أطفال النقب عرضة لنهش الكلاب بسبب السياسات الإسرائيلية

الطفلة بشرى أبو لقيمة من قرية بير هداج بالنقب، نهشتها الكلاب الضّالة

فتحت وفاة الطفلة بشرى عواد أبو القيمة من قرية بئر هداج، بعد قيام كلاب ضالة بنهش جسدها الأسبوع الماضي، ملف حظر البناء وتحصين منازل المواطنين في هذه القرية وبقية القرى في النقب.

يقول والدها إن السبب الحقيقي وراء تمكن الكلاب الضالة وحيوانات أخرى متوحشة كالثعالب الموجودة في المنطقة، من طفلته، هو عدم تحصين منازلنا بسبب المنع الإسرائيلي من تطوير البناء وإقامة الأسيجة حول المنازل، إذ تقوم الشرطة الإسرائيلية بهدم أي إضافة، ما يجعل المنازل مستباحة للكلاب الضالة والحيوانات المتوحشة.

وقرية بئر هداج هي قرية بدوية تقع في جنوب صحراء النقب، يسكنها بدو العزازمة، والقرية لم تعترف بها إسرائيل، غير مرتبطة بشبكة الكهرباء، وتعاني من سياسة هدم البيوت، ويسكنها نحو ستة آلاف نسمة، وفق صحيفة القدس .

ويبلغ عدد القرى البدوية غير المعترف بها في النقب 45 قرية يقطنها ما يقارب 75 ألف نسمة، وحسب الإحصائيات تبلغ مساحة الأرض التي تقوم عليها هذه القرى أكثر من 180 ألف دونم.

وتفتقر هذه القرى للحد الأدنى من البنية التحتية، الكهرباء، خطوط الهواتف، الصرف الصحي، الشوارع، العيادات الصحية، مع النقص الكبير في المدارس ومياه الشرب.

ويعيش غالبية سكان هذه القرى في ضائقة، ويعانون من البطالة والفقر بشكل مأساوي، وبالرغم من هذا الحال، فإنهم يتمسكون بالأرض ويرفضون الإغراءات الإسرائيلية للرحيل إلى تجمعات التوطين القسري.

وفقًا لسجلات الانتداب البريطاني فإنّ 12,600,00 دونم من أراضي النقب هي ملك العرب البدو في فلسطين الانتدابية والعثمانية. ويكافح البدو، اليوم، للاحتفاظ بملكية 240,000 دونم من الأرض.

ويعيش نحو 56% من البدو في 7 قرى أقامتها إسرائيل، وهي: رهط، حورة، تل السبع، اللقية، شقيب السلام، كسيفة وعرعرة النقب. وتفتقر هذه القرى المعترف بها إلى البنية التحتيّة الملائمة، شأنها شأن القرى العربية الأخرى.

ويشير تقرير أعدّته مؤخرًا دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية عن الوضع الاجتماعي- الاقتصادي لـ 204 سلطات محلية في إسرائيل إلى أن جميع البلدات التي خطّطت لها الدولة في النقب احتلت أسفل السّلم الاجتماعي- الاقتصادي (رهط- المكان الأول، عرعرة النقب- المكان الثاني، تل السبع- المكان الثالث، كسيفة- المكان الرابع، شقيب السلام- المكان الخامس).

وكانت الطفلة التي لم يتجاوز عمرها عامين، خرجت إلى فناء منزلها كالعادة، وسرعان ما هاجمتها كلاب ضالة، وخرجت والدتها بعد سماعها صراخ طفلتها، ووجدت كلبًا ينهش لحمها، وسرعان ما جرى نقلها للمستشفى بحالة خطيرة، إلى أن أعلن عن وفاتها الخميس الماضي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد