فرضت المملكة العربية السعودية قيودًا واسعة النطاق على الحركة داخل المملكة جزئيًاً على أمل احتواء فيروس كورونا المستجد قبل موسم الحج، لكن مع تفشي الفيروس في مختلف أنحاء العالم، وتوقف حركة الطيران تقريبًا، فلا يبدو هناك سيناريو قابل للتطبيق يسمح باستضافة الأعداد الكبيرة لموسم الحج الذي يبدأ أواخر يوليو المقبل.

وأجبر الوباء العديد من دول العالم، ‏وعلى ‏رأسها ‏دول ‏كبيرة ‏بإمكانياتها وعدد سكانها، على ‏اتخاذ ‏إجراءات ‏استثنائية؛ ‏تنوعت ‏من حظر الطيران إلى إعلان ‏منع ‏التجول وعزل ‏مناطق ‏بكاملها، ‏وحتى إغلاق دور العبادة، لمنع ‏تفشي ‏العدوى ‏القاتلة.

وأفتى العلماء المسلمون بجواز تعليق مناسك العمرة في هذا التوقيت وتأجيل رحلات الحج حفاظًا على صحة الحجاج والمعتمرين الذين يفوق أعدادهم كل عام 2 مليون سنويًا وهو عدد ضخم يعسر من السيطرة على انتشار وباء كورونا في حالة استمرار مناسك الحج والعمرة، في موسوعة سنكشف لكم عبر التاريخ عن عدد مرات منع إقامة الحج في المملكة.

وتم منع الحج في الاسلام بحسب مصادر التاريخية فإن عدد المرات التي تم الامتناع فيها عن إقامة مناسك الحج في المملكة بلغت 40 مرة منذ بدء فرض الحج على المسلمين وتحديدًا في العام التاسع من الهجرة النبوية.

وفي عام 318م لم يتمكن المسلمون من أداء مناسك الحج بسبب القرامطة الذين تسببوا في إشعال الفتن بقيادة أبو طاهر القرامطي بالهجوم على المسجد الحرام وارتكاب جرائم قتل، وقد سُفك دماء نحو 30 ألف مسلم، كما تم سرقة الحجر الأسود الذي تم استعادته مرة أخرى، ويعود السبب الرئيسي وراء ارتكاب القرامطة لمثل هذه المجازر اعتقادهم الخاطئ بأن المسلمون يعبدون الأصنام.

أما في عام 357 هـ استشرى مرض الماشري في مكة المكرمة وهو من أخطر الأمراض التي تعرضت لها المدينة فقد تسبب في حصد الكثير من الأرواح، وتوفي الكثير منهم فور وصولهم للحرم المكي، كما تسبب هذا المرض في موت الجمال عطشًا.

وفي عام 390 هـ ساد في هذا التوقيت ارتفاع أسعار السلع وهو أمر تسبب في امتناع الحجاج المصريون في الذهاب لأداء مناسك الحج في عهد الدولة الفاطمية، وفي عام 419 هـ غاب الحجاج المصريين والشوام أيضًا عن أداء مناسك الحج، وفي عام 430 لم يذهب أهل الشام أو مصر أو خراسان أو العراق لأداء مناسكه.

ومع انتشار الحملات الصليبية في عام 492 هـ لم يتمكن المسلمون من أداء مناسك الحج بسبب غياب الأمن وانتشار الخوف والذعر خوفًا من الوقوع في أيدي الصليبيين، وفي عام 563 هـ اشتعلت الحرب في عهد الدولة الأيوبية في مصر مما أدى ذلك إلى تعطل رحلات الحج وقد ساد الاضطراب الأمني في مختلف الدول العربية بعد ذلك وبالتالي لم يتمكن أحد من الذهاب للحج حتى عام 654 هـ، كما تعرضت رحلات الحج للتوقف مرة أخرى في عام 1213هـ لأن الطرق التي كانت تؤدي إلى مكة آنذاك غير آمنة.

وبهذا الصدد، نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن شيراز ماهر، الأستاذ في دراسات الحرب بكلية كينجز كوليدج في لندن قوله: "يبدو أن السلطات السعودية تعد الناس نفسيًا لإمكانية إلغاء الحج.. لقد بدأوا في الإشارة إلى أمثلة تاريخية حيث كان يجب تعليق الحج لأسباب مختلفة، بما في ذلك المصيبة والحرب، وأعتقد أنّ هذا جزء من محاولة أوسع لطمأنة الناس أن ذلك حدث سابقًا.

ومن جانب أخر، أعلنت وزارة الصحة السعودية، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل 147 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ليرتفع الإجمالي إلى 2752 شخصا.

وأفاد مؤشر البيانات الخاص بوزارة الصحة السعودية بعدد المصابين، ليرتفع إلى 2752 بعد تسجيل 147 إصابة جديدة.

وذكرت الوزارة في مؤتمر صحفي، يوم أمس الاثنين، حول مستجدات تفشي وباء كورونا داخل المملكة، أنه قد تعافى 63 مريضا ليصبح مجموع المتعافين 551 حالة حتى الآن، مشدد الوزارة على أن خطورة الفيروس لا تقتصر فقط على كبار السن، بل إن الشباب معرضون أيضا للإصابة به، داعية إلى الالتزام بتعليمات عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة.