موسم الحج 1441.. ثلاثة سيناريوهات صعبة أمام السعودية
باتت المملكة العربية السعودية في هذه الأيام أمام ثلاثة سيناريوهات صعبة تتعلق بموسم الحج 1441 ، وذلك بعد تفشي وانتشار فيروس كورونا في المملكة ، الأمر الذي شكل لها ضربة اقتصادية كبيرة جدا.
وتدرس السلطات السعودية قرارا بإلغاء موسم الحج لأول مرة منذ تأسيسها ، وذلك بعد أن تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد حاجز الـ 100 ألف شخص ، بحسب ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز".
السيناريو الأول: فتح المجال الجوي وإعادة تنظيم رحلات جديدة للحج والعمرة، الأمر الذي قد يتسبب في زيادة أعداد ضحايا الوباء الذى يعجر علماء العالم حتى الآن في التوصل إلى علاج له.
السيناريو الثاني: هو إلغاء الحج والعمرة هذا العام، وهي خيار صعب، لكون الشعيرتان الإسلاميتان تلعبان دوراً حيوياً للغاية في تدفُّق النقد الأجنبي وخلق فرص العمل وتحسين ميزان المدفوعات في المملكة، حيث تمكِّن الشعيرتان السعودية من تحقيق إيرادات تصل إلى 12 مليار دولار سنوياً، منها ما يفوق 6 مليارات دولار في موسم الحج فقط، ويمثِّل كل من الحج والعمرة معاً 20% من الإيرادات غير النفطية في المملكة.
السيناريو الثالث: هو الحد من أعداد الحجاج هذا العام لمنع المزيد من تفشي فيروس كورونا الأعداد الرمزية التي ستسمح بها بالمملكة لن تتعدى 20% من عدد الحجاج المعتاد لكل دولة، يصاحبها فرض قيود تشمل حظر الحجاج الأكبر سنا وإجراء فحوص صحية إضافية.
في العام الماضي بلغ عدد من أدوا العمرة نحو 19 مليونا، فيما بلغ عدد الحجاج 2.6 مليون، وتهدف خطة الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى زيادة عدد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليون سنويا، وهو ما سيجعل الإيرادات تبلغ 50 مليار ريال (13.32 مليار دولار) بحلول عام 2030.
السيناريو الأخير سيزيد أيضًا من الضغط على الموارد المالية الحكومية التي تضررت من انخفاض أسعار النفط والوباء، ويشكل إيرادات الحج والعمرة ثاني أكبر مصدر للدخل في السعودية بعد النفط، وتستفيد الفنادق بمختلف تصنيفاتها من النجمة الواحدة إلى الخمس نجوم من السياحة الدينية، كذلك الأمر بالنسبة للمطاعم، وكلاء السفر، شركات الطيران، شركات الهاتف المحمول، ومصنعي ومستوردي الهدايا، حيث تكسب كل هذه الجهات مبالغ مالية ضخمة أثناء الحج، ومن جهة أخرى تستفيد الحكومة السعودية من الضرائب المفروضة على مختلف تلك الخدمات.
ولا تقتصر الاستفادة من السياحة الدينية في السعودية على المملكة فقط، حيث تستفيد كذلك بشكل مباشر وغير مباشر من موسم الحج والعمرة جميع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول الأخرى التي يخرج منها عدد كبير من الحجاج سنوياً، خاصة شركات الطيران. بحسب مصر العربية
ويعكف المسئولون في المملكة العربية السعودية على دراسة القضية بعناية ويجرى النظر في السيناريوهات المختلفة، ومن المقرر اتخاذ قرار رسمي في غضون أسبوع، ويضغط عدد من المسئولين من أجل إلغاء الحج المتوقع أن يبدأ في أواخر يوليو لأول مرة منذ تأسيس المملكة عام 1932.