عودة نتنياهو لقيادة اسرائيل لا تكفي لدفع عجلة المصالحة!!
رام الله / سوا / يبدو ان إعادة انتخاب زعيم تيار اليمين الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة اسرائيل، لم تشكل حافزاً كافياً لطرفي الانقسام، فتح و حماس ، من اجل دفع عجلة المصالحة والالتفات الى ما يجب فعله -استراتيجياً ووطنياً- ازاء حكومة لا تؤمن سوى بالحرب والعدوان.
قرار القيادة (اللجنة التنفيذية) بارسال وفد من منظمة التحرير الى قطاع غزة للاجتماع بحماس والجهاد وتنفيذ المصالحة وبحث الانتخابات، لا تزال دونه مواقف متباعدة لم تبددها الاخطار المحدقة بالفلسطينيين من كل حدب وصوب.
وقد حددت حركة حماس، على لسان القيادي اسماعيل رضوان، شروطها لنجاح مهمة الوفد، وقالت ان أي لقاء لوفد المنظمة مع حماس يجب أن يكون فصائلياً، وينطلق من قاعدة تطبيق اتفاق المصالحة بشكل كامل ورزمة واحدة.
واضاف رضوان، في حديث للاذاعة الفلسطينية الرسمية "اننا لسنا بحاجة لحوارات جديدة بل الى ارادة حقيقية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه سواء في القاهرة او الشاطىء"، مشددا على ان ذلك لا يجب ان يتم فقط كرد فعل على الانتخابات الاسرائيلية.
واشار القيادي في حماس الى ان تطبيق المصالحة يكمن بيد من بيده الامر، أي الرئيس محمود عباس ، مضيفاً انه هو من يدعو لانعقاد الاطار القيادي للمنظمة او التشريعي للانعقاد او اصدار مراسيم للانتخابات او الايعاز للحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا في غزة.
ورآى رضوان ان الحكومة تسوق اعذاراً غير مقبولة للتنصل من مسؤولياتها ازاء القطاع، متسائلا عمّا يمنع رئيس الوزراء والوزراء من التواجد على رأس عملهم في غزة لمتابعة الملفات الساخنة من المعابر الى الاعمار ورفع الحصار وتوحيد المؤسسات..
وفيما يتصل بمطالبة الرئيس عباس لحماس برد خطي توافق فيه على الانتخابات قبل اصدار مرسوم باجرائها، اعتبر رضوان ان هذا الطلب غير معقول لان حماس وقعت على الموافقة على الانتخابات في اعلان الشاطىء الذي نص على تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات خلال 6 اشهر واذا لم يتم ذلك فيجب الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة، لكن اي خطوة من هذا القبيل لم تتم بحسبه.
وبشان التهدئة، اكد رضوان الانباء المتواترة عن عروض دولية تلقتها حماس عبر وسطاء من اجل الاتفاق على تهدئة طويلة مقابل رفع الحصار لكنه اضاف ان هذا الامر يُدرس في سياق وطني مع التأكيد على ان غزة جزء من الوطن وان لا تهدئة بمعزل عن الشان الوطني مبينا انه لم يكن هناك رد غير ذلك على هذا العرض.
في المقابل، رد القيادي في فتح جمال محيسن، عبر الاذاعة الرسمية، متسائلا عن سبب اصرار حماس على ان يكون اللقاء فصائلياً وعن معنى ذلك خاصة ان وفد منظمة التحرير موحد.
ورآى محيسن ان البداية العملية هي تمكين الحكومة من اداء واجبها في غزة، وقال ان حكومة التوافق لم تمنح فرصة لممارسة دورها، مضيفا: في ظل سيطرة حماس الامنية كيف تمارس الحكومة مهامها وكيف تجرى انتخابات ديمقراطية؟
وبشان الاطار القيادي قال محيسن انه لا يوجد شيء من هذا القبيل وانما اطار لتفعيل عمل منظمة التحرير وهو يجب ان يجتمع بمعزل عن الاتفاق او الاختلاف مع حماس.
واوضح القيادي في فتح ان الانتخابات كان الاتفاق على ان تجرى بعد 6 شهور من تسلم الحكومة وممارستها عملها وهو ما لم يحدث بسبب التضييق على الحكومة ووزرائها في غزة.
وبشأن التهدئة، قال محيسن انه كان على حماس ان ترد على اي وسطاء بالقول ان هناك قيادة واحدة لشعبنا هي منظمة التحرير وهي العنوان لطرح اي تصورات او حلول تتعلق بغزة او بغيرها.
وفي ظل هذه المواقف، فضّلت الفصائل التي اجتمعت برام الله لبحث موعد ارسال وفد المنظمة وجدول اعماله، إرجاء البت بهذا الشأن لعشرة ايام اخرى، وعزت ذلك لضرورة تهيئة اجواء صحية لانجاح هذه الخطوة من خلال اجراء مزيد من الاتصالات والمشاورات.