لم يكتفى أن يطلق عليها إسم السلطة الرابعة , بل أصبحت صاحبة الجلالة , وهذا بسبب ما تمتاز به من خصائص وصلاحيات بحسب القانون , وبسبب ما تحمله من متاعب ومسؤوليات أيضاً , فهي مهابة بين الجميع , لأنها عيون الناس وهمومهم , وآراءهم وشكواهم وتطلعاتهم , فهي الناقل للخبر والحسيب والرقيب , وهي الموجه للرأي العام , والمروج للثقافات , والناقل للحضارات , وفرسانها هم من طليعة الثورات , ومنها الشهيد والجريح والأسير , إنها الصحافة , إنها صاحبة الجلالة .

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أتقدم بالتحية والفخر الى كل من يعمل في هذه المهنة الشاقة والمؤثرة والمسؤولة , وأريد أن أقول في هذا المقال وبكل صراحة أن مهمنة الصحافة هي كالسلاح النووي في قوتها وتأثيرها , سواء على الرأي العام أو على صناع القرار , وبالطبع فإن الساسة الأذكياء هم أكثر الناس يهابون الصحافة , لأنهم يعلمون جيداً قوة تأثيرها على إدارة الحروب التقليدية والحروب الباردة , وإدارة الأزمات أيضاً , فالسياسي الذكي يعلم جيداً ماذا يعني وجود صورته على أي وكالة أو صحيفة مصحوبة بكلمات وصفية , فهذه الكلمات بحد ذاتها قد ترفع منه شأناً , وقد تنزله أسفل السافلين , ولهذا فالصحافة أصبحت قوة لا يستهان بها , وأصبح زعماء العالم وملوكها وساستها رهينة هذه القوة , وبالطبع هذه القوة لا بد أن تكون قوة حق وليس قوة باطل .

يجب أن تحافظ صاحبة الجلالة على هذا اللقب , وذلك يتطلب منها أن تبقي "القوة والحق" في خطين متوازيين , فالقوة تعني أن يتمسك كل من يعمل في مهنة الصحافة بحقوقه كسلطة رابعة , وذلك حتى لو توغل عليه كل من يخالف القانون , وأخص بالذكر توغل السلطة التنفيذية سواء كانت في أي بلد ظالم ولا يحترم القانون , وأيضاً الحق وهو مهم جداً , ويتطلب من الصحفي أن لا يستغل سلطته وقلمه ومقاله كي يرفع من شأن فلان أو ينزل من شأن علان , وأن لا يكون رهينة أجندة وأشخاص بعينهم , ولا يكتب سوا ما يمليه عليه ضميره ومهنيته , وخاصة في هذه الأيام والتي تشهد صراعات مستمرة , فجميع الأحزاب السياسية والأنظمة والتيارات...إلخ , تتلهث اليوم أن تتصدر صورها في الأخبار ووسائل الإعلام , ساعية بذلك الى تغطيات إخبارية جيدة تساهم في رفع رصيدها أمام الرأي العام , ولذلك يجب أن يكونان الحق والقوة متوازيين عند كل من يعمل في مجال الصحافة .

صاحبة الجلالة , السلطة الرابعة , مهنة المتاعب , مهنة الضمير , مهنة القوة , مهنة الحق , مهنة الرأي العام , الصحافة , كل التحية والتقدير لكم وإستمروا على خطى القوة والحق .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد