كورونا تغيّر ملامح القدس في شهر رمضان

باب العامود وقد احتشد الفلسطينيون أمامه في رمضان الماضي

شوارع خالية وأزقّة غابت عنها زينة رمضان التي كانت حاضرة كل عام في القدس المحتلة؛ فقد أقبل الشهر المبارك وسبقه إعلان استمرار إغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين في ظل تفشي جائحة كورونا .

هذا الإعلان تسبب بغصة في قلوب المقدسيين الذين لم يتخيل أي منهم مرور هذا الشهر دون ارتياد المسجد الأقصى بشكل يومي والسير في أزقة البلدة القديمة والاستمتاع بأجوائها الاستثنائية.

تقول المقدسية فوزية عبيدي : "أشعر بفراغ كبير وحزن عميق.. رمضان بالنسبة لي يقتصر على العبادة والتوجه للمسجد الأقصى، فهو ليس قبلتنا وحدنا في هذا الشهر، بل قبلة الفلسطينيين من كل المحافظات والسياح المسلمين الذين ألفنا وجودهم بيننا في الباحات".

ووصفت عبيدي أجواء رمضان هذا العام بسبب تداعيات الفيروس المستجد بالباهتة، وقالت إنها ستفتقد صوت الباعة الذين يتفننون في مناداة المصلين لشراء بضاعتهم، إذ كانت تحرص كل عام أثناء خروجها من المسجد على شراء ألعاب لأحفادها وأوان مطبخية تباع بأسعار زهيدة، وفق موقع الجزيرة . 

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أوضح أن رفع الأذان في المسجد سيتواصل، وستقام الصلاة بشكل مختصر وستقتصر على فريضة العشاء وثماني ركعات قيام وبآيات قصيرة بحضور الأئمة والحراس فقط، وستبث على موقع الأوقاف؛ نظراً للظروف التي تعيشها القدس بسبب وباء كورونا.

من جانبها أكدت المرابطة المقدسية هنادي حلواني أن قرار إغلاق المسجد الأقصى صعب، لكنه جاء حفاظاً على أهل القدس.

وقالت حلواني: "نفتقد أجواء رمضان في المسجد الأقصى، لكننا زينّا البيوت، وأعددنا برامج لحفظ ومراجعة القرآن الكريم، وإن كنا في الحجر إلا أن المسجد الأقصى سيبقى في القلب".

وأضافت حلواني: "ما يجرى اليوم في العالم درس للبشرية؛ فالإبعاد عن المساجد ومنع السفر والإقامة الجبرية في البيوت يذكر الجميع بجزء مما يعانيه المقدسيون منذ سنوات طويلة"، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.

في حي الصوانة قرب سور القدس التاريخي اقتصرت زينة رمضان على أبواب وأسطح المنازل؛ في محاولة من الأهالي لإضفاء جو من البهجة في سياق الإغلاق والقيود والإجراءات المتخذة وقاية من فيروس كورونا.

كذلك الأمر في باب حطة الذي اشتهر بزينته وجماله في رمضان.

وقال عمار السدر، المتحدث باسم شباب المنطقة: "لم نزين البلدة القديمة وأحياء القدس هذا العام بسبب كورونا. الوضع مؤلم وحزين بسبب إغلاق المسجد الأقصى، ونتألم لما تشهده القدس؛ لأننا اعتدتنا على أجواء رمضان".

وعبر السدر عن أمله بأن يكون القادم أفضل، مطالباً أهالي القدس بأن يعيشوا أجواء رمضان في منازلهم وبين أطفالهم.

واقعٌ امتد إلى شارع صلاح الدين، الذي يعد الشريان التجاري في قلب القدس المحتلة، لكنه أصبح اليوم أحد أوجه المعاناة للمقدسيين بسبب الاحتلال وكورونا.

ويؤكد أحد التجار العاملين هناك أن المقدسيين يعانون الكثير في شارع صلاح الدين، وأن التجارة في وضع صعب بسبب حالة الطوارئ والقيود المفروضة، معبراً عن أمله بتحسن الوضع والعمل قدر المستطاع.

وكان مجلس الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، أعلن تمديد إغلاق المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان ؛ ضمن تدابير منع تفشي فيروس كورونا، وهي المرّة الأولى التي يغلق فيها الأقصى لهذه المدّة من الزمن.

 

cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد