بعد 15 عاما .. أسير محرر يقيم حفل زفافه بحضور طفله
أقام الأسير المحرر صلاح حسين وشيرين نزال، حفل زفافهما في بلدة بيت دقو شمال غرب القدس لأول مرة بحضور طفلهما الذي أنجباه عبر نطفة مهربة من سجون الاحتلال.
وأقيم حفل الزفاف بعد 24 ساعة من الإفراج عنه من سجون الاحتلال في منتزه البلدة وسط أجواء من الفرحة، بحضور عشرات المدعوين.
وعلى وقع الطبل والزغاريد والأغاني الوطنية والدبكة، زف صلاح الذي ارتدى "بدلة سوداء ورابطة عنق حمراء" وهو يعتلي حصاناً ومن حوله أفراد العائلة والأصدقاء.
أما العروس شيرين فارتدت بعد طوال انتظار فستانها الأبيض الذي حلمت به طويلاً.
وعقد صلاح قرانه على شيرين خلال سنوات أسره في سجن "بئر السبع" قبل أعوام، دون مراسم احتفالية، وفق صحيفة القدس.
ورزق صلاح وشيرين بطفلهما علي (5 أعوام)، في عملية تلقيح صناعي عبر تهريب سائل منوي من داخل السجن.
وتقول شيرين: إن قصة الحب مع صلاح بدأت قبل (18 عاماً) لكن مطاردته من الجيش الإسرائيلي واعتقاله في عام 2004 حال دون اتمام فرحتهما بإقامة حفل الزفاف.
وأضافت شيرين والسعادة تعلو وجهها في ليلة عمرها، أن اعتقال صلاح أفسد خطط زواجهما فيما منعت السلطات الإسرائيلية زيارته كونهما لم يكونا مرتبطين رسميا وهو ما أصابها بإحباط في حينه.
وذكرت أن منع السلطات الإسرائيلية زيارتها لصلاح دفعها إلى ترسيم العلاقة بينهما، وعلى إثر ذلك حصلت على وكالة رسمية منه عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعقد القران وبعد 4 أعوام من الاعتقال تمكنت من زيارته بصفتها زوجته.
ووصفت شيرين اللقاء الأول بينهما بأنه كان "صعباً كونه من خلف الزجاج وعبر هاتف السجن لدقائق معدودة تخلله انقطاع في الصوت".
وبشأن إنجاب طفلها الوحيد علي، توضح شيرين: "قررنا الحمل عبر النطف المهربة أسوة بأسرى آخرين نجحوا بقيام بتلك الخطوة".
وتشير إلى أن الفكرة لاقت تشجيعاً وقبولاً من الأهل والأصدقاء حتى جرى تنفيذها، وبالفعل وصلت النطف وتم زراعتها بنجاح، وإنجاب طفلها علي في العام 2015 والذي لم يتمكن من رؤية والده أو احتضانه وتعرف عليه فقط من خلال الصور.
وتداول الأسرى ذوي الأحكام العالية على مدار أعوام مضت، فكرة "النطف المهربة" لزوجاتهم عبر تهريب سائلهم المنوي من داخل السجون، لكن القضية ظلت تناقش في إطار من التردد والشكوك.
ولم تنجح عدة محاولات قام بها الأسرى لتهريب سائلهم المنوي خارج السجون لأسباب مختلفة، لكن تفكيرهم في الأمر وتنفيذهم له يعكس معاناتهم الصامتة وغير المعلنة ورغبتهم في حلم لا يتحقق إلا بالإفراج عنهم.
وتعتمد طريقة التلقيح عن بعد لزوجات الأسرى على عملية معقدة تبدأ بتهريب السائل المنوي خلال زيارة أحد أفراد ذوي الأسير مع ما يتطلبه ذلك من شروط خاصة بآليات النقل والتقنيات اللازمة له.
ويعرب العريس صلاح الذي ينتمي للجبهة الشعبية، عن سعادته بزفافه وخروجه من سجون الاحتلال واحتضان طفله أخيراً.
وأضاف صلاح: بينما التف حوله أصدقاؤه وأقاربه، أن نجله علي هو الثمرة التي توجت 15 عاما من الاعتقال في السجون، معربا عن أمله بالحرية لكافة الأسرى في السجون الإسرائيلية.
يشار إلى أن صلاح معتقل منذ عام 2004 وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً.
جدير بالذكر أنه يقبع في سجون الاحتلال زهاء 5 آلاف أسير، بينهم العشرات الذين أمضوا أكثر من 20 عاماً قيد الاعتقال.