قواطين: أزمة كبيرة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في ظل جائحة كورونا
أكد عضو لجنة المتابعة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في لبنان علي محمد قواطين وجود تجاهل وتقصير متعمد بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشيرًا إلى أنه يأتي تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفة باسم " صفقة القرن "، لدفع اللاجئين للهجرة.
وتحوم مخاوف كثيرة حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها في ظل القيود التي تفرضها الحكومة اللبنانية على كافة مناحي حياتهم.
وأضاف قواطين خلال مقابلة مع "الحياة برس"، أن الحكومة اللبنانية تجاهلت المخيمات تماماً ولم تقدم أي دعم، رغم أن الدول المانحة قدمت مساعدات لكافة سكان لبنان، واستثنت الحكومة من ذلك كافة المخيمات
وعبر قواطين عن أسفه لوجود تقصير من دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرًا لتمكن عدد من الناشطين الفلسطينيين في الخارج من توفير بعض معدات التعقيم وأجهزة ليزر مخصصة لفحص الحرارة على مسافة متر، وبعض بدلات الحماية لمخيم برج الشمالي قرب صور، داعياً كافة جهات الاختصاص لتحمل مسؤولياتها، في كافة المخيمات.
وأوضح أن الأونروا تعترف بـ 12 مخيماً فلسطينياً في لبنان وهي:" مخيم الرشيدية - مخيم البص - مخيم برج الشمالي - مخيم عين الحلوة - مخيم المية مية - مخيم شتيلا وصبرا - وبرج البراجنة - الجليل - ومار الياس - وظبي - والبداوي - ونهر البارد ".
إضافة لذلك هناك الكثير من التجمعات الفلسطينية التي كانت لا تقدم لها الأنروا الخدمات، ومن ثم أصبحت تقدم بعض الخدمات المتواضعة في المجال الغذائي والصحي جراء الضغوط الكبيرة التي مورست عليها، حسب ما أشار قواطين.
وقال، "الحكومات اللبنانية المتتالية من جانبها تمارس الظلم والإجحاف بحق اللاجئين، وتمنعهم من حقوقهم الإنسانية والاجتماعية والمدنية، ولا تسمح للاجئ بأكثر من الإقامة، حيث تعمل في كثير من الأحيان على منعهم من التنقل بين المناطق، وكما أنها تمنعهم من التوسع والبناء وترفض توسيع المخيمات التي أقيمت على مساحات صغيرة من الأرض قبل 72 عاماً، مما تسبب بحالة من الاكتظاظ السكاني، وأنتج بيئة غير صالحة للحياة، والبيوت أصبحت متهالكة تسقط أحياناً على رؤوس ساكنيها، بالإضافة لعدم أخذ إجراءات السلامة والاحتياطات اللازمة في التمديدات الكهربائية والمائية، مما يتسبب بالكثير من الحوادث.
ونوه القطاني إلى أن الوضع الصحي يشهد تقصيراً كبيراً وملحوظاً، حيث لا يتمكن اللاجئ من الحصول على العلاج بسهولة، مشيرًا إلى أنه في حال احتاج لإجراء عملية جراحية، لا تساهم الأونروا إلا بتأجير سرير في مستشفى لبناني، ولا يتم منح اللاجئ تأمين صحي للاستفادة من الخدمات الصحية في المشافي اللبنانية.
وأضاف أن المستشفى الذي يشرف عليه الهلال الأحمر الفلسطيني "الهمشري" لا يمتلك إمكانيات مناسبة لإجراء العمليات بشكل كبير.
وتابع، "الحكومة اللبنانية اتخذت قرارات ضد عمل اللاجئين الفلسطينيين ممثلة بوزير العمل، أدت لكوارث في الوضع الاقتصادي للاجئين، في محاولة لإجبار اللاجئين لمغادرة لبنان وهو ما حدث فعلاً وأجبر الآلاف منهم للجوء لدول أخرى رغم المخاطر التي يواجهها.
يشار إلى أن الحكومة منعت العمال الفلسطينيين من ممارستهم أعمالهم بحجة ضرورة الحصول على رخصة عمل لغير اللبنانيين، وهو الأمر الذي رفضته كافة قطاعات المجتمع اللبناني وكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني ولكن وزير العمل لم يتراجع وتحدى كافة القرارات المتعلقة بهذا الشأن.
كما حذر من حالة الجوع التي يعيشها اللاجئون الآن، مشيراً إلى أن دائرة اللاجئين مقصرة في واجباتها داخل مخيمات لبنان، قائلاً:" هناك تباطؤ وعدم إدراك لخطورة الوضع في المخيمات وهناك خوف كبير على حياة اللاجئين في ظل انتشار الجوع".
ولفت إلى أنه تم إطلاق حملات في ألمانيا والسويد والدنمارك وبريطانيا وكافة أماكن تواجد الفلسطينيين، لتوفير الدعم والمساعدات للاجئين في لبنان وشمال سوريا وقطاع غزة .
وأعرب قواطين عن استعدادهم لتوفير كميات كبيرة من الدعم للاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، داعياً كافة الجهات المختصة في منظمة التحرير الفلسطينية وسفارتي فلسطين في ألمانيا ولبنان لتأمين توصيل المساعدات للمخيمات.
يشار إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المقيمين حالياً 165 ألف لاجئ، بالإضافة لمن حصلوا على الجنسيات اللبنانية والمقدر عددهم بـ 75 ألف نسمة، يعيشون جميعهم في 12 مخيماو156 تجمعا.