مفوضية الأسرى: الاحتلال حرم الأسرى من أبنائهم ومنع توديعهم

سجون الاحتلال

 قالت مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح اليوم الأربعاء، إن الاحتلال حرم عشرات الأسرى الفلسطينيين من احتضان فلذات أكبادهم وهم أحياء وحرمهم من وداعهم عند موتهم.

وأوضح نشأت الوحيدي الناطق باسم المفوضية وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، في تقرير للمفوضية أن هناك نماذج وقصص إنسانية كثيرة تحتضنها خاصرة وثنايا الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة ومن بينها قصص الأسرى الذين حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من احتضان أطفالهم وهم أحياء وحرمهم من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم وهم أموات.

واضاف أن الأسير المحرر سعيد عبد الله خليل النجار من مواليد مدينة رفح بجنوب غزة ، فُقد أثناء مدة اعتقاله نجله (عبد الله – 14 عاما) مساء يوم الثلاثاء الموافق 14 / 2 / 2017 في حادث سير مؤسف بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلته في عرض بحر غزة بتاريخ 30 / 11 / 2005 أثناء عمله بالصيد، وحكمت عليه المحاكم العنصرية الإسرائيلية بالسجن 13 عاما وقد تحرر في 29 / 11 / 2018 .

يشار إلى أن الأسير سعيد النجار حاصل على دبلوم هندسة معمارية وله ثلاثة أبناء وهم عبيدة وعلا وعبد الله الذي فارق الحياة وكان أكبرهم وقد حرمه الاحتلال الإسرائيلي من زيارة أبيه أثناء اعتقاله، وفق صحيفة القدس

وأكد الوحيدي أن الأسير أحمد رشاد الزين السكني وبلدته الأصلية غزة كان قد فقد نجله الوحيد طارق في صباح يوم الاثنين الموافق 24 / 6 / 2013 في حادث سير مؤسف وهو من مواليد غزة في 3 / 7 / 2001 .

وذكر الوحيدي أن الأسير أحمد السكني المعتقل في سجن ريمون يقضي حكما بالسجن لمدة 27 عاما وكان قد اعتقل على يد قوات الاحتلال في حاجز أبو هولي بوسط قطاع غزة أثناء ذهابه لعمله في قوات الأمن الوطني مع القائد الشهيد أحمد مفرج أبو حميد في 9 / 12 / 2002 .

واستطرد أن الله عز وجل قد رزق الأسير البطل أحمد رشاد الزين السكني بعد عامين من وفاة نجله طارق بطفلين من النطف المهربة في 17 / 7 / 2015 وقد أسماهما معتز وسوار.

وقال الوحيدي إن الأسير يوسف عبد الرحيم عبد المحسن السكافي الذي يقضي حكما بالسجن 4 مؤبدات في سجون الاحتلال فقد طفلته عبير في مساء 21 / 4 / 2011 إثر إصابتها بصدمة نفسية وعصبية أرقدتها لمدة أسبوع في مستشفى عالية وسط الخليل، بسبب جرائم وقوانين الاحتلال العنصرية في منع وحرمان الأطفال من الزيارة لتفارق عبير الحياة وعيونها ترحل للحظة تحتضن فيها أبيها أو تلمس يديه.

وأشار إلى أن الأسير يوسف عبد الرحيم اسكافي من الخليل، وكانت قوات الاحتلال اعتقلته في 15 / 2 / 2003 مبيناً أن ابنته عبير كانت من مواليد 16 / 3 / 2001.

وبين الوحيدي أن للأسير يوسف عبد الرحيم اسكافي شقيق يقضي حكما بالسجن المؤبد هو ( علاء – أعزب - مواليد الخليل في 1 / 2 / 1983 - معتقل في سجن نفحة الصحراوي ) وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلته في 30 / 2 / 2003 في حين كان الحاج عبد الرحيم عبد المحسن السكافي والد الأسيرين البطلين – من مواليد العام 1945 - يترأس لجنة أهالي الأسرى في محافظة الخليل وقد فارق الحياة في يوم الجمعة الموافق 28 / 1 / 2017 وهو يعاني من إصابة ورصاصة كانت مستقرة في بطنه أصيب بها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1969 بمنطقة عقبة تفوح بالخليل .

وبحسب عائلة السكافي المناضلة فهناك للأسيرين يوسف وعلاء ابن شقيق هو أحمد عبد المحسن عبد الرحيم السكافي الذي قضى نحبه شهيدا في 3 / 7 / 2007 بمنطقة عيصا بالخليل بعد أن أصيب بقذيفة اسرائيلية وبأكثر من 30 رصاصة على جسده وأطلقوا كلابهم تنهش وتأكل منه .

واستذكر نشأت الوحيدي الأسير القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رائد عليان عيد الشافعي ليرسم مشهدا آخر حزينا بفقدان الأسير رائد عليان عيد الشافعي لكريمتيه دنيا ورانيا وكان الأسير الشافعي قد اعتقل على يد قوات الاحتلال في 28 / 7 / 2003 بعد مطاردات ساخنة استمرت أكثر من عامين حيث الضرب المبرح والتحقيق والعزل في سجن هداريم الإسرائيلي لتبدأ فصول المعاناة وظلمة السجن والزنزانة والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية لتعاني أسرته وعائلته من الملاحقات والاستدعاءات والتهديدات والانتقام وتشديد الخناق عليهم .

وأسهب الوحيدي بأن الأسير القيادي في الجبهة الشعبية رائد الشافعي من سكان مدينة طولكرم ويقضي حكما بالسجن المؤبد كريمته الكبرى دينا التي كانت تبلغ من العمر 6 سنوات في حادث مروري مؤسف - من سكان مدينة طولكرم وفقد كريمته الأخرى رانيا في حادث سير بعد ثلاثة شهور من وفاة شقيقتها ،ولم يستوعب الأب الأسير بعد صدمته الأولى بفقدان كريمته الكبرى ولم يسمح له الاحتلال باحتضانهما ووداعهما وكان محروما من زيارتهما وهما على قيد الحياة .

وقال " يستمر المشهد والجرح الفلسطيني المفتوح في النزيف ليفقد الأسير القائد رائد الشافعي والده الحاج عليان عيد الشافعي ( أبو الرائد ) رئيس لجنة الإصلاح المركزية بمحافظة طولكرم في مساء 2 يوليو 2019 ".

وأعرب نشأت الوحيدي عن حزنه الشديد معتبرا صور المعاناة والمأساة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا تتجزأ حيث النزيف الذي لا يتوقف والدموع التي تعجز الكلمات والعبارات والوقفات وكل الشعارات عن وصفها أو الانتصار لها بما يلبي تطلعات الأحبة الأسرى في الحرية والعودة إلى ذويهم أحرارا وأحياء أو حتى في احتضان ووداع أحبتهم الذين يرحلون عن الحياة بصمت وألم .

وفي ختام حديثه دعا الوحيدي المؤسسات العاملة في شؤون الأسرى والناشطين والمختصين والباحثين والصحفيين والإعلاميين إلى توسيع العمل الالكتروني والسوشيال ميديا بما يخدم قضايا وشؤون الأسرى وفضح الجرائم والقوانين العنصرية الإسرائيلية التي تستهدف حقوق الأسرى وحياتهم ومخصصاتهم القانونية والشرعية خاصة في ظل انتشار وباء كورونا القاتل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد