محادثات نووي إيران.. نقاط الخلاف والاتفاق
طهران / سوا / لم تكن جولة المحادثات التي استضافتها لوزان السويسرية بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأطول في تاريخ المحادثات فحسب، بل كانت الجولة التي اقترب فيها المتفاوضون أكثر من أي وقت مضى من التوصل لاتفاق.
لكن هذه الجولة انتهت يوم الجمعة بشكل مفاجئ، بعد أن كان الحديث عن تمديدها طوال عطلة نهاية الأسبوع واحتمال انضمام وزراء خارجية مجموعة 5+1 للمفاوضات، كل هذا أعطى انطباعا أن الاتفاق بات قاب قوسين أو أدنى، بل أن بعض المعلومات تسربت عن شكل هذا الاتفاق وطبيعته.
وفيما تتحدث بعض التكهنات عن تأثير وفاة والدة الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومن ثم اضطرار شقيقه حسين المشارك ضمن الوفد الإيراني إلى مغادرة لوزان على الفور، فإن أنباء أخرى تتحدث عن نقطة خلاف رئيسية شديدة الأهمية هي الجدول الزمني لرفع العقوبات.
فالمفاوض الإيراني لا يقبل بطرح للقوى الكبرى يتعلق بوضع جدول زمني لرفع العقوبات، بل يطلب رفعا كاملا ونهائيا لكافة أشكال العقوبات المفروضة على طهران بمجرد بدء سريان الاتفاق، وهو طلب تحدثت أنباء عن رفض المفاوض الفرنسي له بشكل كامل، الأمر الذي عطل المضي قدما باتجاه المفاوضات.
ولا يخفى على كثيرين أن فرنسا تتخذ حاليا الموقف المتشدد في مجموعة 5+1، فهي التي تطالب بضمانات أكبر من طهران تؤكد سلمية برنامجها النووي، ولا تقبل إلا بإشراف كامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشآت طهران النووية، وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك لإفشال الاتفاق في النهاية.
وبينما تبدو نقاط الاتفاق التي تسربت قريبة من المنطق، خاصة ما يتعلق بعدد أجهزة الطرد المركزي التي سيسمح لطهران بامتلاكها، التي ستصل إلى 6 آلاف جهاز، بعد أن كانت واشنطن تصر على ألا يزيد العدد عن 1500 فقط، ما يعني أن إيران ستتخلى عن نحو 4 آلاف جهاز من الأجهزة التي تمتلكها حاليا.
وهناك أيضا خلاف على مستوى تخصيب اليورانيوم، فالدول الكبرى لا ترغب في استمرار إيران في تخصيبه بنسبة 20 %، وتقول طهران إنه قاصر على الاستخدامات الطبية وتوليد الكهرباء، لكن هذه النسبة قريبة للغاية من مستوى التخصيب اللازم للاستخدامات العسكرية.
وترغب الدول الكبرى في خفض هذه النسبة إلى نحو 3.5 % فقط، وهو ما لا ترضى عنه إيران بالطبع، وربما تكون مشاركة وزير الطاقة الأميركي في المحادثات مؤشرا على منح طهران بعض الإمكانات التي تساعدها في توليد الكهرباء دون الحاجة إلى مستوى التخصيب المرتفع الذي تصر عليه.
ومن لندن حيث اجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جاءت التصريحات معبرة عن تفاؤل حذر وإصرار على التوصل لاتفاق، على أن يكون شاملا ومستمرا وليس هشا كما يحذر كثيرون.
تصريحات قابلتها وبالنغمة نفسها تصريحات من طهران، تتحدث عن إمكانية التوصل لاتفاق، على أن يتخلى الطرف الآخر عن نغمة التهديد ويتحول إلى التفاوض الصريح.
لكن ما بقي من أيام على الموعد المحدد لم يعد بالكثير، ومع استئناف المحادثات في لوزان الأربعاء، لن يتجاوز الوقت المتاح أسبوعا واحدا سيكون على وزيري خارجية أميركا جون كيري وإيران جواد ظريف خلاله، حشد طاقتهما وخبراتهما الدبلوماسية والتفاوضية، لحسم خلاف تجاوز عمره السنوات العشر، في حين يرغب كثيرون خاصة إسرائيل في عدم التوصل لاتفاق بشأنه.