محمد علي طه: الكاتب الفلسطيني يكتب قضيته بمكوناتها النضالية والاجتماعية والإنسانية والجمالية
أكد الأديب الفلسطيني محمد علي طه أنه من جيل الأدباء والمثقفين الذين حملوا قضايا وطنهم، وهموم وأحلام شعبهم، وناضلوا بالقصة والرواية والقصيدة، واللوحة ، والموسيقى، والفن، من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، والثبات في هذه الأرض التي كتبت عن ترابها، وزهورها، ونباتاتها، وفلاحها، ومواقعها، وأسمائها العربية التي حاول المحتلون طمسها، وتغييرها، وأشاد بالحركة الثقافية الفلسطينية ورموزها في فلسطين الذين نشطوا في المجالات كافة، وأوصلوا هذه الإبداعات إلى أنحاء العالم.
وقال طه خلال مشاركته في برنامج طلات ثقافية الذي بثته وزارة الثقاقة اليوم الأحد: "ناضلنا حتى أصبحت كلمة فلسطين موجودة في الصحافة والأدب، والمنهاج والجامعات والمدارس، ورفعنا العلم الفلسطيني في المظاهرات وفي كل مكان"، وأضاف أن الكاتب الفلسطيني يكتب قضيته بمكوناتها النضالية والاجتماعية والإنسانية والجمالية.
وأضاف الأديب طه : لقد وجدت نفسي في صراع مع سلطة الاحتلال ، فكتبت عن مصادرة الأرض، والقمع والتشريد، واللاجىء، والمرأة، والطفل، والقرية والمدينة، والعامل، والانتفاضة، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واهتممت باللغة العربية التي أعشقها، وأجتهد أن تكون لغتي جميلة وسليمة، وأن أتصدى لمن يحاولون التآمر عليها، وأشار إلى أنه يعمد إلى تجديد أسلوبه، وتطوير كتابته، ويستخدم الأسلوب الساخر، كسلاح في يد المظلوم ضد الظالم .
وأشار الأديب طه إلى أنه ولد في العام 1941 في قرية ميعار في الجليل- فلسطين، وفي العام 1948 هدم الاحتلال القرية وصادر أراضيها ، فلجأ مع أسرته إلى قرية كابول. وأنهى دراسته الابتدائية في القرية، والثّانوية في كفر ياسيف في العام 1960 ودرس الأدب العربيّ والتّاريخ في جامعة حيفا ، وحصل على اللقب الجامعيّ الأوّل سنة 1976.
وأضاف بأنه عمل مدرّساً للأدب العربيّ في الكليّة الأرثوذكسيّة العربيّة بحيفا لمدة 25 عاماً، وانضم للعمل السياسي في صفوف الحزب الشيوعي في أواخر السبعينات من القرن العشرين، وهو من مؤسّسي اتحاد الكتّاب العرب الفلسطينيّين في فلسطين المحتلة العام 1948 وانتخب رئيساً له في العام 1991. وعمل طه محرراً ثقافيّاً في صحيفة "الاتحاد" وترّأس تحرير مجلّة "الجديد" ، وكان المحرّر المسؤول لمجلّة "48" التي صدرت عن اتحاد الكتّاب العرب، وهو من مؤسّسي لجنة الدّفاع عن الأراضي العربيّة التي أقرّت إضراب يوم الأرض 30 آذار 1976.
وتم انتخاب طه في العام 1998 رئيساً للجنة "إحياء ذكرى النّكبة والصّمود" التي قامت بنشاطات واسعة في البلاد؛ إحياءً للذّكرى الخمسين لنكبة الشّعب الفلسطيني، وتوّجت عملها ب مسيرة العودة – من الناصرة إلى صفورية التي شارك فيها الآلاف ، كما كان رئيس لجنة "الوفاق الوطنيّ" للجماهير العربيّة في الدّاخل، و تعرّض للملاحقة والاعتقال عدّة مرّات، وصادرت السّلطات الإسرائيليّة مجموعته القصصيّة "وردة لعيني حفيظة" واعتقلته في العام 1983.
يكتب الأديب طه مقالا أسبوعيّاً في صحيفة "الاتحاد" ، صباح يوم الأحد ومقالاً أسبوعيّاً في صحيفة "الحياة الجديدة" صباح يوم الاثنين، وترجمت قصصه إلى عدة لغات .
تتميز كتاباته بالالتصاق بالبيئة الريفية والقرية الفلسطينية، وبالهموم اليومية للناس البسطاء العاديين والمستضعفين، كما يقدم شخصياته في نماذج اجتماعية حية وواقعية.
وذكر طه أن دراسات جامعية صدرت عن أعماله منها أطروحة دكتوراة باللغة الألمانيّة في جامعة برلين للشّاعر علي الصّح وحصل على جائزة فلسطين للآداب في العام 2015، ونال وسام القدس للثقافة والفنون من الرّئيس الفلسطينيّ ياسر عرفات عام 1997،ووسام الاستحقاق والتميّز من الرّئيس الفلسطينيّ محمود عباس عام 2013، وجائزة ديوان العرب في المسابقة لأدب الكتاب للطفل ، ونال شهادة دكتوراة فخريّة من جامعة اوريل فلايكو – رومانيا،وشهادات تقدير عديدة من عدّة دول ومؤسّسات.
وتمت ترجمة قصصه إلى لغات عديدة منها: الإنكليزيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، العبريّة، الرّوسيّة، الفرنسيّة، البولونيّة، البلغاريّة.
ويعتبره النّقّاد رائداً للقصّة الفلسطينيّة ومن أبرز كتّاب القصّة القصيرة في العالم العربي، وأطلقوا عليه ألقاب مثل "عميد القصّة الفلسطينيّة" و "الكاتب السّاخر" و "الكاتب الذي تشمّ في قصّته رائحة فلسطين" و "رائد القصّة الفلسطينيّة".
صدر للكاتب طه عدد كبير من الكتب في مجالات القصة القصيرة، والسيرة الذاتية، والرواية والمسرح ، والمقالة