"علماء فلسطين" تعقد مؤتمرا صحفيا رفضا للتطبيع مع الاحتلال

"علماء فلسطين" تعقد مؤتمرا صحفيا رفضا للتطبيع مع الاحتلال

عقدت رابطة علماء فلسطين ب غزة اليوم الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً رفضاً للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعنوان: " نداء الأخوة والدين من قلب فلسطين " بمشاركة ثلة من علماء فلسطين؛ في المقر الرئيسي للرابطة بمدينة غزة.

وتلا النائب د. مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين بيان المؤتمر، الذي قال فيه، كما وصل وكالة (سوا) الاخبارية:

قال الله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الإسراء:1)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه، وبعد:

نداء الأخوة والدين من قلب فلسطين

إن مما قررته الشريعة وأجمع عليه علماء الأمة أن نصرة المسلم للمسلم واجبة وهي من أولويات الدين الاسلامي العظيم, وإن مما قرره الله سبحانه أن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين ومن مقدساتهم الثابتة في القرآن والسنة واجماع المسلمين قديما وحديثا، وإن تحريره وتطهيره من المحتل الغاصب واجب شرعي، وإن أرض فلسطين أرض إسلامية عربية مباركة ببركة المسجد الأقصى كما قرره الله سبحانه جل في علاه , وإن أعداء الله تعالى الصهاينة المجرمين هم محتلون للأقصى يدنسونه ليلاً ونهاراً، ويقتلون المسلمين، ويعتدون على الأعراض والحرمات وإن بغضهم واجب شرعي, وإن نصرة المسلم للمسلم وتعزيز صموده وزيادة قوته وإغاثة ملهوفه وإعانة محتاجه والوقوف الى جانبه في كل المحافل ومد يد العون له بجميع المجالات المادية والمعنوية مالاً وسلاحاً ومواقف سياسية واجب شرعي، قال سبحانه { وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } (الانفال: 72).

وإن مما قرره ديننا أن خذلان المسلم للمسلم جريمة انسانية ومخالفة شرعية ومعصية دينية تتناقض مع الدين والعروبة والوطنية والرجولة والشهامة والنخوة.

وإن مما قرره ديننا أن الاعتراف للمحتل الغاصب بما اغتصب هو اقرار له على حق المسلمين, وتقوية للعدو على المسلم صاحب الحق , وهو من أخطر درجات الخذلان التي حذر منها ديننا الحنيف.

وإن مما قرره ديننا أن محبة أعداء الله, وتقوية مواقفهم واقرارهم على مواقعهم مما يضعف أخوة الدين والعقيدة ويحرم أصحاب الحق حقهم, ويقر لأعداء الأمة بالأقصى الذي هو آية في كتاب الله وعدد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, كل ذلك من الجرائم التي تدل على موالاة أعداء الله ومحبتهم ونصرتهم على أخوة الدين والايمان, والله تعالى يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}. (المائدة: 55)

فهل اليهود الذين يتولاهم في هذا الزمان بعض حكام المسلمين فيعتقلون الأبرياء من أبناء الأمة وأبناء فلسطين ويسلطون الاعلام المشبوه لتشويه صورة الشعب المظلوم وتلميع صورة المجرمين القتلة الذين اغتصبوا الأرض ودنسوا المقدسات وانتهكوا الحرمات هم الذين أمر الله تعالى بموالاتهم ونصرتهم ودعم جرائمهم ؟!

إننا علماء فلسطين لننظر بعين الريبة والاستهجان لهذه الحملة المسعورة التي تمارسها وسائل إعلام منسوبة الى العروبة والاسلام ومدعومة بأموال المسلمين والتي تقوم من خلال مسلسلات رمضانية مع الاسف الشديد , حيث لم تكتف هذه القنوات ببث الفساد والرذيلة ومسخ المجتمع المسلم, بل أصبحت بوقا مشبوها وملوثا من أبواق الدعاية الصهيونية بأموال عربية اسلامية والعياذ بالله.

إننا علماء فلسطين ومعنا علماء العالم الاسلامي الاحرار الأغيار على دينهم وأوطانهم ومقدسات المسلمين وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك, لندعو أبناء أمتنا الى نصرة شعب فلسطين المظلوم, ونقول بكل وضوح إن مشاهدة هذه القنوات حرام شرعا ومقاطعتها واجب شرعي لما تحمل في مخططاتها من أهداف تنصر من خلالها أعداء الأمة اليهود الصهاينة على أبناء المسلمين من أخوة الدين والعقيدة أهل فلسطين.

إننا على يقين أن أمتنا حرة, وتستطيع أن تعرف الحق فتكون معه وأن تعرف الباطل فتقاطعه, وتتبرأ منه خاصة ونحن في شهر العبادة والطاعة للمولى سبحانه جل في علاه.

وإننا نؤكد على أن المقاطعة لهذه القنوات واجب شرعي , ونود أن نذكر أمتنا أن حملة المقاطعة لهذا العدو تتزايد في دول الغرب والشرق غير المسلم من مسلمين وغير مسلمين, وإن أبناء أمتنا الذين يتشوقون للصلاة في رحاب الأقصى محرراً هم أولى من غيرهم ليقوموا بهذه المقاطعة نصرة لإخوانهم وقربة إلى الله سبحانه.

وفي الختام فإننا نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ أمتنا من هذا الوباء الذي اجتاح العالم وأن يحفظها من وباء التطبيع مع المحتل ووباء التنازل عن أخلاقنا وقيمنا ومقدساتنا. ونسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وأن يصلح لنا دنيانا انه سميع مجيب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد