واحدة من أهم إنجازات كفاح الشعب الفلسطيني تكمن في إنشاء المنظمة والإقرار بها ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا وذلك في كل من الأمم المتحدة والجامعة العربية في عام 1974.

لقد أضحت المنظمة معبرة عن الهوية الوطنية الجامعة لكافة مكونات شعبنا واماكنهم الجغرافية المتعددة وذلك بوصفها البيت المعنوي للشعب الفلسطيني وممثلة له ولنضاله علي طريق الحرية والاستقلال والعودة .

كثر الحديث مؤخرا عن المنظمة باتجاه المطالبة بإصلاحها او اعادة بنائها خاصة بعد فشل عملية تحول السلطة الي دولة علي خلفية اتفاق أوسلو وبانتهاء المرحلة الانتقالية في عام 1999.

وبسبب تضخم السلطة وحصولها علي صلاحيات اكبر من حجمها بما انها نتاج المنظمة وليس العكس .

لقد افشلت إسرائيل خاصة بعد صعود اليمين المتطرف فرص حل الدولتين وتريد الان استكمال تنفيذ المشروع الصهيوني التوسعي والكولنيالي عبر ضم مساحات واسعة من الضفة و تشريع الاستيطان وبعد محاولة حسم القضايا الكبرى بالصراع بدعم من إدارة ترامب الأمريكية وخاصة القدس واللاجئين والاستيطان والعمل بزج التجمعات السكانية الفلسطينية في معازل وبانتوستانات ضمن معادلة السلام الاقتصادي بدلا عن الحقوق السياسية لشعبنا وبالمقدمة منها الحق في تقرير المصير.

أن إعلاء شأن المنظمة بهذه الاوقات ضرورة وطنية في مواجهة التجزئة والتفتيت والتعبير عن الهوية الوطنية الجامعة بما يشمل إعادة إحياء الاتحادات الشعبية علي قاعدة ديمقراطية وتشاركية.

تتعدد الرؤيا والأهداف وراء المناداة بإعادة بناء وإصلاح المنظمة فمنها يهدف الي إدماج ذاته الفصائلية بها ضمن تصور فئوي للشراكة مبني علي فكرة المحاصصة وهناك من يري انها فرصة لاستنهاض الحالة وإعطاء المجال للجيل الصاعد من الشباب وهناك من يري انها فرصة لاستبدال سيطرة قوة سياسية باخري كل مستقوىا بتحالفاته الإقليمية.

ولعل بعض المؤتمرات التي عقدت بالخارج ورغم شعاراتها الرامية لإعادة بناء المنظمة ورغم النوايا الطيبة الا انها لم تكن بعيدة عن تأثيرات سياسية فصائلية سياسية محددة .

كانت تكمن قوة المنظمة باستقلاليتها وعدم انجذابها لهذا المحور او ذاك ولعلنا جميعا نتذكر شعار استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ولكن الظروف الان تغيرت عن مرحلة التأسيس والاعتراف بها من حيث قوة تأثير العاملين الإقليمي والدولي بالمعادلة الداخلية الفلسطينية .

والسؤال هنا ماذا لو نجحت محاولات المطالبة بإعادة بناء المنظمة في ظل البنية السياسية الراهنة ؟

هل سيغير ذلك من الواقع بمعني مواجهة الاستيطان وتهويد القدس والضم والتوسع.

واذا قارنا ذلك بالحالة الاسرائيلية المعادية والتي كانت الوكالة اليهودية ممثلة لجميع اليهود .

ولكن هل استطاعت الوكالة وحدها بناء دولة الاحتلال.

اعتقد ان موازين القوي التي أحدثتها المجموعات الصهيونية هي بصورة اساسية وبدعم من القوي الاستعمارية بريطانيا وأميركا هي التي استطاعت تأسيس وبناء دولة الاحتلال .

وعلية فعلينا الدقة بالمطالبة بإعادة بناء المنظمة لتكن دعوة صادقة تهدف الي إعادة إحياء الهوية الوطنية وبرنامج التحرر الوطني بعيدا عن سياسة المحاصصة والمحاور والمال السياسي كما يجب أن يرتبط ذلك بالإجابة علي سؤال يهدف الي مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي وتعزيز صمود شعبنا بارضة وانتزاع زمام المبادرة الكفاحية من جديد .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد