لحظات فارقة في عمر الزمان يملؤنا شعور أنها نهاية التاريخ .. العالم كله يتغير أمام جائحة فيروس " كورونا ".. المنظومة العالمية القيمية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والصحية  كلها على شفا الانهيار.


ما يصلنا من أخبار عن "سيدة العالم" أمريكا يوحي أنها سائرة نحو الهاوية وانهيار مدوٍ فى منظومتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية، وقد نشهد عما قريب تفكك الوحدة الفيدرالية التى تربط بين ولاياتها إذا استمرت جائحة "كورونا"، حيث أن ترامب ترك بعض الولايات الكبرى تواجه مصيرها أمام "كورونا" فيما عالم الجريمة يتصاعد بشكل كبير في كبرى الولايات الأمريكية، ونموذج مطاعم "ماكدونالدز" و"كنتاكي" وغيرها التي أغلقت أبوابها بسبب قتل عمال الديليفرى لديها بالعشرات للاستيلاء على المأكولات التي يوصلونها للزبائن الذين لا يخرجون من بيوتهم بسبب فيروس "كورونا"، إنه نموذج مصغر لما يحدث هناك.


وحال أوروبا أسوأ بكثير من أمريكا.. وقالها المسؤولون في كثير من دول أوروبا التي اجتاحها الفيروس بقسوته أنه لم يعد هناك قيم أخلاقية تربطنا، ولا حاجة للاتحاد الأوروبي بعد الآن.. فيما العرب والمسلمون ينتظرون مصيرهم لأنهم ليسوا فاعلين أصلاً بالرغم من امتلاكهم لكل مقومات القوة والتقدم والحضارة.. تعداد بشري لا حدود له، وثروات هائلة غير مقدرة ومهدورة، وعقيدة جامعة، وتاريخ شاهد، وامتداد حضاري كبير .. فيما الصين التي تفتقد مقومين أساسين ألا وهما العقيدة الصحيحة والقويمة والثروات.. اليوم الأنظار تتجه نحو الصين التي انحصرت فيها حالات الإصابة إلى أدنى مستوى، وهي التي تمد العالم كله بما يحتاجه من إمكانات صحية ودعم لوجستي وفحوصات مخبرية وأجهزة تنفس صناعي وغيرها من المستلزمات لمواجهة فيروس "كورونا" الذى بدأ في الصين وقد تعافت من الصدمة الأولى.. وكوبا التي حوصرت أربعين عاما تصدر اليوم الكوادر الطبية إلى أوروبا المنكوبة التى كانت مثالا للتقدم الطبي والتكنولوجي ...

هنا تبرز الحاجة إلى القيادة الحكيمة والقوية والإرادة الفائضة والمحركة وهو ما يفتقده عالمنا العربى والإسلامي.. حدث كبير يغير العالم كله وفيروس يصيب الصغير والكبير ، المرأة والرجل، الغني والفقير، الحاكم والمحكوم ، القوي والضعيف ، لم يستثنِ أحداً من الخلق.. ولا يزال عالم الطب والصيدلة فى حيرة من أمره وأحدث المختبرات الطبية العالمية لم تستطع الوصول إلى حقيقة الفايروس المستجد والذي يتجدد ويتحور بشكل مريب وغريب، حتى وصل الأمر إلى التشكيك فى رواية "كورونا" والحديث عن غاز السارين والكثير من الأطباء والباحثين يسيرون فى هذا الاتجاه.. لكن الأسوأ ما نسمع به عن ترك الكبار المرضى يموتون بلا شفقة ولا أخلاق هؤلاء الذين بنيت على أكتافهم تلك الدول التي تقاسمت احتلال وثروات دول العالم الثالث فيما بينها وكانت أكثر تطوراً فى العالم من غيرها.. تأكد اليوم مدى الهشاشة التي تعيشها الإنسانية عندما يطغى عالم المادة بلا قيم على عالم الروح.. عالم المادة الذي يتفكك ويزول بأصغر وأدق مخلوق فى هذا الكون.. والسؤال المهم الذي يجب أن يتبادر لدينا أمام هذه المتغيرات التي يعيشها العالم: هل نحن على رأس قرن جديد ليقفز المنحنى الإسلامى نحو الصعود من جديد؟.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد