هل تثمر زيارة رئيس الوزراء عن حل أزمات غزة؟

غزة / خاص سوا/ تباينت توقعات الفصائل الفلسطينية من زيارة رئيس الوزراء "رامي الحمد الله" إلى غزة، والتي وصلها بعد ظهر أمس الأربعاء، للوقف على المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة وفي مقدمتها إعادة الإعمار والكهرباء والموظفين.


ورغم ذلك التباين إلا أن الفصائل عبرت عن أملها في نجاح الزيارة وتقديم رئيس الوزراء حلولا ًملموسة على الأقل لبعض المشاكل التي تعاني منها، في ظل وصول أهالي القطاع لمستويات متقدمة من حالات الاحباط نتيجة سماع الوعود بحل المشاكل دون رؤية أفعال على أرض الواقع.


حلول واقعية


حركة فتح كانت أول من التقت برئيس الوزراء في مستهل زيارته لغزة، حيث عبرت عن تفاؤلها بنجاح الزيارة في وضع حلول واقعية لبعض المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة، والتي من ضمنها مشكلة الموظفين والكهرباء.


وكشف القيادي في حركة فتح "فيصل أبو شهلا" عن تعهد رئيس الوزراء "رامي الحمد الله" خلال اجتماع جرى معه مساء اليوم أن يقوم بحل مشكلة كهرباء غزة قبل مغادرته القطاع الجمعة المقبلة.


وقال أبو شهلا في حديث خاص لوكالة (سوا) الإخبارية "رئيس الوزراء وعد بحل المشكلة، وعلى الأقل أن ينتظم وصول التيار الكهربائي للمواطنين 8 ساعات بشكل مبدئي".


وبين أن قيادة حركة فتح التي اجتمعت مع رئيس الوزراء لمست ال حماس ة الكبيرة التي يحملها لحل المشاكل التي يعاني منها المواطن في قطاع غزة، ومن قبل ذلك حصول الحكومة على صلاحياتها كاملة للقيام بالمهام الملقاة على عاتقها.


أما فيما يتعلق بقضية الموظفين، فأوضح أبو شهلا أن رئيس الوزراء يحمل رؤية متقدمة عن الورقة السويسرية لحل مشكلة الموظفين.


لا جديد


أما حركة حماس فرأت في التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء في بداية زيارته لغزة بأنها لم تقدم جديداً لحل مشاكل القطاع وفيها تكريس لسياسة التمييز بين الموظفين.


كما وأعلنت رفضها لغة الاشتراطات المسبقة التي وردت في كلمة الحمد الله، داعيةً إياه إلى العمل على تقديم حلول حقيقية لمشاكل غزة بعيداً عن الذرائع.


واعتبر الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري ادعاءات حركة فتح بأن هناك تهديدات لرئيس الوزراء "رامي الحمد الله" خلال زيارته إلى غزة هي محاولة للتشويش وصرف الأنظار عن تقصير الحكومة بالقيام بواجبها تجاه غزة.


واستهجنت حماس تنصيب ناطقي فتح أنفسهم ناطقين باسم الحكومة، كما ودعت إلى التوقف عن سياسة البحث عن الذرائع والعمل على تقديم حلول حقيقية لمشاكل غزة.


تعهدات رئيس الوزراء


وكان رئيس الوزراء قد قال في مؤتمر صحفي عقب وصوله إلى غزة أن حكومته تعمل مع أطراف عربية ودولية على حل مشكلة موظفي حكومة حركة "حماس" السابقة، متعهدا في ذات الوقت بعدم السماح بـ"فصل غزة عن الضفة الغربية"


وأضاف: "نحن اليوم أمام مهمة وطنية كبرى نسعى فيها إلى طي صفحة الانقسام إلى غير رجعة، وسنبذل كل إمكانياتنا وطاقتانا لتحقيق الشراكة الكاملة بتحمل المسؤولية في كل شيء، ليكون توافقنا الوطني في أقوى أشكاله".


وتابع: "أنقل لكم تحيات رئيس فلسطين لأهالي غزة كافة، وأقول لكم إن رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، يتابع كافة أمور القطاع الحبيب، وأقول باسم السيد الرئيس إنه لن تكون إلا دولة فلسطينية واحدة وعاصمتها القدس الشرقية، تضم غزة والضفة الغربية بما فيها القدس".


المصالحة


وبين أن زيارته تأتي بتوجيهات من الرئيس عباس، وقال: "جئنا لتكريس المصالحة واستئناف حوار وطني شامل ومشجع، يعالج كافة القضايا ويجعل جميع الأطراف أمام مسؤولياتهم الوطنية، للتكاتف والتوحد وإنقاذ شعبنا المكلوم في غزة، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.


وأشار إلى أن المعاناة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها شعبنا تتطلب منا التوحد والالتفاف حول القيادة الوطنية وعلى رأسها الرئيس عباس، لإنهاء الاحتلال والانتصار لحقوق شعبنا العادلة، والمضي قدما في تعزيز الوحدة الوطنية، والمضي نحو انتخابات تشريعية ورئاسية.


وبين أن من أهم القضايا التي سيعالجها خلال زيارته هي قضية الموظفين المدنيين التي تبلورت بعد اتصالات واسعة أسهمت في حلها، وقال: وضعنا خطة وطنية لاحتواء قضية الموظفين بما يحقق لهم العدالة والانصاف، والحكومة تتعامل مع هذه القضية ضمن اللوائح والقوانين وفي إطار اتفاق القاهرة، وهذه الخطة تطالب بعودة جميع الموظفين لعملهم لحصر المستنكفين، وبعد ذلك سيجري إعادة تعيين الآلاف من الموظفين الذين عينوا بعد حزيران 2007، مع التركيز على الصحة والتعليم، وتقديم المكافآت والتحفيزات والتقاعد المبكر للموظفين الراغبين في ذلك.


وأكد الحمد الله باسم السيد الرئيس والحكومة، أنهم لن يتركوا أحدا من الموظفين في "الشارع"، وقال: "سنجد حلولا لجميع الموظفين المدنيين، وإنه لا يمكن لهذا الحل أن يكتمل أو يتحقق دون تسليم المعابر لحكومة التوافق الوطني لتمكينها من إطلاق العنان لعملية مأسسة، كمقدمة لا بد منها لحث الدول على الوفاء بالتزاماتها لإعادة إعمار غزة".


حل للمشاكل


أما حركة الجهاد الإسلامي، فعبرت عن أملها أن تنجح الزيارة في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في غزة وأهمها مشكلة الكهرباء والموظفين والإعمار والصحة والمعابر وغيرها.


وأوضح القيادي في الحركة خالد البطش في حديث خاص لوكالة (سوا) أن قيادة حركة الجهاد ستعقد لقاءً مع رئيس الوزراء الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس، والتي سيتم خلاله بحث كافة المشاكل التي يعاني منها القطاع.


وشدد البطش على أن أهم ما يجب أن تنصب عليه هذه الزيارة هو أن يرى المواطن الفلسطيني حلولاً عملية وواقعية للمشاكل التي يعاني منها منذ سنوات.


هذا ومن المقرر أن يمكث رئيس الوزراء يومين في قطاع غزة على أن يغادر ظهر الجمعة، فيما تبقى الآمال معلقة على نجاح الزيارة في حل ولو بعض مشاكل القطاع المتفاقمة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد