شخصيات قانونية: الاحتلال يدمر المجتمع باعتقال الأطفال

نابلس /سوا/ حذر باحثون فلسطينيون أن الاحتلال الاسرائيلي يهدف من وراء اعتقال الأطفال إلى تدمير المجتمع الفلسطيني وإبادة تنميته.

وقال هؤلاء خلال ندوة حول الأسرى الأشبال داخل معتقلات الاحتلال، نظمها مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، الاثنين، إن الاحتلال الاسرائيلي صعد مؤخرا من عمليات اعتقال الأطفال.

وشارك في الندوة التي جاءت بعنوان "واقع الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال؛ طفولة معذبة وقوانين معطلة"، مدير المركز الباحث الحقوقي، فؤاد الخفش، والأسير المحرر الطفل علي سويدان، وشخصيات فلسطينية قانونية وسياسية وبرلمانية.

وأفاد الخفش، بان الاحتلال صعّد من عمليات الاعتقالات داخل مدينة القدس المحتلة على وجه التحديد منذ حادثة اغتيال الطفل محمد أبو خضير على أيدي مستوطنين يهود، حيث تراوح عدد حالات الاعتقالات ما بين 30 و50 حالة اعتقال يومياً، 40 في المائة من بينهم أطفال.

وشدّد الخفش، على أن اعتقال الأطفال الفلسطينيين من قبل الاحتلال وتعريضهم للتعذيب والتحقيق القاسي "خرق واضح للقوانين والمواثيق الدولية".

وانتقد الباحث الحقوقي "عدم توفر الإرادة السياسية الحقيقية" لدى قيادة السلطة الفلسطينية بتدويل قضية الأسرى الأطفال لـ "خلق رأي عام دولي مساند لها".

وقال "إن وزارة الخارجية الفلسطينية بالذات مقصرة في هذا المجال، لأنها أكثر المؤسسات الفلسطينية تواصلاً مع العالم والمجتمع الدولي، كما تقع على الحكومة الفلسطينية أيضاً، وتحديداَ وزراة التربية والتعليم، مسئولية توعية الأطفال الفلسطينيين وإيضاح مدى المخاطر المحيطة بهم من قبل الاحتلال، وبالذات في القرى والمناطق القريبة من نقاط التماس ومستوطنات الاحتلال والجدار"، وفق قوله.

ولفت الباحث القانوني الفلسطيني، مراد جاد الله، النظر إلى أن سلطات الاحتلال عرّضت ما يقارب الـ 800 ألف فلسطيني للاعتقال منذ عام 1967 حتى بدايات العام 2015.

واعتبر جاد الله أن الهدف من الاعتقالات "تدمير المجتمع الفلسطيني، بمعنى الإبادة السياسية للمجتمع"، وفق رأيه.

وقال "إن الاحتلال الإسرائيلي يحكم الضفة الغربية والقدس المحتلة من خلال قوانين وأوامر عسكرية أقرها عام 1950، وهي ذاتها التي تسمح باعتقال الأطفال الفلسطينيين وإنزال أقسى العقوبات بحقهم".

وأضاف جاد الله "القاضي في محاكم الاحتلال جزء من منظومة الأوامر والقوانين العسكرية التي تعدّ في أساسها خرقاً واضحاً لاتفاقية جنيف الرابعة".

واعتبر أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال ليست جزءاَ من المشروع الفلسطيني الذي قررت السلطة التوجه به لمحكمة الجنايات الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي، على حد قوله.

من جانبه، كشف الطفل علي عبد الله سويدان المحرّر من سجون الاحتلال الاسرائيلي، عن تعرضه للتعذيب والضرب المبرح والمعاملة السيئة خلال اعتقاله والتحقيق معه، مشيراً إلى أن ضباط التحقيق االإسرائيليين أجبروه على الاعتراف والتوقيع على لائحة الاتهام المكتوبة باللغة العبرية من خلال التهديد باعتقال عائلته.

وبيّن سويدان أن سلطات الاحتلال لا تقدم للأسرى الأطفال العلاج المناسب أثناء مرضهم، مضيفاً "مكان احتجاز الأطفال مغيب فيه القانون والحقوق، وتكثر فيه الإهانات والذل والضرب المستمر".

وفي رسالته للمجتمع الدولي، قال سويدان "نحن كأطفال فلسطينيين لا نطلب سوى حق الطفولة والعيش بكرامة وأن يتم معاملتنا كبشر فقط، ولا نريد منكم شيئاَ غير ذلك".

ويشار إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يواصل اعتقال 300 طفل فلسطيني في معتقلاته، يتعرضون لسوء معاملة وضرب وتعذيب من قبل السجانيين، الأمر الذي يزيد من خطورة أوضاعهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد