شبكة المنظمات الأهلية تصدر ورقة عن واقع التعليم في قطاع غزة في ظل أزمة كورونا
أصدرت شبكة المنظمات الأهلية اليوم ورقة حول مدى تأثير أزمة فيروس كورونا على واقع التعليم في قطاع غزة في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة التي مر بها القطاع، بخاصة وأن حالة قطاع غزة فريدة من نوعها من حيث المظلومية غير المسبوقة في التاريخ، التي ألمّت بأهلها من ناحية، ومن ناحية أخرى قدرة أهلها العجيبة على الاستمرار في البقاء والحياة ومجابهة كل التحديات، بخاصة فيما يتعلق بالتعليم .
وتقوم الورقة التي قام بإعدادها مدير مركز ابداع المعلم رفعت صباح بتحليل دور المجتمع المدني في ظل الأزمة الأخيرة ومدى انخراطه في عملية الاستجابة للأزمة، خاصةً في حال غياب العدالة والمساواة للفئات الأكثر عرضه للتمييز والإقصاء في الحصول على التعليم.
وتناولت الورقة الوضع في قطاع غزة الذي لا يزال هشّا، وسط تراكمات لعدد مرتفع من الضحايا، ووجود حالات عجز وحالات نفسية واجتماعية على المدى الطويل، وسط ارتفاع نسبة البطالة من 43 في المئة في عام 2018 إلى حوالي 47 في المئة في الربع الثاني من عام 2019.
وأوضحت الورقة بأن لم يكن الفلسطينيون في القطاع جاهزين للتعلم عن بعد ذهنياً ونفسياً، فكيف والمؤشرات، التي تعكسها أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تكشف استحالة الاقتصار على هذا الخيار، فأكثر من ثلث الأسر الفلسطينية لديها جهاز حاسوب، و65 في المئة منها لديها خط نفاذ إلى الإنترنت في المنزل، و80 في المئة من الأفراد يمتلكون مهارات أساسية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات.
كما شددت الورقة على ضرورة تعزيز التضامن والوحدة على المستوى الوطني لمساعدة القطاع في تجاوز اشكالاته، وضرورة بلورة أدوات لتفعيل الوحدة بين مكونات المجتمع المدني في إطار حركة اجتماعية تربوية، وضرورة تطوير قدراتنا وتحديداً مؤسسات المجتمع المدني على الاستجابة، وتعزيز وتطوير المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص اتجاه التعليم.
وفي نهاية الورقة جاءت توصيات بضرورة إكساب المعلمين المناعة المعرفية والمهارات الضرورية للتعامل مع الطلبة وقت الأزمات، وتوفير الموازنات الكافية لتسيير العملية التعليمية، وضمان أن تأخذ السياسات التعليمية في الاعتبار المناطق والفئات المهمشة، بخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة. ، وضرورة أن يتم الالتفات في شكل جدي لوضعية المرأة المعلمة، سواء من حيث السياسات التعليمية، أو الثقافة المجتمعية، التي تقلل من قدراتها، والنظر بجدية في استراتيجيات التعلم عن بعد واستخدام التكنولوجيا ودمجها مع التعلم الوجاهي، وحاجات المدرسين والبنية التحية المساندة للعملية التعلمية.
وتأتي هذه الورقة ضمن مشروع “توجهات منظمات المجتمع المدني الفلسطينية لمواجهة التحديات المستقبلية”، بالشراكة مع مؤسسة “فريدرش إيبرت” الألمانية.