بالصور والفيديو: الموسيقى والغناء علاجاً لأطفال ذوي الإعاقة في غزة

غزة / خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ على الألحان الموسيقية الجذابة المنبعثة من العود والكمان بدأت الطفلة شيرين الوحيدي بالغناء والانسجام في أغنية تنشدها بعد ان توسطت أصدقائها الآخرين من ذوي الاعاقة والابتسامات تزين وجوههم البريئة.

شيرين ابنه الـ16 عاما عانت كثيراً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، فالخوف من أصوات الصواريخ والانفجارات أثرت بشكل سلبي على نفسيتها حتى بعد انتهاء العدوان.

الحالة الصعبة التي تملكت الطفلة شيرين دفعتها للمشاركة في حلقات العلاج بالموسيقى تقول لـ"سوا" الموسيقى والغناء يريحانني كثيراً وتحسنت نفسيتي بشكل كبير بعد مشاركتي في تلك الحلقات، فعدت إلى ممارسة حياتي وهواياتي التي أحب بشكل طبيعي.

وتضيف وهي تصفق مع صوت غناء زملائها "أول جلسة شاركت فيها فرحت كثيراً وأريد أن أستمر في هذه الجلسات والمشاريع الأخرى فقد أدخلت الفرح والسرور على قلبي وزادت ثقتي بنفسي أنني أستطيع أن أفعل شيئاً وأشارك في المجتمع".

وعلى نغمات "عليِّ الكوفية" انتقلت "سوا" للحديث مع الطفل أمير اللوح الذي كان متحمساً كثيراً في الغناء، حيث عبر عن حبه للأغاني الوطنية التي ساعدته بشكل كبير في تحسين حالته النفسية.

ويقول الطفل المقعد أمير -12 عاما- الذي يعاني من صعوبة في النطق، " في الحرب خفت وكان القصف قريب من بيتنا وصارت نفسيتي سيئة وصعبة كثيراً".

وسيواصل أمير الغناء مع أصدقاءه في جلسات العلاج بالموسيقى، كما يحب دوماً ان يشارك الآخرين في الغناء والاستمتاع بالألحان والكلمات الوطنية.

المركز الوطني للتأهيل المجتمعي في مدينة غزة انتهج العلاج بالموسيقى واللعب الدرامي ضمن برامجه الخاصة بالرعاية المنزلية التي ينفذها لشريحة ذوي الإعاقة، وللتعرف أكثر على فائدة الموسيقى في العلاج النفسي وخاصة للأطفال تحدثت "سوا" مع الأخصائية النفسية إلين عوض الله المسئولة عن النشاط.

وبيَّنت الأخصائية عوض الله أهمية العلاج بالموسيقى للأطفال ذوي الاعاقة وهو طريقة حديثة مبتكرة ونتائجه سريعة لتحسين وضعهم النفسي لأن مشاكلهم مضاعفة بسبب وضعهم الخاص وما تعرضوا له من خوف خلال العدوان الاخير.

"العلاج بالموسيقى يمس الوجدان من الداخل، فهي تصل لجميع أنحاء الجسم وتساعد الأطفال بالتعبير عن مشاعرهم بصورة أفضل، وتخلصهم من الطاقة السلبية وتعمل على زيادة مستوى التركيز وبالتالي تحسين مستواهم الدراسي" تضيف عوض الله.

ويقف العائق المادي أمام المركز الوطني في تطوير برامجهم العلاجية والاستعانة بفرقة موسيقية كاملة بدلا من الاعتماد على عدد محدود من الآلات الموسيقية لأنها تساعد في تفاعل الاطفال وعلاجهم بصورة افضل كما أكدت الأخصائية النفسية.

وتعد هذه البرامج العلاجية جديدة في قطاع غزة بعد أن شعر الأخصائيون وأهالي ذوي الاعاقة بأهميتها في تحسين نفسية الأطفال ومساعدتهم في التفاعل والاندماج بالمجتمع، ويأمل الاخصائيون أن تستمر وتتطور هذه البرامج بصورة أفضل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد