إسرائيل تسعى لعدم تخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران
تسير إسرائيل نحو تدشين حملة دبلوماسية عالمية، تحسباً من نجاح الجمهورية الإيرانية بتخفيف أو توقيف العقوبات الاقتصادية ضدها، وعبَرت إسرائيل عن مدى توترها إثر إطلاق الأخرى قمراً اصطناعياً نحو الفضاء، الأمر الذي تكشف من خلاله إخفاقات العمل الاستخباراتي لدى الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل.
ولا تزال إيران على رأس قائمة غايات وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي صعّدت صراعها ضد إيران، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد، وذلك "على خلفية التخوف في إسرائيل من محاولات إيران لتخفيف العقوبات الاقتصادية ضده في ظل الأزمة الإنسانية البالغة التي تسبب بها وباء كورونا في إيران".
وأفادت الصحيفة: "خلافا للتصريحات الأخيرة التي أطلقها مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي حول انسحاب إيرانني من سورية، فإنه بما يتعلق بالمعركة الدبلوماسية الأكثر هدوءا، لا أحد يسارع في هذه الاثناء إلى إعلان مبكر عن انتصار، خاصة وأن المعركة المركزية، حول تمديد حظر الأسلحة على إيران، أخذت تسخن مع اقتراب موعد انتهاء سريان الحظر في تشرين الأول/أكتوبر المقبل".
وسيكون الموضوع الإيراني أحد المواضيع الهامة التي سيبحثها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، وشريكها في الحكومة،ن بنين غانتس، خلال زيارتها لإسرائيل، التي سيصلها يوم الأربعاء المقبل، وفق ما نقل "عرب 48".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم، إن الخطوات الدبلوماسية الإسرائيلية ضد إيران تشمل ضغوطا ستمارس على دول في أنحاء العالم ومنظمات دولية في محاولة لمنع تخفيف العقوبات على إيران في إطار "مبادرات إنسانية"،، وحملة دولية لإخراج حزب الله عن القانون، "مع التشديد على ذراع الحزب السياسية"، وتقليص تأثير وقدرات إيران في الأراضي السورية واللبنانية، إضافة إلى الحملة الإسرائيلية المتواصلة لدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي، من العام 2015. واضاف الدبلوماسيون أنه "حتى لو كانت هناك مساعدات إنسانية، فإنه ينبغي التيقن من أنها تأتي فعلا من أجل مواجهة الفيروس".
ويتبين من تقرير الصحيفة أن التخوفات الإسرائيلية تزايدت في أعقاب مصادقة الاتحاد الأوروبي على منح إيران مساعدات بحوالي 20 مليون يورو، وتحويل مبالغ منها عبر نظام أوروبي للالتفاف على العقوبات الأميركية.
وفيما تتفق الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على السياسة المتشددة تجاه إيران، تتعالى أصوات من جهة الحزب الديمقراطي التي تدعو إلى التخفيف عن المواطنين الإيرانيين وخاصة خلال أزمة كورونا، كما أعلن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، عن تأييده إلى الاتفاق النووي، الذي انسحب ترامب منه.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف الديمقراطيين "يضع حكومة نتنياهو أمام مواجهة مباشرة مع الحزب الديمقراطي، ويعزز رغبة الحكومة برؤية ترامب يفوز بولاية ثانية، بينما كانت إسرائيل تبذل جهدا في الماضي من أجل الاستفادة من دعم الحزبين الأميركيين الأكبرين".
وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب ذلك، تواصل إسرائيل حملة دبلوماسية لمنع التموضع الإيراني في سورية ونقل أسلحة إلى سورية وحزب الله في لبنان، المستمرة في ظل أزمة كورونا أيضا، بحسب مصادر إسرائيلية، فيما يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي استهداف مواقع في سورية.
وقالت الصحيفة إن الأنظار متجهة الآن إلى "المعركة الدبلوماسية المركزية" مع اقتراب نهاية سريان الحظر على إيران لبيع وشراء أسلحة، في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، "وسيكون بإمكان إيران شراء أسلحة تقليدية متطورة من روسيا والصين".