بالصور.."مؤثر جدا"..الطفلة آلاء تبكي على قبر والدتها في عيد الأم
غزة / سوا / على غير العادة يبقى الشعب الفلسطيني من بين شعوب العالم هو صاحب الامتياز، يصارع الموت في كل لحظة باحثاً عن كرامة يأملها في هذه الحياة، ُتوجّه إلى صدره كل سهام القتل فينتزعها ويمضي مواصلاً طريقه نحو هدفه الأسمى إما النصر أو الشهادة.
أمّا ما كان من بدعة الأعياد التي تشغل أذهان المترفين، فتمر غريبةً علينا كأنها لم تكن، وتسقط أرضاً مثقلةً بقسوة معاناتنا وتغوص قدميها في رمال الأسى.
في "يوم الأم" سلّط موقع تابع للجهاد الاسلامي الضوء على قصة الطفلة "آلاء أبو زيد" صاحبة الثمانية سنوات والتي فقدت أمها وتسعة من أفراد عائلتها في الحرب الاسرائيلية الأخيرة جراء تدمير منزلها على رؤوس ساكنيه في اليوم الخامس والأربعين للحرب ولم يتبقى لها الكثير من أفراد عائلتها .. فكيف كانت "آلاء" في استقبال يوم الأم في ظل غياب "أمها" لعامها الأول.
الطفلة "آلاء" خلال حديثها قالت: "في يوم الأم من العام السابق كنت أركض مسرعة من مدرستي نحو بيتنا بعد أن اشتريت باقة ورود لأمي وبطاقة معايدة ، وفي هذه المناسبة كنت أمسك بيدِ أمي لأقبلها وأحتضنها فحَنَت علي ومَسَحَت بيدها على رأسي".
وأضافت:" لم يكن هذا اليوم هو عيد لأمي بالنسبة لي فقط، فكل لحظة عشت فيها معها ورأيت فيه وجهها النير وسمعت فيه صوتها يؤنسني بالدعاء كلها كانت لحظات عيد وفرح لدي، وعندما كان يطل "يوم الأم" في موعده كنت أحتفل بها ومعها وأجدد حبي ووفائي لها رحمها الله".
وأكملت الطفلة "آلاء" وقلبها يعتصر ألماً وحزناً على غياب والدتها بأن نعمة الأم التي منحنا الله إياها لا تقدر بثمن، مشيرةً بأن وجودها يملأ الدنيا فرحاً، ويضفي حضورها على القلب السكينة والطمأنينة".
وعبرت "آلاء" عن حزنها الدفين لما آل إليه قلبها نتيجة لفقدان والدتها والفراغ الذي خلفه غيابها وقالت:" مهما تحدثت عن جرح قلبي الدامي فلن استطيع وصفه لأحد، ومخطئ من ظن أن الزمن كفيل بأن يطوي صفحة آلامنا، لأن آلامنا لا تسقط بالتقادم".
وبينت في حديثها بأنه في الوقت الذي يحتفل فيه أطفال العالم بحضرة أمهاتهم ويتمتعون بأجواء عائلية هادئة ويحيون العيد تلو العيد، يطل الطفل الفلسطيني وقد سالت دموعه على خده إمّا حزناً على أب فقده، أو أم إنتزعت من حياته، أو عزيز غيبه الموت.
وفي زحام المشاعر، استطاعت الطفلة "آلاء" أن تحيي "يوم الأم" رغم غياب أمها على طريقتها الخاصة، فجهزت هديتها وخطت بطاقة معايدتها وعنونتها "إهداء إلى أمي" وتوجهت فور مغادرتها المدرسة إلى المقبرة الشرقية برفح لتقدم باقة من الزهور لأمها كما جرت العادة بالأعوام السابقة، لكن هذه المرة لم تستطيع " آلاء" أن تحتضن أمها ولا أن تقبل يدها أو تستمع لدعاء من شفتي أمها، جثت "آلاء" بجوار ضريح أمها وبيدها باقة الزهور وعيونها تدور في السماء تشكو لله حرقة شوقها لحبيبة قلبها وسبب وجودها وتدعو الله أن يقتص لها من رقاب الظالمين.
انتهي "يوم الأم " وقد نام ملايين البشر ممن قرت عيونهم برؤية أمهاتهم، أما "آلاء" فظلت تتوسد ميراث الحزن الذي سيرافقها بلا انتهاء.
ومن الجدير ذكره أن منزل عائلة "أبو زيد" قد تم استهدافه وهم بداخله بصاروخ اسرائيلي أطلق من قبل طائرة حربية اسرائيلية تجاهه دون سابق إنذار، مما أدى إلى وقوع مجزرة حقيقية بحق ساكنيه نتيجة لعدد الأفراد الكبير الذي كان بداخله حيث ارتقى بالاستهداف 9 شهداء بين مسن وطفل وإمرأة بالإضافة إلى إصابة 17 آخرين بإصابات متفاوتة لا زال بعضها يرقد في عدد من مستشفيات الداخل والخارج بفعل الاستهداف الاسرائيلي.