أوباما وكيري يبقيان وراءهما تراث الدمار بالشرق الأوسط
القدس / سوا / يثير اتفاق محتمل بين إيران والدول الكبرى الست مخاوف في إسرائيل، التي تعارض بشدة اتفاقا نوويا كهذا، واعتبر محلل عسكري إسرائيلي أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ووزير الخارجية، جون كيري، يبقيان وراءهما، من خلال اتفاق مع إيران، "تراث الدمار" في الشرق الأوسط.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، اليوم الأحد، أن "اليوم أو غدا يتوقع أن تحصل إيران على اعتراف دولي بمكانتها كدولة عتبة نووية. وهذا حدث تاريخي مؤسس سيؤثر منذ الآن فصاعدا على أداء كل واحدة من الدول في الشرق الأوسط".
وأردف فيشمان أنه "ثمة شك في ما إذا كان سيتذكر أحد باراك أوباما أو جون كيري اللذان قادا هذه العملية، لكن تراث الدمار الذي أبقياه وراءهما في كل ركن لمسوه في الشرق الأوسط سيرافقنا لسنوات طويلة".
واعتبر فيشمان أنه "ليس مستغربا أن وزير الأمن، موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، أصدرا تعليمات لجهاز الأمن والجيش الإسرائيلي بالاستعداد لوضع تدخل فيه إيران رسميا إلى حيز يسمح لها بأن تكون دولة عتبة نووية، متحررة من معظم قيود العقوبات. ويعني ذلك أن إيران، بعد إزالة كافة الممنوعات عنها بالتدريج، ستستمر من دون عائق في نشاطها التآمري في الشرق الأوسط".
ولفت المحلل إلى أن لتوقيع اتفاق بين إيران والدول الكبرى انعكاس على ميزانية الأمن الإسرائيلية وعلى خطة العمل المتعددة السنوات للجيش الإسرائيلي، "وبكلمات أخرى، الجيش وأجهزة الاستخبارات سيركزون القدرات الاستخبارية والعسكرية استعدادا لإمكانية اتخاذ قرار بوقف هذا التهديد في أي نقطة زمنية" في إشارة إلى هجوم إسرائيلي في إيران.
واعتبر فيشمان أن اتفاقا محتملا كهذا يشكل "فشلا إستراتيجيا" لإدارة أوباما، "إذ أنه الآن بالذات يتصارع في اليمن قوى مؤيدة لأميركا، السعودية ومصر والأردن ودول الخليج، وبمساعدة أميركية، ضد قوى شيعية تعمل تحت رعاية السلاح الإيراني نفسه وبالتنسيق مع طهران".
ووصف فيشمان السياسة الأميركية في هذا السياق بأنها "منزوعة عن الواقع"، وأن أداء الولايات المتحدة "متناقض"، معتبرا أن "من يمنع اليوم نشر السلاح الإيراني بين المتمردين في اليمن هم ليسو الأميركيين أو الأوروبيين، وإنما أسلحة الجو في إمارات الخليج التي أغلقت مسارات الطيران بين اليمن وإيران".
وأضاف فيشمان أن الأميركيين "استسلموا في عدة جبهات خلال المفاوضات مع إيران"، بأن سمحت لإيران بإجراء أبحاث نووية وتطويرها، الإيرانيون يمتنعون عن كشف معلومات حول حجم التطوير النووي العسكري لديهم، تخفيف العقوبات، عدم ذكر الاتفاق لتطوير الصواريخ الإيرانية العابرة للقارات.
وخلص فيشمان إلى أن الاتفاق هو سياسي وهو "اتفاق سيء"، سيسمح بالهدوء حتى نهاية ولاية أوباما، "لكنه يبقي سحابة نووية في سماء الشرق الأوسط لسنوات طويلة أخرى". وتجاهل فيشمان، كالمعتاد، الترسانة النووية الإسرائيلية، التي تمكن إسرائيل من التلويح بها بين الحين والآخر لمنع تحرك مناهض لسياسته الاستعمارية.