في الحركة بدءا من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ، يدعو إلى عمل عسكري في قطاع غزة ، على غرار ما يحدث في اليمن، لكنهم يريدون من الدول العربية الحزم في التعامل مع الانقسام الفلسطيني الداخلي وإنهاءه.


وأضاف محيسن، وهو أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني في قيادة حركة فتح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية:"لا أحد فينا يريد عملا عسكريا في غزة، لكننا نريد حسم هذا الانقسام الذي ترعاه دول عربية وإقليمية".

 وأضاف:"مثلما ترعى إيران انقسام الحوثيين فإنها، إضافة إلى قطر وتركيا، ترعى الانقسام الفلسطيني".

 وتابع:"المطلوب وقف هذا التدخل واتخاذا إجراءات حاسمة لجهة إنهاء الانقسام".


وكان محيسن يرد على استفسارات بشأن مرامي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من حديثه في القمة العربية، وتلميحه إلى ضرورة اتخاذ مواقف لإنهاء الانقسام الفلسطيني بعدما أيد عاصفة الحزم، وهي التصريحات التي أثارت جدلا واسعا في الأراضي الفلسطينية، وفسرت على أنها دعوة لضرب غزة.


وكان عباس قد قال في كلمته أمام القمة العربية إنه يؤيد تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالدفاع العربي المشترك وغيرها من الاتفاقات، ويدعم إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، مقترحا أن تقوم لجنة «ترويكا» عربية، لمن يرغب في الانضمام إليها من القادة، بوضع رؤية عربية لمعالجة الحروب والفتن والانقسامات القائمة أو المحتملة في عدد من الدول العربية، وأن تكون قراراتها ملزمة للجميع، مضيفا: «هناك بلاد تعاني من الانقسام والفتن مثل اليمن، هناك تدخل عربي مقبول ومستحسن. هناك قضايا أخرى، هناك بلدان أخرى تعاني من الانقسام والفتن. نحن نعاني من الانقسام، وأول من عانى من الانقسام. نتمنى أن تكون هناك مواقف عربية موحدة، ونحن ملتزمون بكل ما سيصدر عن هذه القمة».


وفُسر كلام عباس، وتحديدا من قبل معارضيه، بأنه دعوة إلى ضرب غزة، خصوصا أنه كان قد صرح قبل ذلك بساعات فقط بأنه يأمل «أن الموقف الذي اتخذ بهذا الحزم وسمي عاصفة الحزم من العرب أن يؤخذ أيضا في قضايا بلدان أخرى تعاني من الفتن الداخلية والانشقاقات والانقسامات مثل سوريا والعراق وفلسطين وليبيا والصومال».


وعزز من هذا التوجه أن قاضي قضاة فلسطين، وهو أحد أقرب المستشارين لعباس، أثار بدوره جدلا في خبطة الجمعة الفائتة، حين دعا إلى عاصفة حزم في فلسطين، وإلى أن «تضرب (الأمة العربية) بيد من حديد أي جهة تخرج عن الشرعية في أي قُطر عربي بدءا من فلسطين».


وقال محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، في خطبة الجمعة في مسجد الضريح بمقر القيادة الفلسطينية في رام الله: «إن حماية الشرعية في أي قُطر عربي هي واجب في أعناق كل زعماء العرب، والذين عليهم أن يأخذوا زمام المبادرة، وأن يضربوا الخارجين على الشرعية بيد من حديد بغض النظر عن الزمان والمكان والحال، بدءا من فلسطين».


وأضاف في خطبته التي نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «ما جرى في غزة انقلاب وليس انقساما، ويجب التعاطي معه بالحزم والحسم، فلا حوار مع الانقلابيين الذين يجب أن يُضربوا بيد من حديد».


وحظي الهباش بهجوم غير مسبوق من حماس ومن مسؤولين فلسطينيين وناشطين، طالبوا بطرده من موقعه، قبل أن يرد موضحا أن استخدام الحزم في معالجة القضايا العربية لا يعني استخدام القوة، مؤكدا على أهمية الحزم في الحفاظ على وحدة الأقطار العربية.


وهاجمت حماس عباس والهباش معا بقوة، وقالت في بيان رسمي : «تصريحات محمود عباس التي دعا فيها إلى تكرار نموذج عاصفة الحزم ضد الشعب الفلسطيني هي تصريحات خطيرة وغير وطنية. وندعو الأطراف العربية إلى معاقبة محمود عباس على تبني هذه المواقف المنسجمة مع رغبات الاحتلال في ضرب الشعب الفلسطيني».


وأضافت حماس في بيانها: «الحركة تؤكد أن محمود عباس فاقد للشرعية القانونية، وأن وجوده في الرئاسة مرتبط بمدى التزامه بالتوافق الوطني الفلسطيني، وأنه غير مفوض باتخاذ أي قرارات أو التعبير عن أي موقف فيه خروج عن الإجماع الوطني أو الثوابت الوطنية».


وشن قياديون في حماس وناطقون حربا شعواء ضد عباس واتهموه بالخيانة والتحريض ضد غزة، وشنوا حربا على الهباش أيضا.


وقال القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق: «هم يطالبون بحرب ضد غزة، وممن؟ من العرب. ولماذا؟ لتثبيت الشرعية. ولا ندري أي شرعية يريدون، شرعية الاحتلال للضفة الغربية، أم شرعية الحصار لغزة العزة، أم شرعية من انتهت ولايته؟ أم شرعية الفساد والديكتاتورية؟ أم شرعية التعامل مع الأعداء بوقاحة؟ أم شرعية التنسيق الأمني المقدس؟».


واعتبر أبو مرزوق، في منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن تصريحات عباس والهباش تقول باختصار: «لا بد من عاصفة عربية ضد غزة الجريحة بثلاث عواصف (إسرائيلية)، التي شاركها البعض وشجع الصهاينة البعض اﻵخر، اليوم يريدون أن يجربوا شيئا آخر».


ورد محيسن مستهجنا: «وهل تعتبر حماس نفسها غزة؟». وأضاف: «غزة ليست حماس، وحماس ليست غزة. ثم لماذا تدعم حماس الشرعية في اليمن؟ يعني تدعم عاصفة الحزم وتقوم بانقلاب في غزة».


وتابع: «نحن نؤكد مرة ثانية، نريد إنهاء الانقسام بالتفاهم. لا نريد دما ولا ينقصنا مآسٍ، ولكن يجب التعامل مع الانقسام بحزم. ثمة فرق بين الحزم وعاصفة الحزم، نريد الحزم في التعامل مع هذا الملف، ووقف تدخل قطر وتركيا وإيران».


واتهم محيسن حماس بتعطيل أي حلول لإنهاء الانقسام في غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد